منوعات المنافسة بين جوجل وتشات جي بي تي... كيف وصفها أهل الاختصاص ولمن النصر؟

أثار النجاح الهائل لـ ChatGPT ، وهو روبوت محادثة للذكاء الاصطناعي اندفاعًا محمومًا لطرح منتجات الذكاء الاصطناعي جديدة في سوق التكنولوجيا الافتراضية، والذي تحول في وقت قصير لجنون علمي افتراضي يستهلك أكبر الشركات التكنولوجية العملاقة وعددًا لا يحصى من الشركات الناشئة التي تناضل أجل الحصول على مساحة واقعية حقيقية في هذا القطاع الناشئ الخطير.

بحسب موقع Forbes-com، فشركة مايكروسوفت، التي استثمرت المليارات في OpenAI منشئ ChatGPT ، استفادت بسرعة من chatbot لتحسين محرك بحث Bing ومستعرض الويب Edge وتراهن بشكل كبير على أن الذكاء الاصطناعي سيحدد الجيل التالي من التكنولوجيا الجديدة، والذي أشعر شركة جوجل بتهديد كوني ودفعها لإطلاق برنامج الدردشة الآلي الخاص بها،Bard ، ليدخل حلبة المصارعة ويكون بمواجهة ChatGPT، فإلى أى مدى تصل المنافسة؟، وهل يمكن لجوجل أن يستعيد الصدارة؟.. سيدتي التقت د.محمود محمد سعد المختص في الذكاء الاصطناعي ومطور برمجيات المحاضر بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والحاصل على دكتوراة في الذكاء الاصطناعي في حديث حول المنافسة المحتدمة بين جوجل و ChatGPT.
يقول د. محمود لسيدتي استطاع برنامجChatGPT جذب انتباه الملايين محققًا شعبية جارفة بين قطاع كبير من المهتمين بأنظمة الذكاء الاصطناعي والذي تسبب بإحداث ضجة كبيرة بوادي السيليكون وغيره من مراكز التكنولوجيا العالمية حول العالم، فقد اندفعت الكثير من الشركات الكبرى لمواكبة التقدم المدهش لتشات جي بي تي، خشية التخلف عن الركب، حيث يتم تجميع التكنولوجيا تحت عنوان الذكاء الاصطناعي التوليدي على رأسها شركة جوجل والتي إعلنت "حالة الطوارئ" ربما للمرة الأولى منذ تأسيسها، فقد خشيت الشركة من اقتراب تغيير تكنولوجي ضخم قد يسبب لها اضطرابا في نموذج أعمالها الأساسي، وهو البحث على الإنترنت.

يقول د. محمود: الشات جى بى تى ChatGPT ، هو عبارة عن نموذج لغة كبير طورته شركة OpenAI باستخدام بنية GPT (generative pre-trained transformer). حيث تم تدريب هذا النموذج اللغوى المعقد، والذي يمثل أحد أنظمة الذكاء الاصطناعي، في عدد هائل جدا من النصوص عبر الإنترنت والتي توازي مجموعة كبيرة من البيانات النصية مما يمكنها من توليد ردود شبيهة بالإنسان لمجموعة واسعة من المطالبات والأسئلة، ثم تتدرب أكثر بمساعدة بشرية لتقدم محادثة وإجابات أفضل للمستخدم، تحاكي تجربة الدردشة مع بشر حقيقيين، على أن الهدف من الدردشة هو مساعدة الناس في العثور على إجابات وتقديم المعلومات والمشاركة في محادثات حول مجموعة متنوعة من الموضوعات

يقول د. محمود: نال تشات جي بي تي أهمية كبرى بين رواد الإنترنت ومستخدمى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لما يقدمه من أمور كثيرة أهمها المعلومات والمعرفة، حيث يمكن أن يوفر ChatGPT إجابات سريعة ودقيقة لمجموعة واسعة من الأسئلة. فسواء كنت بحاجة إلى مساعدة في أداء واجباتك المدرسية ، أو ترغب في معرفة آخر الأخبار ، أو تحتاج إلى مشورة بشأن مسألة شخصية ، يمكن لـ ChatGPT تزويدك بمعلومات موثوقة ورؤى مفيدة.

يمكن أن يكون ChatGPT موردا قيما للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة أو الدعم. على سبيل المثال، يمكن أن يقدم إرشادات حول قضايا الصحة العقلية ، أو يقدم موارد للأشخاص ذوي الإعاقة ، أو يربط الناس بالخدمات والموارد المحلية.

