كيف يظل كوفيد 19 عالقا في الهواء؟ دراسة تكشف السر

مع حلول موسم الشتاء الفيروسي، يظل فيروس كوفيد-19 جزءا من حياتنا اليومية.

لكن، على عكس فترة الجائحة، نعرف الآن المزيد عن كيفية انتشاره عبر الهواء الذي نتنفسه. وقد أظهرت دراسة حديثة من جامعة لوند في السويد أن التعرض لبضع دقائق فقط في غرفة واحدة مع شخص مصاب قد يكون كافيا لالتقاط العدوى.

وقام الباحثون في مجال الهباء الجوي بتحليل مدى قابلية الفيروس للانتقال لدى حوالي 40 شخصًا ثبتت إصابتهم بفيروس كوفيد-19.

وقالت مالين السفيد، الباحثة الرئيسية في الدراسة التي نُشرت في"سايمتفيك ريبورتيز": "الهباء الجوي عبارة عن جسيمات صغيرة محمولة في الهواء، ويُمكن للشخص المصاب نقل العدوى للآخرين خلال دقائق معدودة في الظروف الداخلية العادية".

وأضافت السفيد: "دراستنا أظهرت أن ما تتنفسه قد يسبب العدوى في وقت قصير جدا، وليس من الضروري أن تتعرض لرذاذ عطسة مباشرة، إذ يكفي أن تجتمع مع شخص مصاب في نفس الغرفة".

واستنادا إلى قياسات الهواء المنبعث من الأشخاص المصابين، طور فريق البحث نموذجا لحساب المدة التي يستغرقها الشخص لالتقاط العدوى عبر الهواء.

وأوضحت السفيد: "في غرفة ذات تهوية طبيعية، يمكن للشخص الذي ليس لديه مناعة استنشاق جرعة معدية خلال دقائق من دخول الشخص المصاب، ويختلف ذلك حسب كمية الفيروس المنبعثة والتهوية المتاحة في الغرفة".

ويزداد خطر العدوى إذا كان الشخص المصاب قد أمضى بالفعل بعض الوقت في الغرفة، مما يتيح انتشار الفيروس بشكل متساوٍ في الهواء.

وتابعت: "في الغرف الصغيرة والمتوسطة الحجم، ينتشر الفيروس بسرعة في الهواء، ولن يُساعد التباعد الجسدي في تقليل خطر الإصابة".

وفي الأيام الأولى من العدوى، يكون تركيز الفيروس في الهواء المنبعث من الشخص المصاب في أعلى مستوياته.

وقالت السفيد: "في اليومين الأولين، قمنا بقياس وجود الفيروس في الهواء المنبعث لدى 70% من الأشخاص، وفي اليوم الثالث انخفضت النسبة إلى النصف، وفي اليوم الرابع كانت النسبة الثلث".

وتم تحليل عينات التنفس من 40 مشاركًا في الدراسة في قسم علم الأحياء الدقيقة السريرية في أكاديمية سالغرينسكا في غوتنبرغ، حيث أُجريت اختبارات لقياس مدى قدرة الفيروس على نقل العدوى.

ووجدت الدراسة أن الفيروس موجود في جسيمات تتراوح أحجامها بين نصف ميكرومتر وعشرة ميكرومترات، لكن الجزء الأكبر من الفيروس تم العثور عليه في الجسيمات الأصغر بين نصف ميكرومتر وثلاثة ميكرومترات.

وأشارت السفيد إلى أن "الجسيمات الهوائية الصغيرة التي يبلغ حجمها نحو ميكرومتر واحد لا تسقط على الأرض بل تتبع تيارات الهواء، مما يزيد من خطر استنشاقها".

ومنذ بداية الجائحة، كان هناك نقاش حول كيفية انتشار عدوى كوفيد-19 عبر الهواء، وأوضح جاكوب لوندهال، أستاذ تكنولوجيا الهباء الجوي وزميل السفيد، أن البحث في هذا المجال أثار العديد من الأسئلة حول إمكانية انتقال فيروسات أخرى بنفس الطريقة.

وقال لوندهال: "لقد أثارت دراسة كوفيد-19 العديد من التساؤلات الجديدة، هل تنتقل الفيروسات من أمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل الفيروسات الأنفية والإنفلونزا وRSV بنفس الطريقة؟ متى يكون خطر العدوى في ذروته؟ وما مدى فاعلية التدابير الوقائية المختلفة؟ هناك العديد من الأسئلة التي نعمل عليها الآن".