• دليل المواقع

  • اخبار محلية

    ثقافتنا وهويتنا الجنوبية..كيف تكون روحًا للإعلام الجنوبي


    826 قراءه

    2025-01-09 00:35:17
    156

    4 مايو/ د. أمين العلياني


    لا يمكن للثقافة أن تنمو وتتطور وتنتقل من جيل إلى آخر من دون أن تظهر مؤشرات تفاعلها مع محيطها المجتمعي؛ فعلى مدار القرون الماضية، انتقل المنتج الثقافي عمومًا سواءً أكان الأهازيج أم الشعر أم النثر أم الأدب الشعبي حتى الألعاب والرياضات التراثية من الآباء إلى الأبناء عبر المشافهة، لكن بفضل تطور وسائل الإعلام وظهور الثورة المعلوماتية التي حدثت خلال العقدين الماضيين، نجدها قد فرضت تحديات ومسؤوليات جديدة ليس على وسائل الإعلام، فحسب بل على المنتج الثقافي ذاته، تتمثل في قيامها بمهام إضافية في نشر الثقافة وحفظها؛ بوصفها تراثًا ثقافيًّا يتفاعل مع المحيط الاجتماعي ويتأثر بها سلبًا وإيجابًا، ولهذا فلا يمكن أن نتخيل ثقافة وفنونًا من دون أدوات ووسائل إعلامية تدعم جهودها، وتكشف عن مضمونها، وتنشر أفكارها، وتوصل رسالتها إلى جمهور ينتظرها بشغف، ومن هنا، يتعاظم دور الإعلام الجنوبي في نشر الثقافة الجنوبية الرصينة، والإبداع الجنوبي الإنساني الهادف الذي يحفز ويستنهض طاقات مجتمعنا وثقافته ويعززحضور هويته وانتمائه الجنوبي العربي وما يتميز به من وسطية وتعايش، ويدحض الأفكار الهدامة، ويواجه التيارات الفكرية الضالة من خلال نقل الإنتاج المعرفي الرزين إلى المتلقين؛ لأن الفعل الثقافي هو الجوهر الذي تحويه وسائل الإعلام، وهو انعكاس حقيقي للحالة الثقافية التي يحياها مجتمعنا الجنوبي المفعم بحالة من الوعي والثقافة الخلاقة.

    ومن هنا فقد بات على وسائل الإعلام الجنوبي اليوم بمختلف أشكاله المسموعة والمقروءة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي، أن تعمل على تسخير التكنولوجيا في ابتكار قوالب جديدة تسهم في الترويج للمنتج الثقافي والفني الجنوبي بشكل يواكب النهضة الإبداعية والحضارية التي يشهدها جنوبنا وما يتميز به من وعي مغاير من غيره سواء من حيث المدنية الثقافية أو الثقافية الأدبية والفكرية ونبذ التطرف والتعصب والإرهاب والدعوة إلى التعايش والتسامح والسلام والمحبة، فضلاً عن زيادة حضور المحتوى الثقافي في إعلامنا المحلي، مع أهمية ترجمته إلى لغات أخرى، بما يوصل رسالة الجنوب بهويته الثقافية العربية والإبداعية إلى العالم، ويعزز من إسهامات مبدعي ومفكري ومثقفي وفناني جنوبنا العربي على الخريطة الثقافية العالمية من خلال تشجيع المبدعين والكتاب والمفكرين والنقاد وتعزيز حضورهم على الاشتراك في أبرز المحافل والمنصات العالمية، وبما يرسي واقعاً ثقافيًّا وإعلاميًّا جنوبيًا جديدًا..
    ويعد اتحاد آدباء وكتاب الجنوب على سبيل المثال، أحد منارات انتاج هذا الوعي الثقافي والهوية الجنوبية العربية والوطنية الفنية حيث وأن الجنوب كان إحدى المنارات التي حظيت بكوكبة من الأدباء والكتاب والمفكرين والمثقفين والفنانين الذين حملوا الهوية الجنوبية العربية الخالصة وجسدوا الانتماء من خلال ثقافتهم التي جالت مشارق الأرض ومغاربها بلوحات فنية إبداعية تعبر عن التراث والثقافة الجنوبية العربية، وأظهرت أن مبدعي الجنوب وكتّابه ومثقفيه كان لديهم وما زال مخزونًا هائلًا من الإبداعات الفنية والأدبية والثقافية التي ينبغي أن يسلط الضوء عليها إعلامنا اليوم ويستفيد منها ؛ بهدف إحيائها وإستعادة أوجها وألقها ليس في إعلامنا الجنوبي المحلي فحسب، بل على الصعيد الإقليمي والعالمي؛ لأن تراثنا الأدبي والثقافي الجنوبي كان وسيظل أيقونة فنية وطنية عربية الهوى والهوية، تستحق أن تسطع في فضاء الإعلام الحديث والرقمي.
    أذكر هنا الشاعر لطفي جعفر أمان على سبيل المثال فقط، ولدينا قائمة طويلة من المبدعين في الفن والمسرح والشعر والتصميم وجميع أشكال الإبداع الإنساني، حيث كان أديب وشاعر إضافة إلى ذلك كان مذيعًا إعلاميًا ومن الجيل الثاني الذي حمل على عاتقه الرسالة الإعلامية وكان أحد كوادر إذاعة عدن وتلفزيونها آنذاك.
    ومن هنا تسهم وسائل الإعلام في ترسيخ التنوع الثقافي بين أفراد مجتمعنا الجنوبي، وتعمل على تعزيز التواصل والانفتاح، وإبراز حوار الحضارات والثقافات؛ بوصفه محركًا للتنمية، وجسرًا لبناء روح التسامح والتفاهم بين الشعوب بما يحقق السلام والاستقرار والنماء والازدهار من خلال تطوير خطاب إعلامي جديد يواكب التطورات الحديثة ويؤسس ثقافة الجنوب العربي الجديد كدولة قادرة على قيادة هذه الخطوة إقليميًّا وعالميًّا، ويكون لدينا مجتمع جنوبي عربي متسامح منفتح على الآخر، ووسائل إعلام هادفة تخدم استقرار هذا المجتمع الجنوبي العربي، وتوجه طاقاته نحو تعزيز القيم الإنسانية المشتركة بين أجياله المتعاقبة، وتعمل على إحياء أواصر التواصل الثقافي بين ماضيه وحاضره ومستقبله.


    مشاهدة ثقافتنا وهويتنا الجنوبية..كيف تكون روحًا للإعلام الجنوبي

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ ثقافتنا وهويتنا الجنوبية..كيف تكون روحًا للإعلام الجنوبي قد تم نشرة ومتواجد على 4 مايو وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24