لكنها... جنايتكم على اليمن وشعبها

كنا ندقق في تقرير أعدته ونشرته وزارة حقوق الإنسان التابعة لحكومة الجماعة الحوثية، قبل شهرين ونيف من الآن تقريباً.. يتضمن التقرير أرقاماً عن الخسائر التي ألحقتها الحرب.. خسائر بشرية تعد بعشرات الألوف.. وخسائر مادية لحقت بمؤسسات عامة: التعليم، الصحة، الاتصالات، الكهرباء، الطيران، المطارات، الموانئ، الطرق، السياحة... الخ.   ادعت وزارة الجماعة أن تلك الخسائر التي لحقت باليمن واليمنيين سببها (دول العدوان)، ومرتزقة العدوان.. أما الجماعة المزوقة من إيران ودول وجماعات خارجية، فهي براء من ذلك، ولا علاقة لها حتى بمؤسسة نهبت محتوياتها كلها، بعد أن أطلق التحالف صاروخاً من الجو أصاب سقفها!   لن نورد تلك الأرقام، لأسباب كثيرة.. فمن جهة أن الذي قدرها طرف واحد من أطراف الحرب، ومن جهة ثانية أنها أصغر مما نعتقد أنه قد حدث على الأرض، ومن جهة ثالثة أنها تتعلق بمنطقة جغرافية معينة، ومن جهة رابعة أن حكومة هادي ليس لديها ما تقوله، ومن جهة خامسة أن الحرب ما تزال مستمرة، فثمة مواطنون يُقتلون، وعمران يخرب.. وبالتالي فإن إحصاء الخسائر البشرية والمادية ليس من صلاحية هذا أو ذاك، وما يقال اليوم هو من باب الدعاية السياسية والإعلامية لمكايدة الصم.. والمهمة من صلاحية الحكومة التي سوف تتكون بعد الحرب، لكي تكون الأرقام ذات بُعد وطني، ولكي تكون واقعية وموثوقاً بها من قبل المؤتمر الدولي الذي لا بد أن تدعى إليه الدول لكي تتبرع بسخاء لإعادة إعمار اليمن، وتعويض ضحايا الحرب.   تخترع الجماعة الحوثية أرقاماً عن جرائم القتل والدمار والنهب، لأغراض سياسية لا علاقة بالمصالح الوطنية للشعب اليمني.. تقول لنا إن هذا بسبب (دول العدوان) التي استدعاها الرئيس هادي، وبسبب مرتزقة العدوان أيضا.   حسناً يا جماعة.. من الذي دفع التحالف العربي للتدخل العسكري في اليمن، وهو بالمناسبة تدخل جوي أكثر مما هو تدخل بري؟ لقد استدعته الجماعة الحوثية بقادتها ولجانها الشعبية، قبل أن يطلب منه الرئيس هادي إغاثته، وإعادته إلى كرسي الرئاسة.   قبل أن يطلب الرئيس هادي من الجامعة العربية ومن مجلس الأمن، ومن دول الجوار.. وقبل أن تعلن المملكة العربية السعودية تكوين التحالف العربي، وتباشر التدخل عسكرياً في اليمن ليلة 26 مارس 2015، كنتم يا جماعة قد سبقتم الرئيس هادي، وبسطتم مبررات التدخل بأريحية: أليس مقاتلوكم انتهكوا القرى السعودية إبان ما يسمى حرب صعدة السادسة في أواخر العام 2009، وبداية 2010؟   ألم تجدوا مكاناً مناسباً في اليمن لكي تنفذ فيه لجانكم الشعبية المناورة العسكرية الكبرى في 12 و13 يناير 2015، سوى صحراء البقع الأقرب الموصولة بالحدود السعودية؟   ونذكركم.. حينها قال محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسمكم لفرانس24، إن المناورات العسكرية قرب الحدود السعودية هي استعداد لأي تحديات..   قال مصدر في المكتب السياسي لأنصار الله لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب) إن المناورة الكبرى للجان الشعبية رسالة واضحة: أنها  لن تسمح بنجاح أي مؤامرات تهدد مصلحة اليمن!! كانت المؤامرة في رؤوسكم، والحرب اشتعلت أولاً في نفوسكم.   لقد دفعتكم عمالتكم لإيران، وشجعكم المال القطري على إيذاء الجيران.. لذلك تدخلوا عسكرياً.. السبب أنتم.   أنتم المسبب  الأول لهذه الحرب.   أنتم جلبتم الدمار لليمن..   أنتم قتلتم من اليمنيين أكثر مما قتل التحالف العربي وقتلت حكومة هادي.