• دليل المواقع

  • اخبار محلية

    جنوب مثقل بالإرث والصراعات.. أين تقع الحقيقة؟


    846 قراءه

    2025-01-06 20:01:00
    154

     

    *- شبوة برس -  جسار مكاوي 

    منذ إعلان الوحدة عام 1990م مرورًا بأحداث عام 1994م وحربها التي أفرغت الجنوب من مقومات دولته، وصولًا إلى الوضع الراهن، يبدو المشهد وكأنه سلسلة متواصلة من التحديات السياسية والاجتماعية. قرار فك الارتباط الذي اتخذه الرئيس علي سالم البيض عام 1994م، رغم شجاعته السياسية، لم يأتِ في سياق استراتيجي متكامل؛ إذ افتقر إلى الدعم الإقليمي والدولي اللازم، وعانى من سوء تقدير الظروف القائمة حينها، ومع ذلك لا يمكن إنكار أن القرار كان نتيجة طبيعية لسياسات الشمال الممنهجة التي استهدفت القضاء على الدولة الجنوبية بكل أركانها، من التراث والثقافة إلى الاقتصاد والهوية.

     

    اليوم، يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي اختبارًا تاريخيًا مماثلًا، لكنه أكثر تعقيدًا في ظل التشابك الإقليمي والدولي الذي يرسم ملامح المشهد السياسي في اليمن. دوره في مجلس القيادة الرئاسي يحمل معه تركة ثقيلة من قرارات الوحدة اليمنية وأخطاء الماضي، ما يجعله محاطًا باللوم من مختلف الأطراف. هنا يكمن التساؤل: هل يتحمل المجلس وحده وزر التحديات الحالية أم أن المشكلة أكثر عمقًا وتشابكًا؟

     

    السياسة التي ينتهجها المجلس تبدو كمن يمشي على حبل مشدود؛ إذ يحاول تحقيق مكاسب للشعب الجنوبي مع الحفاظ على توازنه داخل تركيبة سياسية معقدة، لكن في المقابل هناك فجوة واضحة بين تطلعات الشارع الجنوبي وما يتم تحقيقه فعليًا. هذه الفجوة إذا لم تُعالج بخطوات مدروسة ستظل تهدد المشروع الجنوبي وتضعف مكانته داخليًا وخارجيًا.

     

    الإشكالية الأكبر تكمن في إدارة التوقعات، فالجنوب الذي عانى عقودًا من الإقصاء والتهميش يحتاج إلى رؤية واضحة واستراتيجية شاملة قادرة على التوفيق بين المطلب الشعبي بالاستقلال والمصالح الدولية والإقليمية، وهذا يتطلب من المجلس الانتقالي الخروج من دائرة رد الفعل إلى دائرة الفعل الاستباقي عبر تعزيز الحضور الدبلوماسي، وتوحيد الصف الجنوبي، وتقديم مشاريع تنموية تلبي احتياجات المواطنين.

     

    ختامًا، لا يمكن إنكار حجم التحديات التي يواجهها المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن إلقاء اللوم عليه وحده يعد تبسيطًا مخلًا للواقع.

     

    المطلوب اليوم هو استنهاض القوى الجنوبية كلها، واستيعاب دروس الماضي، وبناء شراكات إقليمية ودولية تسهم في تحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة، فقط بهذه الروح يمكن سد الفجوة بين الإرث التاريخي والطموح المستقبلي.

     



    مشاهدة جنوب مثقل بالإرث والصراعات.. أين تقع الحقيقة؟

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ جنوب مثقل بالإرث والصراعات.. أين تقع الحقيقة؟ قد تم نشرة ومتواجد على شبوه برس وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24