اخبار محلية

المليشيات في زمن كورونا..نقل الأسواق وتحشيد طائفي وعلاج بالملازم


829 قراءه

2020-04-07 10:12:08

تمضي الميليشيات الانقلابية بالحشد والإجتماعات المغلقة، متجاهلة المخاطر التي قد تجلبها هذه الممارسات في ظل الظروف الحالية الحرجة، وتكمن الخطورة الأكبر في استمرار مشرفي الجماعة بعقد ما يعرف بـ "الدورات الثقافية" التي يجتمع فيها الناس بالعشرات لفترة قد تصل الى ثلاثة أسابيع في بدرومات سرية تحت الأرض، بدون شمس أو تهوية جيدة، وهو ما يجعلها بؤرة مناسبة جدا لانتشار مرض كورونا التي تدعي امام العالم انها تعمل الإجراءات الاحترازية ولكنها في الحقيقة تريد ان تنهب المساعدات والناس باسم كورونا.

 

نقل الأسواق

قامت ميليشيا الحوثي، بنقل "أسواق القات" المنتشرة في العاصمة صنعاء، الى شارع الأربعين شرق المدينة، في خطوة وصفها الكثير من المحللين بأنها "غير مجدية"، وأن الغرض منها هو الإستهلاك الإعلامي لا غير، نظراً لأن نقل الأسواق من مكان الى آخر، وتجميعها في مكان واحد لا يمنع العدوى، بل يساعد على انتشارها بشكل أوسع.

الدكتور "مجدي" أحد اختصاصي الأمراض المعدية المقيم في صنعاء يؤكد "للصحوة نت" إن تجميع السكان من الراغبين بشراء "القات" من أماكن مختلفة في المدينة الى مكان واحد، قد يضاعف من خطر الإصابة بفيروس كورونا شديد العدوى، وأن الأحرى هو منعها نهائياً، أو تفريق باعة القات وإبقاء مسافات متباعدة بين كل شخص وآخر.

 وشكك الدكتور في امكانية أن يكون لدى الانقلابيين، أي نية حقيقية لمنع تفشي الوباء بين المواطنين.

 

استمرار التحشيد

من جهة أخرى، ابدى مواطنون في العاصمة صنعاء سخطهم الشديد من استمرار الحوثيين في التحشيد وجمع المقاتلين وعقد الدورات الطائفية وإقامة ما يسمى "الوقفات الاحتجاجية" في الأحياء والشوارع العامة، في الوقت الذي تعمل فيه كافة دول العالم على التقليل من الاختلاط والتجول قدر الإمكان،

 يقول "وهبان" 30 عاما": "إن الميليشيات تقوم حاليا بتجميع شباب من الحي لعقد مايسمى "دورة قتالية" لمدة 30 يوم "ضاربة بعرض الحائط كل المخاطر الصحية المترتبة على هذه الأفعال".

ويضيف: "بأن الأهالي أبلغوا عاقل الحارة برفضهم اخذ ابناء الحي وحشرهم في البدرومات، بينما تواجه البشرية كارثة وبائية تنتشر بالإختلاط، لكن عاقل الحارة أخبرهم بأن وباء كورونا "مفتعل" وتمثيل من الدول الغربية، ولن يصيب الشباب اي شئ ماداموا ملتزمين بالأذكار الواردة في الملازم"!!

وتقول ام ابراهيم: "ان خطيب الجامع -وهو احد مشرفي جماعة الحوثي- قد ابلغ ابنها ابراهيم "22" عاما، عبر رسالة نصية بضرورة تواجده في جولة "آيـة" يوم الأحد الماضي في الثامنة مساء  للذهاب في دورة ثقافية داخل العاصمة"، وكما تقول الأم: "فإن المشرف اخبره بأن علاج الكورونا هو "التسبيح" واذا لم يأتي فسيحرم من الوظيفة التي تقدم لها في إحدى المؤسسات، ورغم هذا رفضت ان يذهب ابنها". وتابعت: "فلتذهب الوظيفة الى الجحيم ما دمت سأخسر ابني، واتمنى من كل قلبي ان يصاب هؤلاء الحوثيين بالوباء لكي نتفرج عليهم وهم يتعالجون بالملازم حقهم ".

 

إهمال متعمد

من جانب آخر، تستمر ميليشيات الحوثي في جمع المقاتلين ونقلهم الى جبهات القتال وخصوصاً جبهة "صرواح" التي شهدت انهياراً واسعاً في صفوفهم خلال الأيام الأخيرة، وهو ما وصفه الشارع بالسعي الحثيث من قبل الجماعة لجلب كارثة صحية كبيرة على الشعب اليمني،

ويوضح الحاج علي 65" عاماً" بأن الانقلابين لا يبالون بحياة الناس لأنهم جاءوا خصيصاً لتقليص عدد السكان الى اقل قدر ممكن.

ويضيف: "ورغم هذا، فالمفروض أن يخافوا على حياتهم هم لأن الكارثة إذا وقعت لاقدر الله، فلن تستثني احداً، وسيكونون هم وكهنتهم في مقدمة الضحايا".

أما فتحي 43 عاماً، فيؤكد من خلال ما لمسه جراء مخالطته للحوثيين، بأن الميليشيات لا تعترف بالكارثة التي سببها الوباء العالمي أصلاً وتنكر اي خطورة لـ"كورونا"، وأنها  في نظرهم مجرد "زكام" لا يستحق كل هذا التهويل، والسبب، كما يقول فتحي؛ "إنهم يخافون من الاعتراف بخطورة انتشار كورونا،  لأن ذلك قد  يدفعهم لإيقاف الحرب، فالمغرر بهم سيمتنعون عن الذهاب للجبهات و الدورات الطائفية، والحوثيين يريدون ان تستمر الحرب التي تاجروا بها وجمعوا باسمها ثروات طائلة، حتى لو أدى ذلك الى ضياع الشعب اليمني في هاوية الأوبئة".

وتعم العاصمة صنعاء حالة من الغضب العارم جراء استهتار الميليشيات بحماية المواطنين من خطر فيروس كورونا القاتل، في ظل انعدام شبه كامل للإمكانيات الطبية وتدهور القطاع الاقتصادي، ما يعني بحسب خبراء صحيين، أن اي ظهور للوباء في الأراضي اليمنية قد يعرض حياة ملايين اليمنيين للخطر، ويحذر الخبراء من خطورة  الإهمال المتعمد من قبل الميليشيات للإجراءات الوقائية ووضع حياة شعب كامل على المحك في سبيل تنفيذ اجندة خارجية، خصوصاً وأنهم، أي الحوثيين، سيكونون أول الضحايا.



مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24