أزمة شرق الكونغو الديمقراطية.. محادثات السلام إلى «طريق مسدود»

ألغيت قمة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا بشكل مفاجئ، الأحد، بعد وصول المحادثات لإنهاء القتال في شرق الكونغو الديموقراطية إلى طريق مسدود، ما أحبط الآمال بالتوصل إلى اتفاق سلام في المنطقة التي تشهد نزاعا مسلحا منذ 30 عاما.

وأفاد مسؤولون بأن المحادثات تعثرت بسبب طلب رواندا من جمهورية الكونغو الديمقراطية فتح حوار مباشر مع حركة إم 23 المدعومة من رواندا والتي استولت على مساحات شاسعة من أراضي شرق الكونغو منذ عام 2021، ما أدى إلى أزمة إنسانية ونزوح الآلاف.

وكانت هناك آمال كبيرة في أن يوقع الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي اتفاق سلام في قمة يستضيفها الرئيس الأنغولي جواو لورنسو، الوسيط المعين من قبل الاتحاد الأفريقي في النزاع بين البلدين الجارين.

ولكن بعد توقف المحادثات في وقت متأخر الأحد، قرر كاغامي عدم السفر إلى لواندا لحضور القمة، وفق مسؤولين روانديين.

وقال وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونغيريه لوكالة فرانس برس إن وفد بلاده فهم خلال المفاوضات التي سبقت القمة المقررة أن الكونغو الديمقراطية ستوافق على إجراء محادثات مع حركة إم 23.

وأضاف أن الوفد الكونغولي "رفض بشكل قاطع أي فكرة للحوار مع الحركة، زاعما أنها منظمة إرهابية".

وأشار ندوهونغيريه إلى أن هذا الرفض أدى إلى انهيار المحادثات صباح الأحد.

وتصف كينشاسا متمردي حركة إم 23 (حركة 23 مارس) بأنهم "أعداء الجمهورية" وقالت إنها مستعدة فقط للتفاوض مع رواندا التي تدعمهم.

وتحاصر الحركة والجيش الرواندي مدينة غوما، عاصمة مقاطعة شمال كيفو في الكونغو الديمقراطية والتي يقال إنها تضم أكثر من مليون نسمة ونحو مليون نازح في مخيمات.

وقال مسؤول حكومي كونغولي لوكالة فرانس برس الأحد إن "رواندا تجعل الآن توقيع اتفاق مشروطا بإجراء حوار مباشر بيننا وبين حركة إم 23، وهو ما لم يكن مخططا له منذ بداية المحادثات".

ومع انهيار محادثات السلام، وردت أنباء عن اندلاع قتال في المنطقة الأحد.

وتم إعلان نحو ستة اتفاقات لوقف إطلاق النار في شرق الكونغو الديمقراطية لكن جميعها تم انتهاكها.

وتعاني مناطق الشرق الغنية بالمعادن من أعمال عنف داخلية وعابرة للحدود منذ ثلاثة عقود.

وقال تشيسيكيدي في البرلمان الأربعاء "لا تزال بلادنا تواجه تمردات مستمرة، بما في ذلك العدوان من قبل الجيش الرواندي وإرهابيي حركة 23 مارس".