• عربي ودولي

    "صيغة موسكو".. ملفات بارزة ولا اعتراف بطالبان


    832 قراءه

    2021-10-20 19:39:31

    وعلى مدار أربعة أيام، تجلس طالبان مع 10 دول على طاولة الاجتماع الذي يعد أهم لقاء دولي تحضره الحركة منذ وصولها إلى السلطة، منتصف أغسطس الماضي.

    وتستضيف روسيا هذه المحادثات الدولية حول أفغانستان بحضور حركة طالبان، سعيا لتأكيد نفوذها في آسيا الوسطى والدفع في اتجاه التحرك ضد عناصر تنظيم داعش، الذين يحتشدون، بحسب قولها، في هذا البلد الهش.

    تمثيل طالبان

    وبعثت طالبان للاجتماع الأول من نوعه، نائب رئيس الوزراء في حكومتها المؤقتة، عبد السلام حنفي، الذي يوصف بأنه شخصية بارزة في القيادة الأفغانية الجديدة، وسبق أن أجرى محادثات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

    إضافة إلى وفد رفيع المستوى من طالبان، يضم وزراء الاقتصاد والثقافة والإعلام والخارجية والتجارة، وعمدة كابل.

    4 ملفات بارزة

    وأكدت روسيا أن الاجتماع سيناقش وفاء طالبان بحقوق الإنسان ومبدأ الشمولية، وتعزيز الجهود الدولية لمنع أزمة إنسانية، ومنع عودة عناصر تنظيم داعش، والدفع لتشكيل حكومة جامعة".

    كما دعت موسكو إلى تشكيل حكومة تمثل "كل الأفغان"، معتبرة ذلك الأساس لإنهاء النزاع في أفغانستان.

    مؤتمر أممي

    وقالت الخارجية الروسية إن الدول المشاركة في "صيغة موسكو" تدعو الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي للمانحين بشأن المساعدات الإنسانية لأفغانستان.

    وفي كلمته في افتتاح المؤتمر، دعا وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، حركة طالبان إلى تشكيل حكومة شاملة بمشاركة كل القوى السياسية الأفغانية.

    وقال لافروف إنه "لا يمكن وصف الوضع في أفغانستان بأنه مستقر حتى الآن، ويحاول الإرهابيون الاستفادة من ذلك، معربا عن أسفه لعدم حضور الولايات المتحدة للمحادثات.

    الاعتراف بطالبان

    ورغم مد موسكو يدها لطالبان، أوضح مسؤولون روس، على رأسهم الرئيس فلاديمير بوتن، أن موسكو لا تمضي في اتجاه اعتراف رسمي بها.

    وردا على سؤال عما إذا كانت مسألة الاعتراف الدولي بحركة طالبان قد طُرحت خلال "صيغة موسكو"، قال المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف: "بالطبع طُرحت.. هذه اللحظة ستحين يوما ما، ستحين عندما تبدأ الحركة في تنفيذ القسم الأكبر من توقعات المجتمع الدولي، التي تمس قضايا حقوق الإنسان والشمولية، وهذا ما قاله الجميع للوفد الأفغاني".

    ونفى كابولوف، الأربعاء، أن تكون هناك "أي مواعيد نهائية" بشأن تشكيل حكومة أفغانية شاملة.

    قلق روسي

    ورغم استضافة موسكو لهذا الاجتماع، فإن مسؤولين روس كبار، من بينهم رئيس البلاد، يعبرون عن قلقهم بشأن الأمن، منذ تولي طالبان السلطة في أفغانستان، وانسحاب القوات الأجنبية بعد تواجد استمر حوالي 20 عاما.

    وحذر الرئيس الروسي الأسبوع الماضي من أن حوالي ألفي مسلح موالين لداعش تدفقوا إلى شمال أفغانستان، مشيرا إلى أن قادتهم يخططون لإرسالهم إلى دول آسيا الوسطى المجاورة للتنقل كلاجئين.

    ولفت بوتن إلى أن قادة التنظيم الإرهابي في أفغانستان، "يسعون لتوسيع نطاق نفوذ المجموعة المتطرفة في أنحاء دول سوفيتية سابقة في وسط آسيا"، وهي منطقة تعتبرها موسكو "باحة خلفية لها، لإثارة نعرات دينية وعرقية".

    ومنذ تولي طالبان السلطة بأفغانستان، أجرت روسيا مناورات عسكرية إلى جانب جمهوريات سوفيتية سابقة مجاورة.

    وتتركز مخاوف موسكو من احتمال حدوث انهيار شامل في أفغانستان، مما يؤدي إلى موجات لجوء يتسلل عبرها إرهابيون، إذ قدمت دعما للدول التي تفصلها عن تلك البلاد، مثل طاجيكستان وأوزباكستان.

    "ارتباك" أميركي

    أستاذ العلاقات الدولية، طارق فهمي، اعتبر أن اجتماع موسكو "مهما"، كونه يضم الأطراف المعنية بالأزمة، ودول الجوار، قائلا إن أميركا "خسرت لعدم حضورها، وإنها ستجد نفسها مضطرة للحضور لاحقا".

    وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن استقالة زلماي خليل زادة، كبير مبعوثي الولايات المتحدة إلى أفغانستان، من منصبه إشارة مهمة إلى أن واشنطن "لا تزال مرتبكة في التعامل مع الملف الأفغاني، وغير واضحة الرؤية، وهو ما ظهر كذلك في قمة العشرين".

    وأشار إلى أن القضية "لا تتعلق بتقديم دعم مالي، ولكن التأرجح بين ما هو متاح، سواء في تقديم المساعدات الإنسانية، والتعامل بسياسة الأمر الواقع مع طالبان".

    آلية ثابتة

    وأوضح فهمي أن "الأمر مختلف بالنسبة لاجتماع موسكو"، لأنه "سيكون آلية ثابتة وسيتم بشكل دوري لمناقشة مستجدات وتطورات الملف الأفغاني".

    وبيّن أن المناقشات ستشمل "تعويم دور الحركة في الإقليم، بمعنى سياسات الأمر الواقع، وليس الاعتراف أو عدمه، والتعامل مع حكومة طالبان بصورة أو أخرى".

    وتابع أستاذ العلاقات الدولية حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": "كما سيناقش الاجتماع ملفا آخر مهما، هو الارتباط السياسي وما ستقدمه هذه الدول لأفغانستان. ستكون هناك مساومات، روسيا وأميركا سيلعبان لعبة مقايضات دولية، بمعنى أن الملف الأفغاني سيكون ضمن ملفات أخرى شاملة القوقاز وجمهوريات آسيا الوسطى وشبه جزيرة القرم".

    واختتم الرجل حديثه بالتأكيد على أن "هذه الآلية ستكون مهمة، وهي التي ستحدد السلام والاستقرار أو المواجهة في أفغانستان خلال الفترة المقبلة".



    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24