الشارع اليمني.. ترقب رسمي وشعبي لنتائج الانتخابات الأمريكية

حالة من الترقب للانتخابات الأمريكية يعيشها الشارع اليمني بتفاعل واهتمام كبير، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، لما للولايات المتحدة من دور محوري في القضايا التي تخص بلادهم.

على المستوى الرسمي، تراقب الحكومة اليمنية بقلق وحذر؛ إذ تعتمد سياساتها واستراتيجياتها بشكل كبير على الموقف الأمريكي تجاه الصراع اليمني، خاصة فيما يتعلق بالدعم العسكري والمساعدات الإنسانية.

حيث إن الحكومة تأمل أن يسهم الرئيس الأمريكي القادم في دعم جهود السلام وتعزيز الضغط على مليشيات الحوثي الإرهابية التي تعيق تحقيق الاستقرار في البلاد. 

أما على المستوى الشعبي، فالتوقعات التي يعيشها الشارع اليمني أقل تفاؤلا وأكثر تشككا، كما يرى الصحفي اليمني محمد أحمد، والذي يقول إن "اليمنيين يرون أن السياسة الأمريكية في المنطقة بشكل عام واليمن على وجه الخصوص، غالبا تخدم مصالحها الخاصة دون النظر العميق لتطلعات هذه الشعوب".

ويضيف أحمد لـ"العين الإخبارية "، أنه ومع ذلك، بعض اليمنيين يتابعون الانتخابات ويعبرون عن آمالهم بقدوم رئيس قد يسهم في تخفيف الأزمة الإنسانية من خلال السياسات التي تعزز السلام وتسهم في استقرار اليمن، بينما آخرون يخشون من أن يظل الموقف الأمريكي على حاله دون تغيير جوهري.

ويتابع:"يمكن القول إن الشارع اليمني يقف بين الأمل والخوف تجاه الرئيس الأمريكي القادم، حيث يرى البعض أن تغيير القيادة قد يأتي بنهجٍ جديد يعالج الصراع بشكل فعال، بينما يتوجس آخرون من أن تبقى السياسات كما هي، دون تقديم حلول مستدامة للوضع اليمني المعقد".

فيما يقول الكاتب والإعلامي عبدالله عبدالكريم، لـ"العين الإخبارية "، إن الاهتمامات في الشارع اليمني تتباين بين الرسمي والشعبي، وأن فارق الاهتمامات بناء على إدراك كل منهم لأهمية الانتخابات وتأثيرها على الوضع السياسي في البلاد.

ويضيف الكاتب عبدالكريم أن "الترقب الحقيقي يحدث عند الأطراف السياسية في اليمن بما في ذلك مليشيات الحوثي الإرهابية إذ يعني فوز أحد المرشحين تغيير كامل في ميزاين السياسية والحرب".

فالحكومة اليمنية ومؤيدوها من سياسيين ونخب ينتظرون في ذات الوقت فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب -وفقاً للكاتب اليمني- وأن ذلك بسبب موقف الجمهوريين الواضح بشكل نسبي حول الملف اليمني والخيارات العسكرية والسياسية التي تتسم بمنطقية أكثر.

ويوضح عبدالله أن من الشارع اليمني يرون في فوز ترامب فرصة جديدة لخوض معركة عسكرية مع مليشيات الحوثي، تؤدي على الأقل إلى تقليص نفوذها وهذا موقف يمكن البناء عليه في دائرة اوسع ألا وهو النفوذ والمساحة المتروكة لإيران في المنطقة.

في السياق ذاته، يرى الناشط المجتمعي معتصم علي، أن ما يعني الشارع اليمني من الانتخابات الأمريكية، تغيير استراتيجية الإدارة السابقة بالنسبة للأزمة اليمنية، والعمل بشكل واضح ورادع للتهديدات الحوثية للملاحة الدولية وقبل ذلك تهديدهم لجهود إحلال السلام في البلاد.

ويقول الناشط اليمني معتصم لـ"العين الإخبارية"، إن "سياسة المهادنة والتروي التي انتهجتها إدارة بايدن تجاه الحوثيين دفعتهم للقرصنة البحرية وتعطيل مصالح العالم، وهو ما كانت تحذر منه الأوساط الرسمية في الحكومة اليمنية منذ وقت مبكر".

ويتابع: "أعتقد أن كثيرين لا يودون صعود الديمقراطيين لأربع سنوات أخرى، لأن ذلك ببساطة سيسهم في بقاء الوضع على ما هو عليه وربما تقويض السلام وفق المرجعيات الدولية بشكل النهائي".

ويشير إلى أن غالبية اليمنيين يتوقعون أن تعود إدارة ترامب في حالة فوزه إلى دعم الحكومة ضد المليشيات الحوثية وربما اتخاذ قرار حاسم تجاه دحرهم خاصة بعد تهديد ممر الملاحة الدولي.