بنكهة «فورمولا 1».. «بايونير إكس» مفاجأة الجيش البريطاني لقهر المعارك

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أصبحت «لاند روفر» هي السيارة المفضلة للجيش البريطاني في ساحة المعركة.

تلك المركبة التي اشتراها الجيش لأول مرة، عام 1949، تتميز بطول عمرها وسهولة إصلاحها، مما جعلها رمزا للقوات البريطانية في القرن الحادي والعشرين، والتي دفعت بها في العراق وأفغانستان.

لكنّ هيمنتها قد تتعرض للتهديد قريبًا - من قبل سيارة كهربائية، سعت القوات الخاصة البريطانية إلى تصميمها، على أمل أن تتمكن من التسلل خلف خطوط العدو دون اكتشافها، بسبب انخفاض الضوضاء والتغطية الحرارية، بحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية.

وتقول الصحيفة إنه جرى تصميم السيارة التي يطلق عليها «بايونير إكس» على يد مهندسي الفورمولا 1 السابقين في لندن، مشيرة إلى أنها مجهزة بأربع بطاريات توفر أكثر من 80 كيلومترًا (50 ميلاً) من القيادة الهادئة.

وعن المركبة الجديدة، قال غرين بول، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة فيرينج تكنولوجيز، إنها «ليست سيارة بريوس عادية، إذ يمكن تجهيزها بمدافع رشاشة عيار 12.7 ملم، وقاذفات قنابل آلية عيار 40 ملم، ومجموعة من الأسلحة الأخرى».

وأوضح في معرض الكشف عن سيارة «بايونير إكس» لأول مرة، في معرض فارنبورو الدولي: «تم بناء هذه السيارة على وجه الخصوص بالتعاون مع القوات الخاصة».

«إنها مشرط جراحي. تم تصميمه ليكون خفيًا للغاية للقيام بالغارات والتخريب - وهو ما تفعله القوات الخاصة»، يضيف بول.

وتابع: «الكهرباء مصدر مذهل للدفع. إنها ليست سيارة بريوس العادية. إنها مختلفة قليلاً».

ولا تعتمد السيارة على الكهرباء فقط، بل إنها مزودة بمولد متعدد الوقود بقوة 60 كيلو وات، مما يمكنها من قطع مسافة 7000 كيلومتر (4350 ميلاً) دون توقف، وهو ما يعادل القيادة من المملكة المتحدة إلى أبو ظبي.

وقد صمم مهندسون سابقون في فيراري وبورشه وماكلارين السيارة في منشأة فيرينج في باترسي، وزعم بول أن هذه الخلفية في مجال السباقات أعطت السيارة ميزتها.

وقال: «باعتبارنا مهندسي سيارات سباق، فإن الجميع يريد الفوز. هذا هو الحمض النووي.. تاريخ الجميع هو الفوز على المضمار (..) إنها سيارة عالية الأداء، ولكن بيئتها ليست المضمار... بل تحتاج إلى الفوز خلف خطوط العدو. كل شيء في السيارة مصمم لغرض معين».

وتعتزم وزارة الدفاع زيادة اختبارات المركبات الكهربائية في ساحة المعركة هذا العام في حامية بوفينجتون التابعة للجيش في دورست، موطن متحف الدبابات.

يأتي ذلك، رغم تحذيرات كبار القادة العسكريين من أن الاعتماد على المركبات الكهربائية قد يعرض القوات المسلحة للخطر.

وقال العقيد ريتشارد كيمب، القائد السابق للقوات البريطانية في أفغانستان: «إن هذا الأمر بمثابة إظهار الفضيلة من جانب وزارة الدفاع، في محاولة للانخراط في أجندة تغير المناخ».

وتابع: أعتقد أن هذا من شأنه أن يهدر الكثير من وقت الناس ومواردهم في محاولة إظهار قيامهم بدورهم. في الوقت الحالي، لا تتوفر التكنولوجيا اللازمة (..) من الصعب للغاية تزويد المركبات الحالية بالوقود، وهي عملية ضخمة في حد ذاتها - ولا أستطيع أن أرى كيف يمكن أن تعمل مع المركبات الكهربائية».

وأشار إلى أن «خوض المعارك نشاط صعب للغاية - ويبدو أن جعله أكثر صعوبة دون داعٍ أمر مجنون (..) أنا واثق تمامًا من أن هذا ليس مجرد بداية من حيث الحفاظ على مستوى القدرة على ساحة المعركة التي لدينا الآن».