حكام من مخلفات الإحتلال اليمني الى مهندسين في صناعة الأزمات

في مشهد يعكس المحاولات الدنيئة والمتكررة لإضعاف إرادة شعب الجنوب وزعزعة إيمانه بقضيته العادلة، تظهر بوضوح ممارسات ممنهجة تهدف إلى تحميل الجنوب أعباء أزمات مفتعلة، وتوجيه أصابع الاتهام نحوه في قضايا هو ضحية لها. إن ما يجري اليوم ليس إلا استهدافاً مباشراً لشعب رفض الظلم وعنجهية الإحتلال وواجه آلته الحربية بشجاعة، وسط هذه الإنجازات العسكرية، تسعى القوى الشمالية إلى تحويل معاناة شعب الجنوب إلى أداة للسخرية من شعاراته الوطنية وتشويه رمزية نضاله.

التجويع والإفقار الذي يتعرض له الجنوب اليوم هو جزء من منظومة عمل منظمة تسعى إلى تدمير اقتصاده، وإضعاف مجتمعه، وتفريقه، وتحويل مطالبه المشروعة إلى صرخة في واد لا يسمعها أحد. أضف الى ذلك الأقلام المأجورة، التي تستغل الوضع لتشويه صورة شعب مناضل وصامد. وسط هذا الصمود والصبر تستمر مخلفات الإحتلال في إفتعال الأزمات الاقتصادية، في محاولة لكسر الروح المعنوية لشعب الجنوب، الذي ظل متماسكاً رغم كل التحديات.

هذه المحاولات الخبيثة لا تقف عند حدود التجويع والإفقار، بل تتجاوز ذلك إلى محاولات استهداف هوية الجنوب ورمزيته. السخرية الدنئية والماكرة من الرموز الوطنية والشعارات الجنوبية ومحاولة تحريف معانيها أو التقليل من أهميتها ليست سوى جزء من معركة أكبر تهدف إلى زعزعة الثقة بين الشعب وقيادته، والتشكيك في عدالة قضيته. هذه الهجمات الإعلامية هي انعكاس لمدى الفشل الذي وصلت إليه القوى التي تحاول إحتلال الجنوب، بعد أن أدركت أن سلاحها العسكري لم يعد يجدي نفعاً.

رغم كل هذه المحاولات اليائسة والخبيثة، يثبت شعب الجنوب يوماً بعد يوم أنه عصي على الانكسار. لقد تعلم هذا الشعب من تاريخه الطويل أن التحديات مهما كانت جسيمة، لا يمكن أن تهزم الإرادة إذا كانت مبنية على الحق والعدالة. وفي وجه السياسات الممنهجة، يبرز شعب الجنوب بوحدته وصلابته كدرع حصين أمام المخططات التي تحاك ضده.

الرسالة واضحة للداخل والخارج، شعب الجنوب لن ينكسر، الجنوب بتصميمه وعزيمته الراسخة سيظل صامد في وجه كل من يحاول استهدافه، ولن يتراجع عن المسار الذي رسمته دماء شهداءه الطاهرة، ولا يمكن لمؤامرات التجويع ولا لحملات التشويه أن تقضي على عزيمة شعب استمد قوته من نضاله الطويل ومن قضيته العادلة.

على المجتمع الدولي أن يدرك أن استقرار الجنوب هو جزء من استقرار المنطقة بأكملها. وأن أي محاولة لإضعاف قضية شعب الجنوب او الإلتفاف عليها ستؤدي إلى تداعيات خطيرة تهدد السلم والأمن الإقليمي. لذا، يجب أن تكون هناك خطوات واضحة لدعم الجنوب في مسيرته نحو تحقيق العدالة والحرية، وتأمين حياة كريمة لشعبه الذي يعاني منذ ثلاثة عقود كاملة ولازال.