يمكن أن يكون ChatGPT أيضًا مصدرًا للترفيه والمشاركة. يمكنه ممارسة الألعاب أو إلقاء النكات أو المشاركة في محادثات حول مجموعة متنوعة من الموضوعات. يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أو العزلة.

يمكن أن يساعد ChatGPT الأشخاص في تعلم وممارسة لغات جديدة من خلال توفير ممارسة المحادثة، يمكن للذكاء الاصطناعي كذلك تحسين العمليات وتقليل الهدر ، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة وتوفير التكاليف بالاضافة الى الابتكار

يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين عملية صنع القرار من خلال توفير رؤى وتوقعات تستند إلى كميات كبيرة من تحليل البيانات، كما أصبحت ChatGPT ونماذج اللغات الأخرى متاحة على نطاق واسع للمطورين والشركات ، مما يسهل دمجها في التطبيقات ومواقع الويب ومنصات المراسلة.
ومن ثمّ فكل هذه المميزات يوفرها بالإضافة لمزايا عديدة، حيث يمكن أن تساعد نماذج ChatGPT واللغات الأخرى الشركات على أتمتة خدمة العملاء وتحسين نتائج البحث وتخصيص الرسائل التسويقية ، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة والإيرادات,

يقول د. محمود: بالطبع ستتغير طريقة بحثنا عبر الانترنت في ظل الذكاء الاصطناعي، وقد تم سؤال تشات جي بي تي هذا السؤال خلال محادثة وكانت إجابته بأن الذكاء الاصطناعي سيغير طريقة بحثنا عبر الإنترنت، وسيستمر في القيام بذلك في المستقبل.

حين شعرت جوجل بالخطر بعد النجاح الساحق الذي حققه تشات جي بي تي والمنافسة من مايكروسوفت، دفعها ذلك لتطوير الروبوت Bard بارد، ومع الإعلان عن إطلاق بارد لم تأتي الرياح بما تشتهى السفن، فقد فشل العرض التوضيحي لقدرات الروبوت والذي أدى لانخفاض قيمة أسهم الشركة بنحو 100 مليار دولار خلال ساعات، وهذا لا يعني فشل جوجل، فعلى عكس المنافسين الأضخم لها، أبل ومايكروسوفت، تسيطر جوجل على سوق محركات البحث عالميا، ومن ثمّ فهذا التفوق مضمون لها في كل الأحوال.

لم تتفوق ChatGPT على Google في عام 2023، ف ChatGPT هو نموذج لغة AI تم تطويره بواسطة OpenAI ، بينما تعد Google شركة تقنية متعددة الجنسيات تقدم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات ، بما في ذلك محركات البحث والإعلانات والحوسبة السحابية والمزيد، وفي حين أن ChatGPT كان ناجحًا للغاية وحظي بالكثير من الاهتمام لقدرته على إنشاء نص شبيه بالبشر، إلا أنه ليس منافسًا مباشرًا لـ Google. بدلاً من ذلك ، تعد ChatGPT واحدة من العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من التطبيقات ، بما في ذلك روبوتات الدردشة وإنشاء المحتوى وتحليل البيانات.
لذلك ، من غير المحتمل أن تتفوق ChatGPT على Google ، حيث يخدم كلاهما أغراضًا مختلفة ولهما مجالات خبرة مختلفة. ومع ذلك ، سيظل تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT محسوسًا عبر العديد من الصناعات والتطبيقات ، ومن المرجح أنها ستلعب دورًا متزايد الأهمية في تشكيل المشهد التكنولوجي في المستقبل.

يقول د.محمود محمد سعد: في ظل انتشار ChatGPT ومقدرته الكبيرة فى مختلف المجالات صار هناك تهديد العديد من المجالات وأثار أسئلة جديدة لشركات الذكاء الاصطناعي، فالمدرسون يكافحون مع كيفية التعامل مع الطلاب الذين يستخدمون روبوت الدردشة للغش أو اكتشافهم ، وقد غُمر الناشرون بفيض من المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة القصص الإخبارية والذي اظهر جودة منتج ثقافي وإبداعي مشكوك فيه، وغيرها من المجالات المشابهة والتي ستتأثر بسهولة الحصول على المعلومة من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي والذي يمكنه أن يغير قواعد اللعبة في مواجهة التحديات المجتمعية الملحّة وخلق مستقبل أفضل.. أو أكثر غموضًا وتشكيكًا...!