«055» تعيد تشكيل ميزان القوة البحرية.. ماذا نعرف عن «الوحش» الصيني؟

بينما تقوم الولايات المتحدة بإخراج معظم طراداتها القديمة من الخدمة، تضيف البحرية الصينية أسلحة جديدة وخطيرة إلى أسطولها البحري، والتي كان آخرها المدمرة الموجهة بالصواريخ من فئة 055.

ويقول موقع «بيزنس إنسايدر»، إن المدمرة 055 هي أحدث وأقوى سفينة قتالية في البحرية الصينية، مشيرًا إلى أنها مصممة لمهام متعددة ومجهزة بترسانة ضخمة وإلكترونيات متقدمة، وهي من أهم العناصر المفترسة في أسطول البحرية الصينية المتنامي والمقصود منها حماية حاملات الطائرات الصينية من الأذى.

وأشار إلى أن هذه الفئة من السفن قادرة على التحمل إلى الحد الذي جعل وزارة الدفاع الأمريكية تصنفها على أنها طراد، فيما يقارنها العديد من المراقبين بالطرادات التابعة للبحرية الأميركية، والتي تؤدي دوراً مماثلاً.

وقال كريس كارلسون، وهو قبطان متقاعد في البحرية الأمريكية ومحلل بحري، لموقع بيزنس إنسايدر: «اعتمادًا على معاييرك، فإن الطراز 055 هو أفضل أو ثاني أفضل مقاتلة سطحية في العالم».

كشف تشغيل أول سفينة حربية من طراز نانتشانغ في عام 2020 عن أن الصين أطلقت واحدة من أفضل السفن الحربية السطحية في العالم. وقد تبني الصين ما يصل إلى 16 سفينة من هذا الطراز.

وتعود رغبة الصين في الحصول على مقاتلة سطحية ضخمة إلى ستينيات القرن العشرين. فقد بدأت برنامج "055" في منتصف السبعينيات، ثم ألغته في عام 1983 بسبب نقاط الضعف في قاعدتها الصناعية ومعرفتها التكنولوجية.

لكن بعد ثلاثة عقود من الزمان، مكّن الاقتصاد الصيني المزدهر صناعة بناء السفن من أن تصبح الأكبر في العالم. وركزت على تحديث البحرية وبناء أو شراء ناقلات النفط البحرية، والغواصات النووية، والسفن الحربية الموجهة بالصواريخ، وحاملات الطائرات، وغير ذلك.

وغالبًا ما تتم مقارنة حجم وتسليح ومهمة الطراز 055 بالطراد من فئة تيكونديروجا التابعة للبحرية الأمريكية، والتي يبلغ طولها 567 قدمًا، وإزاحتها حوالي 10000 طن، ودخلت الخدمة لأول مرة في عام 1983، إلا أنها أقدم وأصغر بكثير من سفن الطراز 055.

ورغم ذلك، فإن سفن تيكونديروجا ليست أقل قوة ولديها ترسانة صاروخية أكبر، مع مجموعتين من 61 خلية نظام إطلاق عمودي من طراز Mk 41 قادرة على حمل 122 صاروخًا وقاذفتين رباعيتي الأنابيب من طراز Mk-141 في المؤخرة.

وقال كارلسون، القبطان المتقاعد في البحرية الأمريكية: «أعتقد أن الطراز 055 هو الأكثر قدرة على الحرب ضد السطح، لكنه ليس بنفس كفاءة الغواصة الأمريكية [أرلي] بيرك في الدفاع الجوي ودور الدفاع الصاروخي الباليستي».

وأضاف أن قدرات المدمرة 055 في الضربات ومكافحة الغواصات مماثلة تقريبًا لنظيرتها الأمريكية.

وفي اعتراف بقدراتها، صنفت وزارة الدفاع الأمريكية رسمياً الطراز 055 كطراد، على الرغم من تسمية الصين له بالمدمرة. (عادة ما تكون المدمرات أصغر حجماً وترسانات من الطرادات وتلعب دوراً أقل بروزاً في الأسطول).

وبناء على ذلك، تتم مراقبة عمليات نشرهم بعناية، ويُنظر إلى رحلاتهم المستقلة على أنها عروض مقصودة للقوة.

وقد أبحرت سفن من طراز 055 في المياه قبالة ألاسكا في أعوام 2021 و2022 و2024، بما في ذلك كجزء من الدوريات الصينية الروسية المشتركة.