ترامب وأنصاره في واشنطن.. احتفال أم استعادة ذاكرة؟

على بعد أمتار من هجوم الكابيتول، يلتقي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنصاره في"كابيتال وان أرينا"، مشيرًا إلى أن انتخابه أعاد السرد حول نهاية ولايته الأولى.

واختار ترامب أن يكون ظهوره الأول في واشنطن العاصمة وسيلة لإظهار التباين بين عودته منتصرا، وسحابة العار التي غادر بها قبل 4 سنوات.

ويحتفل ترامب بعودته من خلال تجمع سياسي على بعد بضعة أمتار من المكان الذي تجمع فيه أنصاره آخر مرة في واشنطن في 6 يناير/كانون الثاني 2021 وهو التجمع الذي انتهى بالهجوم على الكابيتول الذي هدد الانتقال السلمي للسلطة قبل أن يخرج ترامب منبوذًا، ليواجه محاولة ثانية للعزل ثم تحقيقات جنائية لتحريضه على العنف.

وفي "كابيتال وان أرينا" سينضم إلى ترامب عمالقة الأعمال والمشاهير الذين تجنبوه ذات يوم وقادة الحزب الجمهوري الذي أصبح الآن منصبا بالكامل على صورته، وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وقال المحامي مايك ديفيس حليف ترامب، إن التجمع سيكون بمثابة توبيخ للمؤسسة السياسية التي حاولت ذات يوم طرد ترامب.

ولم يندم ترامب على أحداث 6 يناير/كانون الثاني، وأصر على أنها كانت احتجاجًا سلميًا، وهدد بمقاضاة الأشخاص الذين حققوا في الأحداث. ووصف المُدانين بمهاجمة الكابيتول بـ"الوطنيين"، ووعد بالعفو عنهم ولم يتوقف أبدًا عن ترديد ادعائه بأن انتخابات 2020 سُرقت منه.

هذا الموقف تبنته شريحة واسعة من الناخبين الذي يعد التجمع دعوة لهم وترحيبا بالعودة إلى واشنطن لبعض الذين مُنعوا حرفيًا من دخول المدينة بسبب أدوارهم في الهجوم.

ومن بين أنصار ترامب الذين يشاركون في التجمع ويليام بوب (38 عامًا) الذي ينتظر المحاكمة بتهم 6 يناير/كانون الثاني، ورغم منعه من زيارة العاصمة واشنطن إلا أن القاضي منحه إذنًا خاصًا بالسفر لحضور حفل التنصيب.

وقال بوب إن تداعيات 6 يناير/كانون الثاني قلبت حياته رأسًا على عقب على مدار 4 سنوات حيث فقد وظيفته كمدرس، كما تم حظره من استخدام فيسبوك.

وأضاف أنه عندما سافر مع شقيقه إلى واشنطن في 2021، اعتقدا أنهما سيحضران "التجمع الأخير" لترامب وعندما سار الحشد إلى الكابيتول، تبعهم وزعم أنه دخل المبنى بعدما تم دفعه من قبل الحشد.

والآن، أتيحت الفرصة لبوب لرؤية ترامب مرة أخرى ويأمل في حضور التجمع، قائلا "إنها بالتأكيد عودة تاريخية. لا أعرف حقًا ما إذا كان هناك مثيل آخر لها في التاريخ الأمريكي".

وقال هانز نويل، أستاذ السياسة بجامعة جورج تاون، إن ترامب يستغل هذه اللحظة للسيطرة على القصة، مضيفا أنه "يريد أن يعطي إحساسًا بأنه أكثر شعبية".

كان فريق ترامب قد أعلن بقوة عن التجمع، وأرسل رسائل نصية للمؤيدين حول الحدث "الملحمي" عدة مرات على مدار الأسبوع الماضي.

ورغم أن ساحة "كابيتال وان أرينا"تتسع لحوالي 20 ألف شخص ولم يذكر فريق انتقال ترامب عدد الأشخاص الذين يتوقعون حضورهم.

وتتضمن قائمة المتحدثين بعضًا من أبرز حلفاء ترامب مثل الملياردير إيلون ماسك، والمصارع السابق هالك هوغان، والناشط المحافظ تشارلي كيرك، فضلا عن نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس وأفراد عائلة ترامب.

وهناك أيضا الممثل جون فويت "السفير الخاص" لترامب في هوليوود وكذلك ميغين كيلي، المذيعة السابقة لفوكس نيوز.

ويمنح التجمع فرصة لمبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للترويج لفوز مبكر في السياسة الخارجية بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ وهو الاتفاق الذي قال ترامب إنه لم يكن ممكنًا إلا بسبب انتصاره.

ولا يعد هذا الحفل أمرا غير مسبوق، فقبل حفل تنصيبه الأول في 2009، أقام الرئيس الأسبق باراك أوباما حفلة موسيقية مجانية في نصب لنكولن التذكاري.