توريث 124 تريليون دولار.. أكبر عملية انتقال للثروة في تاريخ أمريكا

تستعد الولايات المتحدة خلال السنوات القادمة لأكبر عملية انتقال للثروة في تاريخها، مع تأهب ثروات بقيمة 124 تريليون دولار للتوريث داخل الأسر بالغة الثراء.

وبحسب شبكة "سي إن بي سي"، فإنه مع مضاعفة الثروة الشخصية على مدى السنوات الـ 12 الماضية، وتركيز المزيد من الثروة خاصة بين كبار السن، من المتوقع أن يتسارع الشلال المالي في السنوات القادمة.

ومن المتوقع أن يتم تمرير ما يقدر بنحو 124 تريليون دولار إلى أفراد أسر وجمعيات خيرية داخل الولايات المتحدة بحلول عام 2048، وفقًا لتقرير من Cerulli Associates.

ومن الإجمالي، سيذهب 18 تريليون دولار إلى الجمعيات الخيرية و106 تريليون دولار للعائلات الوارثة، وسيأتي الكثير من ذلك من الأثرياء، حيث سيتم تمرير حوالي 62 تريليون دولار من أغنى 2٪ من الأمريكيين، أو أولئك الذين تزيد ثروتهم الصافية عن 5 ملايين دولار.

وفي حين أن أكبر عمليات التسليم لا تزال على بعد عقد أو عقدين من الزمان، فإن ما يقدر بنحو 2.5 تريليون دولار سنويًا يتم تمريره حاليًا إلى الأجيال القادمة والأزواج، وفقًا للتقرير.

وقال تشايس هورتون، كبير المحللين في إدارة الثروات في سيرولي أن الأمر بدأ يحدث بالفعل.

فمع انضمام المزيد من النساء وأبناء جيل الألفية وأبناء الجيل Z إلى صفوف الأثرياء الجدد، فإن وجه الثروة الأمريكية مهيأ لأشد تحول جذري له منذ عقود، مع عواقب ضخمة على إدارة الثروات والرفاهية والأعمال الخيرية.

وستكتسب النساء حصة متزايدة من الثروة في السنوات القادمة، ووفقًا لتقرير Cerulli ، سينتقل 54 تريليون دولار إلى الأزواج، ومعظمهم من النساء.

وستكون هذه "تحويلات أفقية" للثروة، حيث يرث الزوج أو الزوجة الثروة قبل أن تنتقل إلى الأجيال الأصغر سنا.

ومن المتوقع أن يكون جيل إكس (الفئات التي ولدت ما بين أوائل الستينات إلى أوائل الثمانينات)، هو المستفيد الأكبر في العقد المقبل، بالنظر إلى التركيبة السكانية.

كما يتوقع أن يرث جيل إكس 14 تريليون دولار بحلول عام 2034 و39 تريليون دولار بحلول عام 2048، وتوضح الاحصائية أنه من أصل 2.5 تريليون دولار يتم تمريرها كل عام، يذهب حوالي تريليون دولار إلى جيل إكس.

وسيلتقط جيل الألفية عصا الميراث في وقت ما حوالي عام 2038، ومن المتوقع أن يرث 46 تريليون دولار على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة.

ويأتي الجيل Z في المرتبة التالية، حيث من المتوقع أن يتم توريث 15 تريليون دولار لهذا الجيل خلال نفس الإطار الزمني.

وتقدير الثروة الموروثة، وخاصة على مدى عقود من الزمن، هو فن بقدر ما هو علم، وقد تختلف الاتجاهات الحالية فيما يتعلق بقيم الأصول والوصايا والعطاء الخيري وأعمار ومعدلات إنفاق الأثرياء.

ويبقى أن نرى ما إذا كان نقل الثروة العظيم سيثبت أنه مربح للورثة ولصناعة تخطيط الثروة كما هو معلن.

وحتى الآن، التقديرات والتوقعات في تزايد مستمر، توقع تقدير Cerulli السابق لنقل الثروة، في عام 2021، أن يتم توريث 84 تريليون دولار على مدى 25 عامًا.

وكان الارتفاع بنسبة 50٪ تقريبًا في التقدير مدفوعًا بثلاث قوى اقتصادية قوية، التضخم، وارتفاع قيم الأصول، وزيادة تركيز الثروة.

ولصناعة تقديراتها، تستخدم Cerulli مسوحات بنك الاحتياطي الفيدرالي للتمويل الاستهلاكي، وهي البيانات الفيدرالية الأكثر شمولاً حول الرفاهية المالية وثروة الأسر الأمريكية.

ثم تأخذ معدلات الادخار النموذجية ونفقات التقاعد وتوقعات الأسهم والسندات والعقارات ويطبق التوقعات على متوسط العمر المتوقع والضرائب والأنماط في العطاء ونقل الثروة لتوليد توقعات.

وقال تشايس هورتون إن 84 تريليون دولار معدلة للتضخم ستكون 100 تريليون دولار اليوم، كما ارتفعت أسعار الأصول في القيمة منذ آخر تقييم Cerulli ، حيث ارتفعت الأسهم بنسبة 27٪ وقيم العقارات بنسبة 39٪.

ونظرًا لأن الأصول في الولايات المتحدة تتركز بشكل كبير بين الأثرياء، فقد ذهبت معظم المكاسب منذ الوباء إلى الأثرياء.

وبحسب التقرير، قفزت حصة الثروة التي يمتلكها أولئك الذين تبلغ ثروتهم 10 ملايين دولار أو أكثر من 40% في عام 2020 إلى 44% في عام 2023.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت كمية الثروة التي يمتلكها أولئك الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر من 54% في عام 2020 إلى 61% في عام 2023.

وبينما تمتد على مدى 25 عامًا، فإن عملية نقل الثروة العظمى، ستخلق تحولات جذرية في اقتصاد الثروة.

وفي الأمد القريب، ستركز شركات إدارة الثروات والمكاتب العائلية والمحامون ووسطاء العقارات وغيرهم من المستشارين للأثرياء بشكل مفرط على التخطيط وهيكلة أكثر الطرق كفاءة وفعالية لنقل الثروة.