تأثير إدمان السوشيال ميديا على الصحة العقلية للمراهقين.. وطرق التغلب عليه

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي كيانًا لا غنى عنه في حياة الجميع، خاصة المراهقين، مع تأثير كبير على أنشطتهم اليومية وتفاعلاتهم وإدراكهم لذاتهم، على الرغم أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مكانًا للإبداع والتواصل والمعرفة، إلا أن الاستخدام المفرط يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة العقلية، بحسب موقع تايمز ناو.

يقارن المراهقون عادةً حياتهم بما يبدو مثاليًا على منصات التواصل الاجتماعي مثل انستجرام وسناب شات، إن ثقافة المقارنة هذه تعزز انعدام الأمان والشك الذاتي لدى المراهقين بسبب إسقاط القيمة على أساس الإعجابات والتعليقات وعدد المتابعين، وقد يؤدي هذا السلوك إلى انخفاض احترام الذات وقلة الثقة بالنفس والقلق أو حتى الاكتئاب.

التنمر الإلكتروني يمكن أن يؤثر الإهانة والتصيد على منصات التواصل الاجتماعي بشكل عميق على نفسية العقول الشابة، وينتهي الأمر ببعضهم إلى تحمل ندوب نفسية طويلة الأمد. وبصرف النظر عن ذلك، فإن الضغط لمواكبة الاتجاهات يبتلي العديد من المراهقين، مما يغذي مشاعر التوتر والاستبعاد إذا لم يتصرفوا مثل الحشد.

وهناك تأثير آخر يتمثل في أن الإفراط في استخدام الشاشات يقطع أنماط النوم، حيث ينتهي الأمر بمعظم المراهقين إلى التنازل عن الراحة من أجل التمرير اللا متناهي، يساهم الحرمان من النوم في تقلبات المزاج وتدهور الأداء الأكاديمي وانخفاض القدرة على الصمود في مواجهة الإجهاد، معظم هذه المنصات ذات التصميمات المسببة للإدمان تحبس المستخدم في حلقة من الإشعارات وجرعات الدوبامين، مما يجعل من الصعب عليهم الاسترخاء.

على الرغم من كل هذا، فإن وسائل التواصل الاجتماعي ليست كلها سيئة. تساعد وسائل التواصل الاجتماعي المراهقين على التعبير عن أنفسهم، وإيجاد مجتمعات داعمة، والحصول على معلومات ذات قيمة كبيرة. يمكن للحسابات الإيجابية أو التحفيزية وحملات التوعية بالصحة العقلية أن تقدم الإلهام والمساعدة.
لتقليل تأثيرها السلبي، يمكن للآباء والمعلمين أن يلعبوا دورًا مهمًا للغاية من خلال تعزيز محو الأمية الرقمية وتشجيع المشاركة في الأنشطة غير المتصلة بالإنترنت.

إن وضع حدود لوقت الشاشة، والمناقشات المفتوحة بشأن مشاكل الصحة العقلية مع المراهقين، وتشجيع التفكير النقدي حول المحتوى عبر الإنترنت يمكن أن يجعل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أكثر مسؤولية.