• دليل المواقع

  • اقتصاد

    قناة بنما.. تاريخ من الإنجازات في مواجهة شبح التدخل الأمريكي


    814 قراءه

    2025-01-22 19:17:31
    164

    منذ نشأتها، كانت قناة بنما شاهدة على التحولات السياسية والصراعات الدولية، وهي الآن تواجه تهديدًا جديدًا من الولايات المتحدة.

    الإنجاز الهندسي الذي وُلد من رحم "دبلوماسية السفن الحربية" كرمز للهيمنة الأمريكية في بدايات القرن العشرين، بهدف ربط المحيطين الأطلسي والهادئ، يواجه تهديدًا جديدًا يعيد أصداء الماضي.

    اليوم، بعد أكثر من 100 عام على بنائها و25 عامًا على استعادة بنما لسيطرتها على هذا الممر المائي الحيوي، تجد القناة نفسها في مواجهة تصاعد اللهجة الأمريكية مجددًا.

    تهديد ترامب

    تعهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، باستعادة القناة، قائلًا: "تم معاملتنا بشكل سيئ جدًا بسبب هذه الهدية الغبية التي لم يكن يجب تقديمها أبدًا، ولم تفِ بنما بوعدها لنا"، زاعمًا أنها تفرض رسومًا مفرطة على البحرية الأمريكية لعبور القناة.


    ترامب ذكر في خطابه خلال حفل تنصيبه يوم الإثنين الماضي: "قبل كل شيء، فإن الصين تدير قناة بنما"، وهو ادعاء يكرره كثيرًا، مضيفًا: "لم نعطها للصين، بل أعطيناها لبنما، ونحن نستعيدها الآن".

    سياسة ترامب الغامضة بشأن الرسوم الجمركية تنذر بتقلبات في الأسواق

    سخر المسؤولون البنميون من أحدث مزاعم ترامب بأن البلاد تفرض رسومًا مبالغًا فيها لعبور القناة، أو أن الصين سيطرت سرًا على الممر المائي.


    ومع ذلك، فإن تهديداته لم تمر مرور الكرام لدى البنميين، الذين يعتبرون القناة جزءًا أساسيًا من هويتهم الوطنية، ويعتمدون بشكل كبير على حركة المرور المربحة عبرها، حيث شهدت بنما عدة تدخلات عسكرية أمريكية على مدار تاريخها.

    في 2024، حققت القناة أرباحًا تقارب 5 مليارات دولار، ووفقًا لدراسة نشرتها "IDB Invest" في ديسمبر/كانون الأول الماضي، فإن 23.6% من الدخل السنوي لبنما يأتي من القناة والشركات التي تقدم خدمات مرتبطة بعملياتها. 

    في 1903، كانت بنما عبارة عن مقاطعة مضطربة تابعة لكولومبيا، إذ كان العديد من البنميين يدعون إلى الاستقلال عن الحكومة المركزية في الطرف الآخر من غابة دارين التي لا يمكن اختراقها، حيث شعروا بأنها تتجاهلهم. ومع ذلك، لم تكن كولومبيا مهتمة بفقدان هذه الأرض الاستراتيجية.

    لعدة أجيال، تم اعتبار هذا الممر الضيق الموقع المثالي لقناة عابرة للمحيطات تختصر رحلة البحر بآلاف الأميال، حتى لا تكون السفن بحاجة إلى الدوران حول أمريكا الجنوبية عبر المياه العاصفة عند كيب هورن. ولكن حفر "الخندق الكبير"، كما أصبح يُعرف لاحقًا، كان تحديًا يفوق أي مشروع سابق.

    ترامب يدفع موظفي الحكومة إلى مكاتبهم بعد 5 سنوات «في المنزل»

    قاد فرديناند دي يلسبس، المطور الشهير لقناة السويس، محاولة فرنسية لبناء القناة في ثمانينيات القرن الـ19 انتهت بكارثة، حيث لقي عدد كبير من العمال مصرعهم بسبب الحمى الصفراء والملاريا، وسط اتهامات بسوء الإدارة المالية. قاد المحاولة، فضلًا عن أنها كانت على وشك إفلاس فرنسا.

    عندما فشلت المفاوضات مع كولومبيا لبناء القناة، أرسل الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت سفنًا حربية إلى سواحل بنما الأطلسية والهادئة لدعم الدعوات للاستقلال البنمي. 

    لكن احتفالات الاستقلال كانت قصيرة الأمد، فسرعان ما تدهورت مشاعر الجمهور البنمي بسبب معاهدة أُبرمت مع الولايات المتحدة تمنح الأمريكيين الحق المفتوح لاستخدام القناة المستقبلية.

    اتهم البنميون مبعوثهم إلى الولايات المتحدة، المهندس الفرنسي والجندي فيليب جان بونو فاريلا، بخيانة مصالحهم لتحقيق ثروة من الصفقة التي أبرمها مع الأمريكيين، لكن اعتماد بنما على الولايات المتحدة لحماية استقلالها عن كولومبيا جعل خياراتها محدودة.


    إطلاق قناة بنما

    جلبت الولايات المتحدة عمالًا من منطقة البحر الكاريبي لبناء القناة، وصممت هيئة المهندسين بالجيش الأمريكي نظامًا مبتكرًا من الأهوسة لرفع السفن من مستوى المحيط إلى بحيرة غاتون، التي كانت أكبر بحيرة اصطناعية في ذلك الوقت، لتمكينها من عبور البرزخ.

