كأس العالم للأندية 2025.. هل يتحول حلم إنفانتينو إلى كابوس؟

تترقب كرة القدم حدثا تاريخيا هذا العام، بتغيير نظام كأس العالم للأندية، في خطوة ينتظرها المشجعون، كما تحيط بها الشكوك.

وتقام بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية في صيف العام الحالي، وتحديدا في الفترة بين 14 يونيو/ حزيران و13 يونيو/ تموز.

وارتفع عدد المشاركين في مونديال الأندية إلى 32 فريقا لتقام البطولة بنظام المجموعات والأدوار الإقصائية بداية من دور الـ16 بعد تأهل متصدر ووصيف كل مجموعة من المجموعات الـ8.

كذلك ستقام البطولة فيما بعد كل 4 سنوات، بدلا من إقامتها بشكل سنوي في النظام القديم.

الشكل الجديد لمونديال الأندية وما ينتج عنه من تغييرات إيجابية هو حلم للسويسري جياني إنفانتينو، لكن هناك بعض المؤشرات التي ظهرت قبل أشهر من انطلاق البطولة، قد تحول هذا الحلم إلى كابوس.

سلطت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الضوء على مجموعة من القضايا والمخاوف حول مونديال الأندية 2025، وتحديدا ما يتعلق بالجوانب المالية، والمشكلات المتعلقة بضغط المباريات وسلامة وصحة اللاعبين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المشكلات قد تؤدي إلى إفشال أي نسخة مستقبلية من هذه البطولة.

يُضاف إلى ذلك الجدل المصاحب لدعوة إنتر ميامي الأمريكي للمشاركة في البطولة رغم أنه ليس بطل الدوري في بلاده، بداعي أن الفريق الذي يضم في صفوفه الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي توج بلقب "درع المشجعين"، وهو لقب غير رسمي يحصل عليه الفريق صاحب أكبر عدد من النقاط في الموسم قبل مرحلة حسم البطل.

وأشارت الصحيفة إلى أن القرار أثار انتقادات شديدة من جانب مشجعي كرة القدم ووسائل الإعلام داخل وخارج الولايات المتحدة.

من أهم عوامل الجذب للمشاركة في البطولة، من منظور الأندية، تلقيها وعودا بالحصول على 50 مليون يورو (52 مليون دولار)، وهو مبلغ قد يكون مرضيا إلى حد ما للأندية الغنية، وكبيرا للأندية الأقل ثراء.

لكن يبدو أن احتمالات حدوث ذلك وتنفيذ هذا الوعد تتراجع بشكل متزايد، حيث وصفت صحيفة "ماركا" الإسبانية الوعد بأنه "حلم بعيد المنال"، وأشارت إلى أن توزيع الأموال سيعتمد بشكل أكبر على النتائج.

يأتي ذلك بسبب قلة الرعاة للبطولة حتى الوقت الحالي، علما بأن الفيفا استغرق وقتا طويلا لإبرام صفقة حقوق البث التلفزيوني.

وأوضحت الصحيفة المدريدية أن الأندية الأوروبية "ستأخذ الجزء الأكبر من الكعكة".

وعلى جانب آخر يمثل الحضور الضعيف في بطولة كوبا أمريكا التي أقيمت في الولايات المتحدة الصيف الماضي هاجسا للفيفا حال احتمالية تكرار الأمر في مونديال الأندية، مما يؤثر على مبيعات التذاكر.

أزمة أخرى تحيط بمونديال الأندية، تتمثل في الشكوى المتكررة للاعبين والمدربين من ازدحام جدول المباريات بشكل يؤثر على صحة اللاعبين وسلامتهم.

ووفقا لتقرير "ديلي ميل"، يرى الفيفا أنه "غير مسؤول عن مشكلة جدول المباريات"، على الرغم من أن اللعب في كأس العالم للأندية يضع اللاعبين تحت ضغط شديد في موسم قد يلعبون فيه ما يزيد على 60 مباراة.

ومن ناحية أخرى، فإن هذا الضغط قد يمنح الأندية التي لا تشارك في البطولة ميزة تنافسية واضحة.

وعلى سبيل المثال في الدوري الإنجليزي الممتاز، فبينما يتنافس مانشستر سيتي وتشيلسي في مونديال الأندية، سوف تتمكن أندية كبرى أخرى مثل ليفربول وأرسنال من إراحة لاعبيها، مما يسمح لهم بأخذ إجازة والتعافي قبل العمل على استعادة لياقتهم البدنية خلال الصيف.

وتجدر الإشارة إلى أن الفاصل الزمني بين نهائي كأس العالم للأندية وبداية الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز يبلغ فقط 3 أسابيع.

وعلى الرغم من المخاوف المعلنة، فلا يوجد ما يشير إلى إلغاء البطولة إذا فشلت النسخة الافتتاحية من كأس العالم للأندية.

ووفقا لموقع "The Athletic"، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم يفكر بالفعل في منح الولايات المتحدة حقوق استضافة النسخة الثانية للبطولة بشكلها الحالي في عام 2029.

جزيرة ام اند امز