هل يمكن اكتشاف مشاكل القلب وأنت في منزلك؟

تظل بعض الإجراءات التشخيصية الأكثر تعقيدًا التي يقوم بها الأطباء، لإجراء مخطط كهربية القلب، أو تخطيط كهربية القلب، تتطلب منهم أولاً توصيل 10 أقطاب كهربائية أو أكثر بصدر المريض وذراعيه وساقيه لقياس النشاط الكهربائي للقلب، وبعد ذلك بمجرد تسجيل هذه الإشارات، يتعين على طبيب القلب تفسيرها لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من مرض قلبي معين أم لا.

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، خلال تقرير نشرته، إنها تقنية منقذة للحياة، ولكنها معقدة ومكلفة، ومع ذلك، يعتقد علماء المملكة المتحدة الآن أنهم سيتمكنون قريبًا من التغلب على هذه القيود من خلال تطوير أجهزة تسمح للمرضى بأخذ تخطيط كهربية القلب التفصيلي الخاص بهم في المنزل وتزويدهم بتشخيصات سهلة التفسير حول حالة قلوبهم، ومن ثم ينبغي أن تسهل النتائج وتسرع إجراء التشخيص المبكر لحالات القلب القاتلة المحتملة وإنقاذ آلاف الأرواح من خلال التدخل في المراحل المبكرة من المرض.

وقالت البروفيسور كارولين جاي، من جامعة مانشستر: "هناك ساعات ذكية يمكنها إجراء تخطيط كهربية القلب في الوقت الحاضر، لكنها لا تقدم سوى الحد الأدنى من المعلومات"، متابعة: "نحن نأخذ هذه البيانات، ونعمل على تطبيقات برمجية تسمح لأي شخص بالحصول على صورة أكثر تفصيلاً لحالة قلبه، والإبلاغ عن الظروف التي قد تهدد حياته".

ويسجل مخطط كهربية القلب النشاط الكهربائي لقلب الشخص أثناء نبضه وضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، وتوفر هذه الإشارات معلومات حيوية تشير إلى ما إذا كان المريض معرضًا لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو يعاني من سماكة الأوعية الدموية القلبية أو غيرها من الحالات التي تهدد الحياة.

وأوضحت جاي: "أن مخطط كهربية القلب هو نافذة على نشاط قلب الإنسان ويستخدم على نطاق واسع خاصة في المستشفيات، ومع ذلك، من الصعب أيضًا فهم قراءات تخطيط كهربية القلب (ECG)، ويتطلب الأمر من الطبيب سنوات عديدة من التدريب حتى يتمكن من تفسيرها بدقة".

وأردفت جاي: "يهدف بحثنا إلى تقليل الوقت اللازم لالتقاط وفهم نتائج تخطيط كهربية القلب إلى بضع ثوانٍ".

ولتحقيق ذلك، استخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى معرفة علم النفس المعرفي والإدراك البصري لإنشاء إصدارات مرمزة بالألوان من مخطط كهربية القلب بطريقة تشير بوضوح إلى ما إذا كان المرضى يعانون من حالة مهددة للحياة، أو معرضون لخطر الإصابة بها، أو إذا كانوا خالية من مثل هذا الخطر.

ويقول أحد أعضاء الفريق الذي قاد تطوير النظام، الدكتور علاء الأحمدي، محاضر في جامعة نيوكاسل: "في الأساس، نحن نضيف بُعدًا ثالثًا للقراءات: اللون، ونستخدم الذكاء الاصطناعي لتفسير الإشارات وفهم ما يحدث بالفعل".

وأكد الأحمدي أن النتيجة النهائية يتم فيها استخدام اللون الأزرق والأخضر للإشارة إلى عدم وجود أي خطأ، ويشير اللون الأصفر إلى بداية المشكلة، وأضاف أن اللون البرتقالي والأحمر يعني أن هناك حاجة للتدخل الفوري".

يُعرف الهدف المحدد لاهتمام الباحثين بمتلازمة فترة QT الطويلة في القلب النموذجي، حيث يرسل القلب الدم إلى الجسم أثناء كل نبضة قلب، وهي عملية يتم تنسيقها بواسطة الإشارات الكهربائية، في متلازمة QT الطويلة، يستغرق النظام الكهربائي للقلب وقتًا أطول من المعتاد للتعافي بين النبضات، وبمرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى آثار جانبية خطيرة تشمل الإغماء والنوبات والسكتة القلبية.

وأضافت جاي: "تحدث هذه الحالة بشكل طبيعي ولكن أدوية السرطان ومضادات الاكتئاب وبعض المضادات الحيوية يمكن أن تسببها أيضًا"، موضحة "نريد أن نتأكد من أن الأدوية المطورة حديثًا لا تسبب هذه الحالة، وستكون القدرة على مراقبة تخطيط القلب بسهولة وسرعة بمثابة مساعدة كبيرة".

ومن المتوقع أن يتم استخدام النظام جنبًا إلى جنب مع أجهزة تخطيط القلب القابلة للارتداء، بما في ذلك الساعات الذكية.

وأكدت أنه يمكنك بعد ذلك إجراء تخطيط كهربية القلب (ECG) الخاص بك في المنزل، ويتم تزويدك، لأول مرة، بتشخيصات يسهل فهمها والتي ستمنح الأشخاص إشارة سريعة جدًا عن حالة قلوبهم".