    تيك توك بـ«تريليون دولار».. ترامب يشعل المزاد بين 3 أثرياء أقربهم إيلون ماسك

    تم إطلاق الانفجار الأخير الذي غمر القناة بالماء عبر تلغراف من البيت الأبيض عام 1913 على يد الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، لتصبح القناة تحت سيطرة الولايات المتحدة بسرعة أداة حيوية للتجارة والبحرية الأمريكية.

    تلقت بنما دفعة أولى قدرها 10 ملايين دولار من الولايات المتحدة مقابل الأرض، تلتها 250 ألف دولار سنويًا، لكن العديد من البنميين كانوا مستائين من أن القناة التي قسمت بلادهم إلى نصفين كانت محظورة عليهم.

    وقال المؤلف دياز إسبينو، عن منطقة القناة: “كان ذلك استعمارًا.. قُسمت البلاد إلى نصفين ولم يكن بإمكانك حتى دخول المنطقة”، مضيفًا: "كان لديهم كل شيء.. ملاعب غولف ومراكز ترفيهية، بينما على الجانب الآخر من السياج كان هناك بنما".

    استقلال القناة

    تصاعدت التوترات تدريجيًا إلى أن اندلعت أعمال شغب في يناير/كانون الثاني 1964، عندما حاول متظاهرون دخول منطقة القناة المحظورة ورفع العلم البنمي هناك، وقُتل في الاشتباكات 22 طالبًا بنميًا وأربعة من مشاة البحرية الأمريكية.

    استمرت المفاوضات بين المسؤولين الأمريكيين والبنميين لمدة 13 عامًا خلال إدارات ديمقراطية وجمهورية على حد سواء، ليتوصل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، عام 1977، إلى اتفاق مع الزعيم البنمي عمر توريخوس لإدارة القناة بشكل مشترك.

    مليارديرات العالم في حفل تنصيب ترامب.. مخاوف من مصالح النخبة

    وفي منتصف ليل 31 ديسمبر/كانون الأول 1999 سلمت أمريكا القناة بالكامل إلى بنما. وقال كارتر خلال حفل توقيع الاتفاقيات: "يجب أن تكون العدالة، وليس القوة، محور تعاملاتنا مع دول العالم".

    لكن الاتفاق النهائي منح الولايات المتحدة الحق في التدخل عسكريًا لضمان بقاء القناة مفتوحة، وهو شرط يمكن أن يستغله ترامب لمحاولة استعادة القناة بالقوة، رغم أن ذلك لن يمر بسهولة من الناحية القانونية، إذ لا تزال القناة تشهد حركة مرور قياسية.


    قناة بنما المربحة

    عام 2007، بدأت بنما العمل على أكبر توسعة للقناة منذ ما يقارب القرن، حيث تم إنشاء مجموعة جديدة من الأهوسة التي تسمح بمرور سفن أكبر، يزيد حجمها مرة ونصف عن السفن التي كانت تعبر القناة سابقًا. 

    تجاوزت تكلفة التوسعة 5 مليارات دولار، ودخلت الخدمة في 2016، ما أدى إلى مضاعفة حجم حركة المرور البحرية التي يمكن للقناة استيعابها.

    وقال خورخي لويس كيجانو، المدير السابق لهيئة قناة بنما: "لقد دفعنا ثمنها وبنيناها، وحاليًا يأتي أكثر من 55% من عائدات قناة بنما من هذا الاستثمار، وليس من الاستثمار الأمريكي الذي تم قبل فترة طويلة".

    «تروث سوشيال» وعملة جديدة.. ترامب يعزز مكانته في الإعلام والاقتصاد

    جلبت القناة الموسعة مليارات الدولارات لبنما وساعدت البلاد على أن تصبح واحة نادرة من الاستقرار في أمريكا الوسطى، حيث تعاني دول أخرى من الفقر والعنف المرتبط بتهريب المخدرات الذي يغذي الهجرة إلى الولايات المتحدة.

    وأثارت نجاحات القناة اهتمام العالم، ففي 2011، قال ترامب: "بنما تحقق نجاحًا كبيرًا مع القناة، هناك العديد من العمال وفرص العمل.. لقد قدمت الولايات المتحدة القناة بحماقة دون مقابل".

    وأكدت السلطات البنمية، أنها لن تقبل بأي محاولة للاستيلاء على القناة، التي تمر عبرها حوالي 5% من حركة الشحن البحري العالمية. 

    وقال رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، في تغريدة على منصة X، يوم الإثنين: "أرفض تمامًا التصريحات التي ألمح بها الرئيس دونالد ترامب خلال خطابه الافتتاحي بخصوص بنما وقناتها.. القناة ستظل بنمية، وإدارتها ستبقى تحت السيطرة البنمية مع احترام حيادها الدائم".

    لكن شبح تدخل أمريكي جديد أثار القلق في بلد يعتمد على كل من هذا الممر المائي الحيوي وعلاقاته الجيدة مع واشنطن.

    جزيرة ام اند امز US


    مشاهدة قناة بنما.. تاريخ من الإنجازات في مواجهة شبح التدخل الأمريكي

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ قناة بنما.. تاريخ من الإنجازات في مواجهة شبح التدخل الأمريكي قد تم نشرة ومتواجد على العين وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24