مخاوف من «سيناريو 2014».. العراق يدعو لـ«اجتماع عاجل» لدول الجوار بشأن سوريا

مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة وإرسال تعزيزات وقوات عسكرية على الحدود مع سوريا في ظل مخاوف من تمدد المسلحين إلى العراق وتكرار سيناريو عام 2014، بدأت بغداد تبعث رسائل دبلوماسية وسياسية إلى الدول المجاورة بشأن التطورات المتلاحقة بالدولة الجارة.

وأعلن ائتلاف إدارة الدولة في العراق (الائتلاف الحاكم الذي يضم القوى السياسية الشيعية والسنية والكردية)، مساء الثلاثاء، عن مبادرة عاجلة تقوم على دعوة دول الجوار والدول المعنية بالأزمة السورية إلى اجتماع عاجل في بغداد.

وقال الائتلاف في بيان عقب اجتماع بالقصر الحكومي بالمنطقة الخضراء بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس البرلمان محمود المشهداني، إنه "يعبر عن دعمه وتأييده لكل الجهود الحكومية الدبلوماسية والأمنية التي تقوم بها منذ بداية الأزمة السورية ويدعو إلى أن تكون بغداد مقراً للحوارات المستمرة".

وطمأن الائتلاف الحاكم جميع أبناء الشعب العراقي بأن الاستعدادات كفيلة بأن تمنع أي خطر عن العراق، مؤكداً أنه مع اتخاذ خطوات تحفظ أمن وسلامة الأراضي السورية من جهة والأمن القومي العراقي من جهة أخرى وذلك من خلال التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا".

وفي نهاية البيان، أعلن ائتلاف إدارة الدولة عن مبادرة عراقية لدعوة دول الجوار والدول المعنية بالأزمة السورية إلى اجتماع عاجل في بغداد.

وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لـ"العين الإخبارية"، إن الأخير سوف يبدأ من الأربعاء اتصالاته مع الدول المعنية بالأزمة السورية لعقد هذا الاجتماع.

وعن فحوى المبادرة، أوضح أن "المبادرة تشمل الدعوة لحوار بين الدول المعنية بالأزمة السورية ثم بعد ذلك دعوة الحكومة السورية للحوار مع القوى المعارضة التي تؤمن بالعمل السياسي وليس الجهات المرتبطة بالجماعات التكفيرية".

وأضاف أن "هذه المبادرة لابد من دراستها ومراجعتها مع الدول المعنية مثل روسيا وإيران وتركيا وغيرها من الدول المعنية بالأزمة".

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع للحكومة، "نتخوف من إعادة سيناريو العام 2014 (في إشارة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مساحات شاسعة بالبلاد) وإنتاج جماعات طائفية مسلحة على حدودنا"، مؤكدا "ستكون لنا خطط للدفاع عن حدودنا في حال تكرار سيناريو العام 2014".

وكشف العوادي أن "العراق سعى إلى وساطة عربية فاعلة لإنهاء الأحداث السورية"، لافتاً إلى أن هذه الجهود الدبلوماسية والسياسية مستمرة.

وفيما يتعلق بالتقارير التي تتحدث عن عزم إيران إرسال قوات إلى سوريا عبر الحدود العراقية، قال العوادي "إيران لم تبلغنا بنيتها إرسال قوات إلى سوريا عبر حدودنا".

وكان رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، قال خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم، ان: "الحكومة عملت منذ تشكيلها على رفع مستوى جهوزية القوات الأمنية، وتحصين الحدود العراقية"، مؤكداً "أهمية تنسيق المواقف مع دول المنطقة الشقيقة والصديقة، في سبيل منع انزلاق الأمور في سوريا إلى مراحل خطيرة".

وأبلغ السوداني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي جرى بينهما، أن "العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكونات والمذاهب هناك،" مشدداً على أن "العراق سبق أن تضرر من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يسمح بتكرار ذلك" وفقاً لبيان مكتب رئيس مجلس الوزراء.

ومنذ الأربعاء الماضي، تشن فصائل مسلحة هجوماً وسيطرت على مساحة واسعة من الأراضي شمال غرب سوريا، بما في ذلك معظم مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.