الخلافات تشتعل بين SAS وSBS.. تداعيات صادمة على الجيش البريطاني

صراع داخلي حاد يدور رحاه بين القوات الخاصة البريطانية بسبب اتهامات بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق قرابة 80 مدنيا أفغانيا قبل أكثر من عقد.

هذا الصراع بين قوات الخدمات الجوية الخاصة (SAS) وخدمة القوارب الخاصة (SBS) ليس بالأمر الجديد، لكنه تصاعد إلى مستوى خطير قد يؤثر على تماسك القوات الخاصة البريطانية، وفقا لصحيفة التليغراف البريطانية.

ولطالما كان هناك تنافس شديد بين قوات الخدمات الجوية الخاصة (SAS) وخدمة القوارب الخاصة (SBS)، وهما جزء من الوحدات التي تُعرف باسم "المنظمات ذات الأولوية" في الجيش البريطاني، والتي تضم أيضًا فرقة الاستطلاع الخاصة (SRR).

ويتبادل أفراد الوحدتين الألقاب الساخرة؛ حيث يُطلق أفراد قوات الخدمات الجوية الخاصة على خدمة القوارب الخاصة لقب "خدمة القوارب المهتزة" أو "Shakies"، في حين يُنظر إلى قوات الخدمات الجوية الخاصة على أنهم "محبو الشهرة"، إذ تُنسب إليهم غالبًا نجاحات عمليات لم يشاركوا فيها.

اتهامات فجرت الأزمة

تتعلق الأزمة الحالية باتهامات وجهها أفراد من قوات خدمة القوارب الخاصة لنظرائهم في الخدمات الجوية بارتكاب جرائم حرب في أفغانستان بين عامي 2010 و2013 أثناء ملاحقة طالبان.

تلك الاتهامات، التي تحقق فيها لجنة تحقيق برئاسة القاضي هادن-كيف، تستند إلى مزاعم بأن أفراد القوات الخاصة نفذوا إعدامات ميدانية وتستروا عليها.

ووفقًا لشهادات أمام اللجنة، جرى اتهام قوات الخدمات الجوية الخاصة بـ"القتل المنهجي" والاعتماد على "عدد القتلى" كمعيار للنجاح. وأشار أحد الشهود إلى حادثة قتل باستخدام وسادة لتغطية رأس الضحية قبل إطلاق النار عليه.

الشكوك حول الاتهامات

يصف منتقدو هذه الادعاءات، بينهم محارب سابق في قوات الخدمات الجوية الخاصة، جيمس ديغان، الشهادات بأنها نابعة من "الغيرة المهنية" وتفتقر إلى أدلة ملموسة، مشيرين إلى أن الشهود لم يكونوا حاضرين أثناء وقوع الجرائم المزعومة.

ويرجع بعض المحللين تصاعد التوترات بين الوحدتين إلى القيادة خلال ذروة "الحرب على الإرهاب".

وفي العراق: تولت قوات الخدمات الجوية الخاصة القيادة في ملاحقة تنظيم القاعدة، وحققت نجاحات ملحوظة بقيادة وحدة Task Force Black.

وفي أفغانستان: كان لقوات خدمة القوارب الخاصة دور قيادي في العمليات السرية، لكن القيادة انتقلت إلى القوات الجوية الخاصة في عام 2009، مما أثار استياء بعض قادة SBS.

تداعيات الأزمة

الخلافات بين الوحدتين ليست جديدة، لكن التحقيقات الحالية ألحقت ضررًا عميقًا بالثقة بينهما، وأدت إلى ما وصفه أحد الرقباء السابقين في قوات الخدمات الجوية الخاصة بأنه "انهيار كامل في الثقة".

ومنذ عام 2004، ظهرت خلافات علنية بين الوحدتين، بما في ذلك اتهامات بالتقصير خلال عملية فاشلة في العراق. ورغم تدخل قيادة القوات الخاصة آنذاك لإنهاء النزاع، فإن الأزمة الحالية تُظهر أن الجروح القديمة لم تُشفَ بعد.

وخلصت الصحيفة إلى أن القوات الخاصة البريطانية تواجه أخطر أزماتها الداخلية على الإطلاق، إذ يرى البعض أن تأثير هذه الأزمة قد يكون مدمرًا على وحدة القوات الخاصة وسمعتها، مما يهدد بتقويض فعاليتها على المدى الطويل.