|
صحة
بسبب الاحترار.. هل يتحول فيروس «الأوروبوش» إلى تهديد عالمي؟ (حوار)
فيروس "الأوروبوش".. ربما يبدو هذا الاسم غريبا وغير متداول، لكن من يقطن في البرازيل يعرفه جيدا، لأنه واحد من أخطر الفيروسات المكتشفة هناك منذ عام 1955. ورغم مرور فترة طويلة على اكتشاف هذا الفيروس، إلى أن لم يبح بكل أسراره، وأحد تلك الأسرار يكشف بالصدفة لباحثين من جامعة "كامبيناس" البرازيلية، وهو أن الفيروس يمكن ان ينتقل من الأم إلى الجنين، مما يمثل "أول حالة مؤكدة لانتقال عمودي للفيروس"، ويعد تطورا مهما في فهمه. ويتزامن هذا التطور الجديد الذي تم توثيقه في دورية "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن"، مع تفش للفيروس في مناطق متعددة من البرازيل، فبعد أن كان تفشية مقصورا على مناطق محددة من الأمازون، تم اكتشاف إصابات جديدة في مناطق غير موبوءة سابقا عبر جميع أنحاء البرازيل، كما بدأ الفيروس يلفت الانتباه على نطاق أوسع، خاصة مع ظهور سلالات جديدة ناتجة عن إعادة التركيب الجيني. وفي مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية" يكشف الدكتور أندريه ريباس، الأستاذ بجامعة كامبيناس البرازيلية، الذي قاد الفريق البحثي من الجامعة لتوثيق أول حالة انتقال عمودي للفيروس من الأم للجنين، عن التطورات الأخيرة لهذا الفيروس، وكيفية انتقاله، وأهمية الحالة المكتشفة، وإلى نص الحوار..
فيروس الأوروبوش، هو فيروس حيواني المنشأ ينقله البعوض ويُسبب في الغالب مرضا حمويا (حمى) لدى البشر، وتم اكتشافه لأول مرة بمنطقة "أوروبوش" في ترينيداد عام 1955، ومنها حصل على اسمه، وكان الاكتشاف في دم عامل يعمل في حرق الفحم، وينتقل إلى البشر عن طريق لدغات البعوض، ويسبب تفشيا في المناطق الاستوائية، خاصة في القرى الأمازونية، ولكنه انتشر مؤخرا إلى مناطق جديدة.
ينتقل فيروس الأوروبوش بشكل رئيسي عبر لدغات "بعوضة البرغش القامع"، والتي تعرف أيضا باسم "البعوضة غير المرئية"، وهي بعوضة صغيرة للغاية لا تُرى بسبب حجمها الصغير جدا، وتنتشر في المناطق الزراعية والريفية، حيث تنقل الفيروس إلى البشر، وفي تقريرنا الأخير، المنشور في دورية "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن"، تم تأكيد انتقال الفيروس عموديا، من الأم إلى الجنين، وهي أول حالة مؤكدة لهذا النوع من الانتقال.
يُعد هذا التقرير الأول الذي يؤكد حالة انتقال عمودي لفيروس الأوروبوش، أي انتقال الفيروس من الأم الحامل إلى الجنين، وتم توثيقه بواسطة 23 باحثا من ثماني مؤسسات في البرازيل، ويتزامن ذلك من انتقال للفيروس إلى مناطق غير موبوءة في البرازيل.
تفشيات فيروس الأوروبوش عادة كانت مقتصرة على قرى الأمازون المعزولة، ولكن في عام 2024، تم اكتشاف إصابات في جميع المناطق البرازيلية الخمس، بما في ذلك مناطق لم تكن موبوءة سابقا، ويرتبط هذا الانتشار بظهور سلالات جديدة من الفيروس، التي نشأت نتيجة لإعادة تشكيل جيني.
تم اكتشاف الحالة في ولاية سيارا، وهي منطقة في البرازيل كانت خالية سابقًا من فيروس الأوروبوش، وكانت هذه هي الحالة الأولى التي تم تسجيلها في هذه المنطقة، وذلك من خلال المراقبة المخبرية النشطة.
اكتشف الباحثون 171 حالة في سيارا، معظمها في المناطق الريفية في جبال باتوريت، حيث تساهم التضاريس الزراعية في انتشار "بعوضة البرغش القامع"، وهي الناقل الرئيسي لفيروس الأوروبوش إلى البشر.
