لماذا كانت السعودية ترفض وجود عبدالفتاح والخامري في قيادة الجنوب

‏

*- شبوة برس - وضاح الهنبلي الضالعي

في احدى الرسائل التي قدمها وزير الخارجية محمد صالح مطيع للمكتب السياسي الحاكم في جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية في ١٩٧٩ ..

( النقطة الرئيسية التي يثيرها بتكرار الجانب السعودي هي الأسماء عبدالفتاح إسماعيل وعبدالله الخامري وفي كل المفاوضات يكررونها ويطلبون ابعاد هذين الأسمين من مواقع صنع القرار )

هذه الرسالة تدل على الإمكانات القوية والكبيرة للمخابرات السعودية في السبعينات ، حيث انها كانت تعلم كل تفاصيل قيادات الجبهة القومية وبعدها الحزب الأشتراكي .

ما الذي كان يقوم به فتاح والخامري وباقي قيادات الحجرية واليمن بالجنوب حتى ترفض المملكة تواجدهم في صنع القرار بشكل متكرر ومطلق ؟؟

طبعاً العداء لفتاح كان معروفاً للجميع ، فمنذ استقلال الجنوب وهاجس فتاح يرتكز على مشروعين ، قاتل فتاح وزرع الفتن من اجل تنفيذها وهي :

⁃انشاء حزب شيوعي او اشتراكي يمني موحد يشمل الجنوب واليمن ، ونفذ ذلك في اكتوبر ١٩٧٨ .

⁃إلحاق وضم الجنوب لليمن ليكون مثل تعز وأب ، تحت مسمى الوحدة ، فوقع على ذلك مع عفاش في الكويت في ٣٠ مارس ١٩٧٩ وتشكيل لجنة صياغة الدستور ، اثنان يمنيان من العربية اليمنية ، واثنان من الحجرية يمثلان الجنوب راشد محمد ثابت وطه علي صالح المقطري .

كانت السعودية مطلعة على الاعمال الخسيسة التي يقوم بها اليمنيين في عدن، وكيف كانوا يستخدمون السياسة والحزب والأيدلوجية الاشتراكية والاعلام لتحريض قيادات وشعب الجنوب على السعودية والخليج وتعطيل اي تقارب او توافق مع جيراننا ، وذلك لادراكهم اليقيني الكامل ان اي تقارب وتوافق جنوبي سعودي خليجي ، سوف يقضي على مشروعهم الخبيث الذي يعملون عليه لقرون وهو ضم ويمننة الجنوب والسيطرة عليه لصالح الزيود .

لذلك المملكة تدرك ما يقوم به نفس اللوبي اليوم ، وان تباكى المخُبر رشاد وذرف دموع التماسيح في مكاتب القيادات السعودية ، فمخابراتها تعرفهم وتعلم خبثهم بل هي تلاعبهم وتستخدمهم ، ويعتقدون انهم أذكياء ويستطيعون التذاكي على المملكة .