«تيك توك» والتجارة.. ترامب يشهر سلاح الرسوم الجمركية بوجه العالم

خلال الدقائق الأولى له في المكتب البيضاوي، عقب تنصيبه، أشهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلاح «الرسوم الجمركية» في وجه العالم، ليشمل من يرفض التعاون أو الإنفاق أو لضبط الموازين التجارية.

هذه التحركات تعكس سعي ترامب لاستخدام الرسوم الجمركية كأداة ضغط على الدول الشريكة للولايات المتحدة وغيرها، لتحقيق أهداف اقتصادية ودبلوماسية على الساحة الدولية.

وطالت أول التهديدات الصين، حيث أكد ترامب أنه «إذا لم توافق الصين على صفقة بيع تطبيق تيك توك (المملوك لشركة بايت دانس الصينية)، سنفرض عليها رسوماً جمركية».

وأضاف ترامب: «مهتمون بتطبيق تيك توك شريطة أن تكون الولايات المتحدة شريكًا فيه»، موضحًا أنه «سيكون من حق الولايات المتحدة نصف قيمة تيك توك إذا توصلنا إلى اتفاق بشأنه».

وفيما يبدو كمهلة للصين، وكما وعد، وقع ترامب يوم الأحد على إجراء تنفيذي يؤخر حظر تطبيق تيك توك لمدة 75 يومًا.

ويوجه الإجراء وزارة العدل الأمريكية بعدم تطبيق قانون التطبيقات الخاضعة لسيطرة الخصوم الأجانب، الذي أقر بدعم واسع من الحزبين في الكونغرس ووقعه الرئيس السابق جو بايدن في أبريل/نيسان الماضي.

وينص القانون على حظر تيك توك في الولايات المتحدة اعتبارًا من 19 يناير ما لم يتم بيعه لمشترٍ من أمريكا أو أحد حلفائها.

ويمنح القانون الرئيس سلطة تقديرية واسعة النطاق بشأن كيفية فرض الحظر.

وكان وعد ترامب في منشور على موقع «تروث سوشيال» بأنه سيوقع على إجراء تنفيذي حتى لا يتم فرض القانون بمثابة تعهد كافٍ لجعل «تيك توك»، الذي أوقف نفسه عن العمل لأكثر من 12 ساعة ليلة السبت حتى الأحد، يعود إلى العمل بعد ظهر الأحد.

لكن المصير النهائي لتيك توك في أمريكا لا يزال موضع شك، ومن غير الواضح ما إذا كانت شركة بايت دانس، مالكة تيك توك ومقرها الصين، ترغب في بيع التطبيق لمشترٍ، حتى لو كانت الصفقة بوساطة ترامب.

كما أعلن ترامب عن دراسة فرض تعرفة جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا بحلول بداية فبراير/شباط 2025.

وهو تغيير غير عادي في سياسة التجارة في أمريكا الشمالية من شأنه أن يرفع الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين، مشيرًا إلى أن هذه الرسوم ستكون جزءًا من استراتيجيته لمطالبة الحلفاء بتقديم مزيد من الالتزامات المالية.

وكمرشح، اقترح ترامب فرض تعريفات جمركية شاملة: تصل إلى 20% على الواردات من جميع البلدان، مع ضريبة بنسبة 25% على السلع من المكسيك وكندا، بالإضافة إلى ضريبة عقابية بنسبة 60% على السلع من الصين.

وأضاف ترامب إلى تهديداته التجارية مطالبات لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بزيادة الإنفاق الدفاعي ليصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة عضو.

كما تعهد باستخدام التعريفات الجمركية كأداة تفاوض مع دول أخرى، بما في ذلك على سبيل المثال الدنمارك - مما يضغط على الدولة الأوروبية لتسليم السيطرة على غرينلاند للولايات المتحدة.

وعندما سُئل ترامب يوم الاثنين في حفل توقيع في المكتب البيضاوي عن الرسوم الجمركية على الصين، أشار إلى أن الرسوم الجمركية المكثفة التي فرضها خلال إدارته الأولى لا تزال سارية بعد أن تركها الرئيس السابق جو بايدن إلى حد كبير كما هي.

وفيما يتعلق بالرسوم الجمركية الشاملة، قال ترامب: «قد نفعل ذلك، لكننا لسنا مستعدين لذلك بعد».