وسوسة زيارة الطبيب.. ماذا تعرف عن اضطراب القلق المرضى؟

طوال حياتنا يشعر العديد منا بالقلق بشأن صحتهم، سواء كان ذلك متعلقًا بالنظام الغذائى أو نمط الحياة أو أى شىء آخر، ولكن بالنسبة للعديد من الناس، قد يصبح هذا أكثر من مجرد قلق عابر ويصبح مصدرًا للقلق بشكل دائم.

يقول تيموثى سكاريلا، أستاذ الطب النفسى بجامعة هارفارد، حسب موقع discover إن القلق الصحى أصبح عبارة عن مصطلح عام، حيث يبدأ النطاق بمستوى صحى من القلق، والذى يضمن لنا زيارة الطبيب والحصول على فحوصات منتظمة، إلى مستويات متطرفة من "القلق الصحى المرضى"، والذى يمكن أن يؤدى إلى هوس غير صحى بحالتنا الصحية.

يُعرف القلق المستمر بشأن الصحة باسم الخوف المرضى، ولكن من الناحية الطبية، عندما يتحول هذا القلق إلى سلوك قهرى أو ضار، يُشار إليه باسم اضطراب القلق المرضى، ويمكن أن يسيطر الخوف أو القلق من مرض خطير على حياة الشخص، وهذا منفصل عن القلق الصحى ويُشار إليه أيضًا باسم الخوف المرضى.

وحسب الخبراء فإنه فى الأساس، يشعر الشخص المصاب باضطراب القلق المرضي بقلق مفرط بشأن المرض أو الإصابة به، وهو موضوع يعلق في ذهنه، ويفكر فيه، ويتأمل فيه، وغالبًا ما يكون مزعجًا بالنسبة له.

الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق المرضي غالبًا ما يواجهون صعوبة في العثور على الطمأنينة بطريقة معقولة، وهو ما قد يؤدي إلى سلوكيات متكررة أو استراتيجيات متصاعدة لمحاولة تخفيف ذلك.

وقد يؤدي هذا إلى زيارات متكررة للطبيب وإجراء فحوصات طبية متكررة للحصول على هذا الاطمئنان، وقد يؤدى أيضًا إلى سلوكيات قد تكون ضارة بالصحة، مثل العزلة الاجتماعية وإساءة استخدام المواد، وقد يؤدى إلى مشاكل أخرى تتعلق بالصحة العقلية مثل الاكتئاب.

تختلف أسباب اضطراب القلق المرضى من شخص لآخر، فالعديد من الأشخاص لديهم استعداد للإصابة بالقلق، وقد تتحول سمة شخصية ما إلى اضطراب فى بعض الحالات، كما يمكن أن تتسبب الخبرة الشخصية، مثل المرض أو الوفاة في الأسرة، في الإصابة بهذا الاضطراب أو تفاقمه.

قد يتجنب العديد من المصابين باضطراب القلق المرضى إجراء الفحوصات الطبية تمامًا خوفًا من تشخيص مشكلة صحية خطيرة.

الأهم من ذلك أن هذه الحالات قابلة للعلاج، وهناك مجموعة من العلاجات التى يمكن أن تدعم أولئك الذين لديهم مخاوف بشأن صحتهم، خاصة الحالات الشديدة مثل اضطراب القلق المرضى، ويمكن أن يتراوح ذلك من الأدوية فى بعض الحالات، إلى العلاج النفسى والعلاج السلوكى المعرفى.

ويختلف شكل هذا العلاج من شخص لآخر، وفي بعض الأحيان، يتعلق الأمر فقط بمعرفة وفهم سبب القلق حتى يتمكن الشخص من التعامل معه بشكل أفضل.