كل ما تحتاج لمعرفته عن قاذفات «بي 2».. 5 أسرار عن «الشبح»

قاذفات "بي 2" الشبحية، قفزت لعناوين الأخبار، مع إعلان الولايات المتحدة قصف أهداف في اليمن، ما يُذكّر بما تملكه المقاتلة من قدرات فريدة.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، اليوم الخميس، إن قوات بلاده نفذت ضربات لأسلحة حوثية تحت الأرض في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات في اليمن

وأضاف أوستن في بيان: “استهدفت القوات الأمريكية، بما في ذلك قاذفات B-2 التابعة للقوات الجوية، العديد من المرافق تحت الأرض التابعة للحوثيين، والتي تضم مكونات أسلحة مختلفة من الأنواع التي استخدموها لاستهداف السفن المدنية والعسكرية في جميع أنحاء المنطقة”.

وفيما يلي كل ما تحتاج معرفته عن قاذفات بي 2 الشبحية المملوكة للقوات الجوية الأمريكية.

القاذفة الأمريكية "B-2 Spirit‎" هي قاذفة قنابل استراتيجية شبحية، تعتبر الأولى والوحيدة من نوعها في العالم.

وتمتنع السلطات الأمريكية عن تصديرها لدول أخرى، وتسخدمها بشكل منفرد منذ تطويرها.

وأكبر مميزات هذه الطائرات هي تقنية التخفي المتقدمة والتي تمكنها من الطيران ‏بشكل خفي وصامت لاختراق أنظمة الدفاعات الأرضية.

وفيما يتعلق بمواصفاتها، يبلغ ‏عرض الطائرة 52 مترا وطولها 21 مترا، وتعتمد في دفعها ‏على 4 محركات من نوع ‏"General Electric F118‎‏".

وتتمتع القاذفة ‏B-2‎‏ بمدى تشغيلي طويل، ‏مما يسمح لها بضرب أهداف على بعد آلاف الأميال دون ‏الحاجة إلى التزود بالوقود جوا، وهذه القدرة ‏تمكنها من القيام بمهام القصف الاستراتيجي في جميع أنحاء ‏العالم، بما في ذلك في أراضي الخصوم.‏

وحلقت القاذفة لأول مرة في عام 1989 وجرى تسليمها إلى القوات الجوية الأمريكية ابتداءً من عام 1993، بعد أن انتهت الشركة التي صنعتها "نورثروب جرومان كوربوريشن" من كافة عمليات الاختبار والتجهيز.

كان الهدف من المقاتلة في الأصل أن تكون قادرة على اختراق الدفاعات الجوية المتطورة للاتحاد السوفياتي، وإيصال الأسلحة النووية إلى أهداف استراتيجية هامة، والعودة إلى قواعد في الولايات المتحدة.

ومن أجل توجيه طاقة الرادار في الاتجاهات البعيدة عن المقاتلة، يشتمل الشكل الخارجي للقاذفة على سلسلة من الأسطح المعقدة والمنحنية ذات نصف القطر الكبير.

كما تعتمد القاذفة على اللوحات المنتشرة على الحافة الخلفية لجناحها، للتحكم في الدوران والانحراف والانعراج، ما يجعل من الصعب كشفها.

وعلى الرغم من تصميمها الأنيق ‏والخفي، تتمتع الطائرة ‏"B-2"‎‏ بقدرة حمولة داخلية كبيرة، قادرة ‏على حمل ما يصل إلى 40 ألف رطل (18 ألف كيلوغرام) ‏من الذخائر، بما في ذلك الأسلحة التقليدية والنووية، وهذا ‏يمنحها القدرة على إيصال مجموعة متنوعة من الذخائر إلى ‏الأهداف بدقة فائقة.‏

ورغم ثقل الحمولة مقارنة بالمقاتلات الأخرى، ‏تستطيع الطائرة الوصول إلى سرعة قصوى تقارب 973 ‏كم/ساعة وارتفاع يبلغ 15200 متر.‏

القاذفة مجهزة بإلكترونيات ‏طيران وأنظمة استهداف متقدمة للغاية، مما يسمح لها بتنفيذ ضربات ‏دقيقة بدقة عالية، ويمكّنها من تقليل الأضرار الجانبية ‏والإصابات بين المدنيين.‏

وتلعب الطائرة ‏B-2‎‏ دورا حاسما في ‏وضع الردع الاستراتيجي للولايات المتحدة، حيث تعمل كرمز ‏واضح للقوة العسكرية الأميركية وتصميمها، فبفضل قدرتها على ‏ضرب أي مكان في العالم مع الإفلات من العقاب تبعث ‏برسالة قوية إلى الخصوم المحتملين، وردع العدوان وضمان ‏أمن الولايات المتحدة وحلفائها.‏

ويعود تصميم هذه الطائرة لفترة الحرب الباردة، كقاذفة ‏للصواريخ النووية، وتعد من أغلى الطائرات على الإطلاق، ‏حيث تتراوح تكلفة الطائرة الواحدة بين 737 إلى مليار ‏دولار.‏

هذا السعر المرتفع للغاية، يرجع إلى أنه لا يوجد مقاتلة تضاهي القاذفة بي 2 في العالم، فضلا عن امكانات القاذفة الكبيرة وقدرتها على التخفي وضرب الأهداف على مسافات بعيدة. 

الخطة الرئيسية كانت إنتاج 132 مقاتلة من هذا الطراز، لكن خلال التسعينيات، ومع انتهاء الحرب الباردة، جرى تخفيض الإنتاج إلى 20 قاذفة عاملة وطائرة تجريبية واحدة.

كما جرى تغيير الدور الرئيسي للطائرة B-2 إلى استخدام الأسلحة التقليدية، على الرغم من احتفاظ القاذفة بالقدرة النووية.

وتتواجد القاذفات في قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميسوري، على الرغم من أنها حلقت أيضاً من قواعد في الخارج.

على سبيل المثال، ضربت قاذفات B-2 أهدافاً في صربيا عام 1999، وأفغانستان عام 2001، والعراق عام 2003.