كيف تساهم التغذية السليمة أثناء الحمل في حماية قلب الطفل؟

أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن النظام الغذائي الذي تتبعه الأم أثناء حملها يمكن أن يكون له تأثير بعيد المدى، ويمتد إلى صحة قلب الطفل طوال حياته.

فقد تبين أن النظام الغذائي الغني بالألياف يعزز من صحة القلب لدى الجنين على المدى الطويل، مما يقلل من احتمالية إصابته بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل، ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على أهمية الاهتمام بالتغذية السليمة خلال فترة الحمل، حيث تساهم الألياف الموجودة في الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة في دعم صحة القلب منذ المراحل المبكرة من تكوّن الجنين.

وفقًا لموقع sciencealert، أجرى بعض العلماء تجربة على الفئران، عن طريق إطعام مجموعة منها غذاءً غنيًا بالألياف، بينما تم إطعام المجموعة الأخرى غذاءً منخفض الألياف خلال فترة الحمل والإرضاع، بعد فطام الفئران، تم إعطاؤها نظامًا غذائيًا غنيًا بالألياف. 

وأظهرت الفحوصات الجينية أن الفئران التي تناولت الألياف كانت تمتلك قلوبًا أكثر قدرة على مقاومة الالتهابات ومؤشرات مناعية قد تؤثر سلبًا على صحتها، وبذلك، كانت قلوبها أكثر قوة وصحة مقارنة بالفئران التي تناولت غذاءً فقيرًا بالألياف.

شملت التجارب حقن هرمون الأنجيوتنسين لفئران عمرها ستة أسابيع أظهرت تباينًا كبيرًا في استجابة قلوب الفئران بناءً على نوع غذائها. 

الفئران التي نشأت على نظام غذائي فقير بالألياف كانت أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث ظهرت جدران قلبها سميكة وزادت ترسبات الكولاجين في الأنسجة. 

في المقابل، أظهرت الفئران التي تلقت نظامًا غذائيًا غنيًا بالألياف نتائج أفضل في صحة القلب، بما في ذلك أمعاء وبكتيريا أمعاء أكثر صحة، مما يبرز العلاقة بين التغذية خلال الحمل وصحة القلب في المستقبل.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن النظام الغذائي للأم أثناء الحمل قد يكون له تأثير أكبر مما كان يُعتقد سابقًا، خاصة على صحة قلب الطفل على المدى الطويل. 

رغم الحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج في البشر، فإن دور الألياف في حماية الأمعاء وتعزيز صحة القلب أصبح أمرًا لا يمكن تجاهله. 

وفي هذا السياق، تنصح الباحثة فرانسيس ماركيز الأمهات بمتابعة نظامهن الغذائي مع الطبيب المختص لضمان تلبية احتياجات الأم والطفل الغذائية لضمان صحة أفضل للأجيال القادمة.