تحذيرات من وجود فيروس أنفلونزا الطيور في الحليب الخام بولاية كاليفورنيا

حذرت إدارة الصحة العامة في كاليفورنيا بأمريكا في بيان لها مؤخرًا، من ضرورة تجنب تناول الحليب الخام المصاب بأنفلونزا الطيور،  وذلك من باب الحيطة والحذر، ونظرا للانتشار المستمر لأنفلونزا الطيور بين الأبقار والدواجن، ووجود حالات إصابة بين البشر، وذلك وفقًا لموقع today.

وتعد كاليفورنيا هي مركز تفشي فيروس أنفلونزا الطيور في الأبقار، ولذا حذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من أن الحليب الخام  الذي لم يخضع للبسترة، قد يعرض الأشخاص للجراثيم ويؤدي إلى مخاطر صحية خطيرة.

ومن جانبه، قال الدكتور إيان ليبكين، أستاذ علم الأوبئة في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، إن المستهلكين لا يدركون أن الحليب الخام الذي يشترونه ليس من بقرة واحدة، بل يتم تجميعه من العديد من الأبقار، فإذا كانت بقرة واحدة في تلك المجموعة مصابة بفيروس بأنفلونزا الطيور، فسوف ينتشر الفيروس إلى عدد أكبر بكثير من الناس.

وحذر مسئولون صحيون في كاليفورنيا من أن شرب  الحليب الخام المحتوي على فيروس إنفلونزا الطيور قد يؤدي إلى الإصابة بالمرض،  كما أن لمس الوجه بعد لمس الحليب الملوث قد يؤدي إلى الإصابة بالمرض، ويؤكدون أن الحليب المبستر آمن للشرب لأن البسترة تقتل فيروس إنفلونزا الطيور والجراثيم الأخرى.

جدير بالذكر، أن  جميع مرضى أنفلونزا الطيور تقريبا كانوا على اتصال بحيوانات مصابة، ولكن هناك ثلاث حالات تحظى باهتمام خاص لأن من غير المعروف كيف تعرضوا للفيروس: الطفل في كاليفورنيا، والمراهق في كندا، والشخص في ميسوري.

قال  الدكتور أميش أدالجا، الباحث في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي والمتحدث باسم جمعية الأمراض المعدية في أمريكا، أنه لقد شهدنا بالفعل تفشياً للعدوى البشرية بفيروس، وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن المخاطر الصحية العامة الحالية الناجمة عن فيروس إنفلونزا الطيور منخفضة، ولا تظهر أنظمة مراقبة الإنفلونزا التابعة للمراكز أي علامات على نشاط غير عادي للأنفلونزا بين البشر، بما في ذلك فيروس H5N1، أو أي اتجاهات غير عادية مرتبطة بالإنفلونزا في زيارات أقسام الطوارئ.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يمكن أن تنتقل عدوى أنفلونزا الطيور إلى البشر عندما يدخل الفيروس إلى عيون الشخص أو أنفه أو فمه أو يتم استنشاقه، ويمكن أن تتراوح شدة المرض من خفيفة إلى شديدة وقد تكون مميتة، وكانت حالات الإصابة البشرية  به  في الولايات المتحدة خفيفة نسبيا، وربما يرجع ذلك إلى أن الناس يصابون بالعدوى في الغالب من خلال عيونهم، قد يحدث هذا عندما يقوم عامل الألبان بحلب بقرة مصابة.

فعندما تنتقل العدوى من خلال العينين وليس من خلال الجهاز التنفسي تكون أقل خطورة من استنشاق الفيروس عن طريق الجهاز التنفسي،  حيث يمكن أن ينتقل إلى الرئتين.

لا تصنف منظمة الصحة العالمية حاليًا تفشي أنفلونزا الطيور باعتباره حالة طوارئ صحية عالمية، و تشمل الأوبئة التي تندرج ضمن هذه الفئة كوفيد-19 والكوليرا وحمى الضنك وفيروس ماربورج وجدري  القرود.

ويقول الخبراء إنه من غير المرجح أن تؤدي هذه السلالة من إنفلونزا الطيور إلى وباء عالمي لأنها لا تمتلك القدرة على الانتشار بشكل فعال بين البشر، ويشير أدالجا إلى أن فيروس انفلونزا الطيور يصيب البشر منذ عام 1997، لذا فقد كان لديه الوقت الكافي للتطور، ولكنه لا يزال غير قادر على الانتقال بسهولة من شخص إلى آخر.

يمكن للطيور، مثل البشر، أن تصاب بالأنفلونزا، ويمكن لفيروسات إنفلونزا الطيور التي تجعل الطيور مريضة أن تصيب حيوانات أخرى مثل الأبقار، ونادراً ما تصيب البشر، كما توضح المكتبة الوطنية للطب.

يحتوي فيروس H5 على تسعة أنواع فرعية، بما في ذلك H5N1، السلالة المسؤولة عن الأمراض الأخيرة، وكان جميع المرضى في الولايات المتحدة تقريبًا على اتصال بماشية أو دواجن مصابة.، و الاستثناءان الوحيدان هما مريض في ميسوري وطفل في كاليفورنيا - لم يكونا على اتصال معروف بالحيوانات، ولم يتم تأكيد انتشار المرض من شخص إلى آخر.