معارك يومية: كر وفر في النوم واليقظة.. لماذا ننام ثلث عمرنا؟

يُعتبر النوم جزءاً أساسياً من حياتنا ولا يقل أهمية عن الطعام والماء، لذا يولي الخبراء اهتماماً كبيراً لدوره الحيوي في الحفاظ على وظائف الدماغ المختلفة، بما في ذلك تواصل الخلايا العصبية مع بعضها البعض.

نقضي حوالي ثلث حياتنا في النوم، وفي هذه الفترة، تحدث عمليات استعادة حيوية تؤثر بشكل مباشر على صحتنا العامة.

نعيش وفقاً لنظام بيولوجي يوجه نومنا واستيقاظنا. نحن ككائنات نهارية، تقوم "الساعة البيولوجية الرئيسية" في دماغنا بتنظيم فترات النشاط وفقاً للضوء، وفترات الراحة أثناء الليل.

في هذا السياق، تتيح لنا البيئة الليلية الراحة الضرورية بعد يوم من النشاط. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم النوم في الوقت المناسب قد يؤدي إلى مشاكل صحية، مثل تدهور الأداء العقلي، انخفاض الطاقة، والمشاكل النفسية.

يعد النوم حالة من الاسترخاء العميق حيث يسود "الراحة والهضم" على "القتال والهروب" الذي يحدث في فترات اليقظة.

خلال النوم، تتوقف معظم الأنشطة العضلية، ويبطئ التنفس، وينخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم.

في الوقت نفسه، يعمل الدماغ على إزالة السموم التي قد تسبب الأمراض العصبية مثل الزهايمر. كما يقوم بتثبيت الذكريات وتنقية الذكريات غير المفيدة أثناء النوم العميق، والمعروف بـ "النوم الموجي البطيء".

آثار الحرمان من النوم على الصحة

عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. فقد أظهرت الدراسات أن قلة النوم ترتبط بأداء عقلي ضعيف، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل ضغط الدم المرتفع، ومرض السكري، والأمراض العصبية مثل الزهايمر.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أشارت أبحاث أجريت خلال فترة إغلاق فيروس كورونا إلى أن جودة النوم كانت أسوأ لدى العديد من الأشخاص، مما ساهم في ارتفاع مستويات القلق والاكتئاب.

الاضطرابات التي تؤثر على النوم

العديد من العوامل يمكن أن تؤدي إلى تداخل النوم، مثل اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس النومي، حيث يؤدي انسداد الممرات التنفسية إلى توقف النوم بشكل متكرر ويزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري. كما أن الضوضاء والبيئات غير الآمنة تؤثر سلباً على نوم الأفراد، خاصة في المجتمعات التي تعاني من التوتر الاجتماعي أو البيئي.

كيف تؤثر الأجهزة الإلكترونية على النوم؟

أصبح استخدام الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية، من العوامل التي تؤثر بشكل سلبي على نومنا. الضوء الأزرق الصادر عن هذه الأجهزة يعطل الساعة البيولوجية ويؤخر وقت النوم. في دراسة حديثة عن نوم المراهقين في نيجيريا، تبين أن المراهقين في المناطق الحضرية كانوا ينامون فترة أقل ويعانون من جودة نوم أسوأ بسبب استخدام الأجهزة الإلكترونية ليلاً.