سهام شعبية تضرب أجندة ترامب.. شروط جمة تعيق «الترحيل»

مشاعر وأولويات متناقضة يحملها الأمريكيون تجاه أجندة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بملف ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

وتكشف جميع استطلاعات الرأي عن الشعبية الواسعة التي يحظى بها وعد ترامب بترحيل المهاجرين غير الشرعيين بشكل جماعي، لكن هذا الدعم يتراجع عند ربط خطة الرئيس الأمريكي بالمخاطر المحتملة لمثل هذه العملية، وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

استطلاع جديد أجرته مؤسسة "سكريبس نيوز/إبسوس"، أظهر تأييد الأمريكيين خطة الترحيل الجماعي بنسبه 52%، مقابل 43% يرفضونها.

لكن الاستطلاع كشف بشكل مثير للاهتمام عن تناقضات الأمريكيين عندما ربط الخطة بعدد من العواقب، فمثلا يتراجع الدعم إلى 48% مقابل 46%، إذا أدى ترحيل المهاجرين إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين يدفعون مقابل الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي.

أما إذا كان للخطة تأثير سلبي على سوق العمل، فإن الناس منقسمون بالتساوي (47% موافقين مقابل 47% رافضين).

وإذا أدت عملية الترحيل إلى رفع أسعار السلع، فإن معارضة ترحيل المهاجرين تتزايد فجأة وبفارق 9 نقاط لتصبح نسبة تأييد الترحيل 43% فقط مقابل رفض 52%.

كما تتزايد نسبة المعارضة بنحو 19 نقطة (57% يرفضون الترحيل مقابل 38% يؤيدونه) إذا أدت العملية إلى فصل الأسر.

هذه العواقب من المحتمل أن تكون حقيقية مع أي عملية ترحيل جماعي واسعة النطاق، وفق "واشنطن بوست".

فعلى سبيل المثال هناك نسبة كبيرة من المهاجرين غير المسجلين لديهم أطفال يحملون الجنسية لأنهم ولدوا في الولايات المتحدة.

ووفقًا لدراسة أجراها مركز "بيو" البحثي هذا العام، عاش ما يصل إلى 4.4 مليون أمريكي تحت سن 18 عامًا مع أحد الوالدين غير المسجلين على الأقل اعتبارًا من عام 2022.

وقدر المركز العدد الإجمالي للمهاجرين غير المسجلين بنحو 11 مليونًا.

من جهة أخرى، أظهر استطلاع رأي أجرته كلية الحقوق بجامعة ماركيت في وقت سابق من العام الجاري، انخفاض دعم ترحيل المهاجرين غير المسجلين بمقدار 16 نقطة عندما وصف السؤال الموجه للعينة، المهاجرين بأنهم "عاشوا هنا لعدد من السنوات، ولديهم وظائف، وليس لديهم سجل إجرامي".

وهذا الوصف، وفق الكلية، ينطبق على عدد كبير من الأشخاص المحتمل ترحيلهم إذا طبق ترامب وعده.

هذا النوع من التناقض ظهر أيضًا في استطلاعات الرأي الجديدة من "سي بي إس نيوز" و"يوغوف".

ففي حين يؤيد الأمريكيون بنسبة كبيرة تصل إلى 57% مقابل 43% فكرة "العثور على جميع المهاجرين غير الشرعيين وترحيلهم"، فإن الأمريكيين عارضوا بنسبة كبيرة وصلت إلى 60% استخدام الجيش لتنفيذ هذه العملية.

كما أظهر الاستطلاع أن الأمريكيين لديهم أيضًا مشاعر متضاربة بشأن خطط ترامب لفرض تعريفات جمركية كبيرة على الواردات.

ويكشف الاستطلاع الأخير، عن أن 79 % من الأمريكيين يعتبرون أن الأولوية الأولى لهم هي خفض تكاليف السلع والخدمات في أعقاب ارتفاع التضخم.

ورغم اعتقاد الأمريكيين بأن التعريفات الجمركية الجديدة ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار، إلا أن 52% منهم يؤيدون هذه السياسة مقابل 48% يعارضونها.