الحالة كانت تتعلق بامرأة حامل تبلغ من العمر 40 عاما في الأسبوع الثلاثين من الحمل، ظهرت عليها أعراض الحمى، والقشعريرة، وآلام العضلات، وصداع شديد، ورغم رعايتها السابقة والمتابعة الروتينية لإدارة سكري الحمل، عانت من مضاعفات شملت نزيفا مهبليا خفيفا، وانخفاضا في حركة الجنين، وتم تأكيد وفاة الجنين في الخامس من أغسطس/ آب 2024.
أكدت الفحوصات الجزيئية إصابة الأم بفيروس الأوروبوش الحاد، مع استبعاد الإصابة بفيروسات أخرى مثل حمى الضنك، زيكا، شيكونغونيا، ومايارو، كما كشفت عينات الأنسجة من الجنين الميت عن وجود الحمض النووي الريبي لفيروس الأوروبوش، مما أكد انتقال الفيروس عموديا.
تُظهر هذه الحالة أن فيروس الأوروبوش يمكن أن ينتقل من الأم إلى الجنين وقد يتسبب في وفاة الجنين، وأن قدرة الفيروس على الانتشار في مناطق لم تكن موبوءة سابقًا وتأثيره المحتمل خلال فترة الحمل يدعوان إلى القلق، مما يستوجب على مقدمي الرعاية الصحية أن يضعوا في اعتبارهم احتمال الإصابة بفيروس الأوروبوش لدى النساء الحوامل اللاتي يعانين من الحمى وأعراض ذات صلة في المناطق الموبوءة أو الناشئة.
أظهرت التحليلات الجينية أن الفيروس في هذه الحالة ينتمي إلى السلالة OROVBR-2019-2024، مما يربطه مباشرة بالتفشي الجاري للفيروس في البرازيل، وهذا يشير إلى انتشار سلالات جديدة من فيروس الأوروبوش في أنحاء البلاد.
للوقاية من الإصابة بفيروس الأوروبوش، من الضروري اتخاذ تدابير لتجنب لدغات البعوض الناقل، وهذا يشمل استخدام طارد الحشرات، ارتداء ملابس طويلة الأكمام والسراويل الطويلة عند التواجد في المناطق الريفية أو الزراعية، واستخدام الناموسيات أثناء النوم، كما يجب تقليل التعرض لأماكن تكاثر البعوض مثل المناطق الرطبة والمستنقعات.
حاليا، لا يوجد لقاح متاح لعامة الناس ضد فيروس الأوروبوش، لذلك تظل الوقاية من خلال تقليل التعرض للبعوض واتخاذ تدابير الحماية الشخصية هي أفضل طريقة لتجنب العدوى.
يجب على النساء الحوامل اللاتي يعشن في المناطق الموبوءة أو اللواتي يخططن للسفر إليها أن يتخذن احتياطات إضافية، مثل استخدام طارد الحشرات، وارتداء ملابس واقية، وتجنب المناطق التي يكثر فيها وجود البعوض، بالإضافة إلى ذلك، يجب عليهن التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية عند ظهور أي أعراض مثل الحمى أو الصداع لتقييم حالتهن بشكل سريع.
من الجيد طرح هذا السؤال الذي يتزامن مع قمة "كوب 29"حول المناخ في أذربيجان، لأنه من المحتمل بالفعل أن يساعد تغير المناخ في توسع انتشار فيروس الأوروبوش من البرازيل إلى مناطق أخرى من العالم، فهناك عدة عوامل تربط تغير المناخ بانتشار الفيروسات المنقولة عبر الحشرات، مثل فيروس الأوروبوش، ومن أبرزها، تغير توزيع الحشرات الناقلة، فالفيروس ينتقل إلى البشر عن طريق بعوضة، ومع ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط المناخ، قد تتوسع مناطق تكاثر وانتشار هذه البعوضة إلى مناطق جديدة كانت سابقا باردة أو غير مناسبة لها.
مشاهدة بسبب الاحترار.. هل يتحول فيروس «الأوروبوش» إلى تهديد عالمي؟ (حوار)
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ بسبب الاحترار.. هل يتحول فيروس «الأوروبوش» إلى تهديد عالمي؟ (حوار) قد تم نشرة ومتواجد على العين وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.