لماذا نشعر بالحاجة إلى التبول عند الخروج في الطقس البارد؟

هل سبق لك أن خرجت في يوم شتوي بارد، وتفاجأت بشعور مفاجئ بالحاجة إلى التبول؟

 قد يبدو الأمر غريبًا، ولكن هناك تفسير علمي لهذا الظاهرة التي يعاني منها الكثيرون.

وفقًا للباحثين كريستيان مورو وشارلوت فيلف، الذين أشاروا إلى هذا الموضوع في مقال نُشر في The Conversation، هناك سببان رئيسيان لزيادة التبول في فصل الشتاء.

في فصل الشتاء، نميل إلى شرب المزيد من السوائل بينما نلجأ للبقاء في أماكن دافئة.

وبالمقارنة مع فصل الصيف، حيث نجد أنفسنا نتعرق بسبب النشاطات الخارجية، تتجمع السوائل في الجسم خلال الطقس البارد مما يؤدي إلى زيادة الحاجة للتبول.

عندما يتعرض الجسم للبرد، يبدأ في التفاعل لحماية نفسه من انخفاض درجات الحرارة. أحد هذه التفاعلات هو ما يُعرف بـ "التبول البارد" (Cold Diuresis)، وهي عملية تنطوي على انقباض الأوعية الدموية بالقرب من سطح الجلد، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الدم. استجابة لذلك، تبدأ الكلى في تصفية السوائل الزائدة لتعديل ضغط الدم، مما يؤدي إلى الحاجة المفرطة للتبول.

على الرغم من أن هذه الظاهرة قد تكون مزعجة، إلا أن معظم الأوقات يمكن التعامل معها بسهولة. من المهم أن تستمع إلى تحذيرات الطقس المحلي وتلتزم بارتداء الملابس المناسبة لدرجات الحرارة الباردة. لكن في الحالات التي يتعرض فيها الجسم لدرجات حرارة منخفضة للغاية، يمكن أن يكون التبول البارد علامة على اقتراب خطر انخفاض حرارة الجسم. لذا، من الضروري الانتباه لأعراض أخرى مثل الارتباك، والنعاس، والرعشة، والكلام غير الواضح، التي تشير إلى ضرورة البحث عن مأوى دافئ وطلب المساعدة الطبية.

من المهم تذكر أنه حتى في الشتاء، يمكن أن نصاب بالجفاف، لذا لا يجب التقليل من شرب الماء لتجنب الرحلات المتكررة إلى الحمام. بحسب مورو وفيلف، النصيحة هي الحفاظ على نمط حياة صحي: "عندما يبدأ الطقس في البرودة، تأكد من الحفاظ على دفئك، ولا تنسَ شرب السوائل بشكل كافٍ".