«ماغا» تغزو المدن الزرقاء.. ناخبو ترامب السريون يسقطون قناع «الخجل»

رغم استطلاعات الرأي التي أشارت إلى سباق رئاسي متقارب، حقق دونالد ترامب فوزا كاسحا في الانتخابات الأمريكية.

وعلى النقيض من انتخابات 2016 التي حسمها في المجمع الانتخابي فقط، فاز ترامب في انتخابات 2024 بالتصويت الشعبي أيضا حيث تحسنت هوامشه في كل ولاية تقريبا بما في ذلك معظم المدن الزرقاء الكبيرة مثل نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو وذلك وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.

وبعد فوزه الانتخابات خرج الناخبون السريون لترامب للنور فلم يعد أنصار الرئيس المنتخب في الولايات والمدن الزرقاء التي تميل تقليديا إلى الديمقراطيون يحتفظون بموقفهم السياسي لأنفسهم وأسقطوا قناع الخجل من انحيازاتهم التصويتية.

والآن، أصبح أنصار ترامب السريون يرتدون القبعات المميزة للرئيس المنتخب التي تحمل شعار "ماغا" أو "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" في المقاهي كما أنهم يحتفلون على وسائل التواصل الاجتماعي ويرفعون أعلام ترامب.

ونقل "أكسيوس" عن بعض السكان في المناطق الليبرالية قولهم إنهم رأوا المزيد من لافتات ترامب ترتفع بعد الانتخابات أكثر من قبلها.

وأشار الموقع إلى أن العديد من أنصار المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس يعانون من حقيقة مفادها أن جيرانهم ربما لم يصوتوا بالطريقة التي صوتوا بها.

وخلال الدورات الانتخابية الثلاث الماضية، كان التصويت "السري" لترامب ظاهرة مؤثرة ووجدت دراسة من كلية كولومبيا للأعمال أن 2 من كل 3 أبقوا اختيارهم قبل انتخابات 2016 صوتوا لصالح ترامب.

وقال مايكل سليبيان الباحث في جامعة كولومبيا، والذي شارك في إعداد الدراسة "أعتقد أن الناس يدركون أن هناك نوعًا من التكلفة لدعم ترامب".

ووفقًا للدراسة فإن الناس يحتفظون بسرية أصواتهم في المقام الأول بسبب قلقهم بشأن سمعتهم، والصراعات مع العائلة والأصدقاء، والشعور بأنهم لا ينتمون إلى حيهم أو مدينتهم.

وفي حين يستمر العديد من الأشخاص الذين دعموا ترامب في الصمت بسبب هذه المخاوف، قرر آخرون الظهور علنا بسبب التحول نحو اليمين في المدن الزرقاء واتساع نطاق الدعم للرئيس المنتخب.

وقال جوناثان ألبرت وهو معالج نفسي مقيم في مانهاتن إن المرضى أخبروه أنهم كانوا يخفون دعمهم لترامب قبل الانتخابات وأضاف "لا يزال هناك وصمة عار مرتبطة بكونك مؤيدًا لترامب.. لست متأكدًا من أن الأمر سيستمر على هذا النحو بعد الآن".

وقال روبرت كاهالي، وهو خبير في استطلاعات الرأي واستراتيجي في مجموعة "ترافالغار" اليمينية "كل هؤلاء الأشخاص المتخفين المؤيدين لترامب خرجوا إلى النور.. الأشخاص الذين كانوا ليختبئوا قبل أسبوع أو نحو ذلك لم يعودوا يختبئون بعد الآن".