«قوارب الأشباح».. حلم الهجرة غير الشرعية يغرق في المحيط الأطلنطي

طريق الهجرة غير الشرعية بمثابة لعبة قمار على الحياة، يكسبها البعض ويخسرها الكثيرون.

وبحسب صحيفة "تليغراف" البريطانية فإنه رغم المخاطرة بالموت ووفاة الكثيرين إلى أن أعداد المهاجرين على الطريق من السنغال إلى جزر الكناري تتزايد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من المهاجرين غير الشرعيين ينتهي بهم الأمر ليصبحوا جثثا متحللة في قوارب في وسط المحيط الأطلنطي.

وأشارت إلى أنه في شهر سبتمبر/أيلول الماضي عثرت مجموعة من الصيادين على زورق خشبي به جثث للمهاجرين على بعد 43 ميلاً من العاصمة السنغالية داكار.

ويعتقد أن المهاجرين، الذين كانت جثثهم في "حالة متقدمة من التحلل"، كانوا يقومون برحلة خطرة طولها 1250 ميلاً من السنغال إلى جزر الكناري الإسبانية قبالة سواحل شمال غرب أفريقيا.

ووفقاً للسلطات المعنية، عُثر على ما لا يقل عن 30 جثة على متن ذلك القارب قبالة سواحل السنغال في سبتمبر/أيلول الماضي.

وبناء على حالة الجثث المتحللة، فمن المرجح أن قارب المهاجرين ظل طافيا في المحيط الأطلسي لعدة أيام قبل العثور عليه.

ولم يكن هذا أول "قارب أشباح" يكتشفه الصيادون، حيث يتزايد عدد المهاجرين اليائسين الذين يكتظون بالقوارب الخشبية المتهالكة التي تتفكك في كثير من الأحيان أو تحملها الرياح عبر المحيط الأطلنطي قبل الوصول إلى وجهتها.

وعلى نحو مماثل، نقلت هيئة الإنقاذ البحري الإسبانية جثث 24 مهاجراً من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى البر في بداية شهر أغسطس/آب الماضي، وكان اثنان من القتلى طفلين.

وعلى الرغم من إدراك المخاطر، التي تشمل الموت جوعاً، والجفاف، والغرق، فإن آلاف المهاجرين يخوضون هذه الرحلة كل عام، ولا توجد أي علامات على تباطؤ الطريق، على عكس معظم رحلات الهجرة الأخرى في أوروبا.

وانخفضت رحلات الهجرة عبر غرب البحر الأبيض المتوسط بنسبة 1% في الأشهر التسعة الأولى من العام، في حين شهدت منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط انخفاضا في الرحلات بنسبة 64 %.

لكن طريق غرب أفريقيا شهد ارتفاعا بنسبة 100% هذا العام، وفقا لأرقام فرونتكس، وهو ما يخالف الاتجاه الأوسع.

تجاوز عدد القتلى على طول طريق الهجرة خلال العام المنصرم، 800 قتيل، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 76% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وتخشى السلطات أن يكون عدد القتلى الحقيقي أعلى من ذلك.

وفي بعض الرحلات، لا يصل أي من المهاجرين إلى وجهتهم على قيد الحياة.

تُستخدم قوارب الصيد المعروفة باسم "كايوكوس" لنقل المهاجرين إلى جزر الكناري.

وقال أحد المهاجرين الذين قاموا بالرحلة على متن قارب صيد صغير لصحيفة التلغراف في تأثر: "إن عدد الأشخاص الذين يموتون - هناك الآلاف من الأشخاص الذين يفقدون حياتهم في الطريق. وبعض القوارب لا تصل أبدًا إلى وجهتها".

أصبحت جزر الكناري الوجهة المفضلة للمهاجرين، وبالتالي المهربين، لأنها تعتبر نقطة دخول إلى أوروبا، نظرا لوضع جزر الكناري كمجتمع إسباني مستقل.

كما أصبحت هذه القضية بمثابة أزمة بين الحكومة الإسبانية والسلطات في جزر الكناري، التي شهدت 40 ألف حالة عبور غير شرعي في عام 2023، وهو أعلى رقم منذ ثلاثة عقود.

ودعا فرناندو كلافيجو، رئيس جزر الكناري، بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، إلى بذل المزيد من الجهود لحل الأزمة.

وأضاف "كل 45 دقيقة يموت مهاجر أثناء محاولته الوصول إلى شواطئنا. وهذا يعني أن مافيا الاتجار بالبشر أصبحت أكثر قوة على نحو متزايد".

==

aXA6IDIwOC4xMDkuMzIuMjEg

جزيرة ام اند امز