مراسم البذخ.. ملايين تنصيب رؤساء الولايات المتحدة

توجهت أنظار العالم أجمع، الإثنين، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن حيث تجري مراسم تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، والذي يعتبر واحد من أفخم مظاهر الاحتفال وأكثرها تكلفة في العالم.

وقد تم جمع ما يصل إلى 170 مليون دولار لحفل تنصيب دونالد ترامب، بينما جمعت لجنة تنصيب الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن 62 مليون دولار فقط قبل 4 سنوات من الآن، ما يعني أن حفل ترامب سيكون على الأغلب أكثر بزخا من حفل تنصيب بايدن الذي كان في ذروة وباء كورونا.

وبلغت تكلفة تنصيب الرئيس ترامب في ولايته الأولي نحو 200 مليون دولار، تحملت التبرعات الخاصة منها 100 مليون دولار، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".

تجدر الإشارة إلى أن حفلات التنصيب تقتصر في اقامتها على تسليم السلطة من رئيس لرئيس آخر، أما الرؤساء الفائزين بولاية ثانية فلا تقام لهم نفس المراسم. ومن ثم، فإن الرئيس ترامب هو من الأمثلة الاستثنائية جدا الذي أقيمت له مراسم تنصيب فاخرة للولاية الأولى والثانية.

تبرعت شركات التكنولوجيا العملاقة وقادة وول ستريت بشيكات ضخمة للجنة تنصيب ترامب. وفي آخر إحصاء، تم جمع مبلغ ضخم بلغ 170 مليون دولار.

ووفقا لتقرير نشره موقع ياهو فاينانس، فقد جمعت لجنة تنصيب الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ملايين الدولارات من بعض أكبر الشركات والأفراد الأثرياء في البلاد، وفقًا للإيداعات التي نشرتها لجنة الانتخابات الفيدرالية بعد حفل تنصيبه.

وتدفق ما يقرب من 62 مليون دولار إلى اللجنة، وتم جمع ملايين الدولارات من الأفراد الذين قدموا مبالغ صغيرة للمساعدة في تمويل احتفالات تنصيب بايدن الافتراضية في يناير/كانون الثاني 2021، في ذروة تفشي وباء كوفيد عالميا.

ورغم تقليل أعداد الحاضرين وقصر الاحتفالات على مراسم تأدية اليمين، وهو أصغر من الترتيبات التقليدية، لكن حملة بايدن استمرت فى جمع التبرعات ثم أعادت توجيهها لصالح مؤسسات أخرى لم تحددها، ولم يعلن عن مبلغ محدد لتكلفة تنصيب بايدن.

أفادت صحيفة واشنطن بوست في تقرير سابق أن واشنطن العاصمة أنفقت 27 مليون دولار على طاقم الموظفين في حفل تنصيب ترامب في عام 2017. وكان أغلب هذا الإنفاق على مسؤولي إنفاذ القانون للسيطرة على الحشود والعرض.

 ووفقًا لتحليل صحيفة "نيويورك تايمز" لتلك النفقات، توزعت بين 10 آلاف دولار لمكياج 20 مساعدًا في حفل تنصيب مسائي، و30 ألف دولار أخرى في مدفوعات يومية لعشرات الموظفين، بالإضافة إلى غرف الفنادق وطلبات خدمة الغرف وتذاكر الطائرات وسيارات الأجرة، وغيرهم.

بلغت تكلفة تنصيب الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 نحو 170 مليون دولار، حيث ذكرت شبكة إيه بي سي نيوز أن لجنة تنصيب أوباما جمعت نحو 45 مليون دولار لتغطية احتفالات عام 2009، في حين جاءت بقية الميزانية البالغة 170 مليون دولار من الحكومات الفيدرالية والمحلية.

وشملت النفقات حفلاً موسيقياً لبروس سبرينغستين، واستعراض فني، واستئجار شاشات تلفزيون كبيرة و700 ألف دولار لمؤسسة سميثسونيان الفنية، وحفلات الرقص الاحتفالية، بالإضافة إلى جميع تكاليف إنفاذ القانون وخدمات الطوارئ.

قبل أوباما، تمكن جورج دبليو بوش من جمع 30 مليون دولار لتنصيبه عام 2001 و42.3 مليون دولار في عام 2005 لتنصيبه الثاني. وجمع بيل كلينتون ما بين 25 و30 مليون دولار في عام 1993 و29 مليون دولار في عام 1997. وجمعت لجنة ريغان 16.3 مليون دولار في عام 1981 و20 مليون دولار في عام 1985.

ذكرت صحيفة واشنطن بوست في تقرير سابق أن الأمن هو أحد أكبر التكاليف في حفلات تنصيب الرؤساء الأمريكيين، حيث بلغت تكلفته 115 مليون دولار في حفل تنصيب جورج بوش الإبن عام 2005 و124 مليون دولار في حفل تنصيب أوباما عام 2009.

وتكلف التأمين وقت تنصيب بايدن مبلغا أعلى وسط تهديدات من أنصار ترامب الذين رفضوا الاعتراف بهزيمته، ونقلت مؤسسة ناشيونال تاكسباير يونيون فونديشن الأمريكية عن تقديرات أولية من وزارة الدفاع، إن العملية الأمنية تكلفت 483 مليون دولار على الأقل، بما في ذلك تكلفة 5000 من أفراد الحرس الوطني في واشنطن العاصمة حتى منتصف مارس/آذار، وهو ما يجعل تكلفة الإجراءات الأمنية التي صاحبت تنصيب بايدن وحتى نهاية عملية الانتشار الأمني تلك الفترة الأغلى على الاطلاق.