كنوز المحيطات المنسية.. ماذا تعرف عن فرص الاستثمار في الشعاب المرجانية؟

يعتبر المحيط هو المفتاح لعمل أنظمة بيئية متعددة ويمثل حدودًا غير مستغلة للاستثمارات الواعية للمناخ.

ومع ذلك، عند النظر في استثمارات البنية التحتية المقاومة للمناخ، يركز معظم المستثمرين على المشاريع المناخية الأكثر شيوعاً، مثل الدفاعات ضد الفيضانات، والطاقة المتجددة، والأنظمة الزراعية المقاومة للجفاف.

هذه كلها مساعٍ معقولة توفر عوائد مالية واجتماعية وبيئية طويلة الأجل، ولكن تحت سطح المحيط تكمن فرصة استثمارية تفي أيضا بجميع المقومات لحماية بيئية مثالية، وهي الشعاب المرجانية، التي تمثل شكل حاسم من البنية التحتية الطبيعية، والتي تحتاج بشكل عاجل إلى التجديد.

وتواجه فرص الاستثمار في الحفاظ على الشعاب المرجانية، خطر الوقت، إذ تتطلب تحركات فورية للحفاظ عليها من خطر فقدانها إلى الأبد وفق ما أفاد موقع "المنتدى الاقتصادي العالمي".

وذلك في وقت يشهد به العالم حاليًا حوادث انتهاك متكررة للشعاب المرجانية، مع تأثير الإجهاد الحراري على ما يقرب من 80٪ من الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.

الشعاب المرجانية، التي يشار إليها غالبًا باسم "المدن تحت الماء" في العالم الطبيعي، هي أنظمة بيئية موجودة منذ ما يقرب من 500 مليون عام.

وهي حيوية لسبل عيش ما يقرب من مليار شخص في جميع أنحاء العالم وتدعم حصة كبيرة من الناتج الاقتصادي العالمي.

وذلك لأن هذه الشعاب تعمل كحواجز مائية تحت سطح البحر ضد العواصف، وتحمي المدن الساحلية من الأضرار المرتبطة بالمناخ.

وعلى الرغم من أهميتها، فإن هناك فجوة تمويل كبيرة، تؤخر بشكل خطير جهود الحماية العالمية لهذه الشعاب، وهناك حاجة إلى زيادة كبيرة في الاستثمار للمساعدة في الحفاظ على النظم البيئية الخاصة بها.

وعلى الرغم من قيمتها الهائلة، فإن الاستثمار العام والخاص في الحفاظ على الشعاب المرجانية صغير بشكل مثير للقلق.

وتواجه البلدان الأقل نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية حواجز كبيرة في جذب التمويل المناخي بسبب ملفات المخاطر وأعباء الديون.

هذه البلدان تتحمل العبء الأكبر من تغير المناخ ولكنها تفتقر إلى الموارد اللازمة لحماية نفسها واقتصاداتها.

وقد عانت هذه البلدان والمناطق المشابهة، من نقص مزمن في الخدمات التي تقدمها البنية المالية العالمية، وفي نظام يحكمه تصنيف الائتمان، حيث يتجنب رأس المال الخاص الأسواق عالية المخاطر، وبالتالي تواجه هذه البلدان تحديات خطيرة في استقطاب رأس المال العام والخاص، لحماية النظم البيئية التي تساعدها في التصدي للتغير المناخي، مثل الشعاب المرجانية.

وتوفر الشعاب المرجانية خدمات بيئية تقدر قيمتها بنحو 9.9 تريليون دولار سنويًا، من خلال عملها كمصايد طبيعية للأسماك وجاذبة للسياحة ومصدر طبيعي لحماية السواحل، مما يؤكد أهميتها للأمن الغذائي والمرونة والاقتصاد.

وهي موطن لأكثر من 25٪ من التنوع البيولوجي البحري.

وتجذب ملايين السياح سنويًا، وتدعم الشركات بعملها كصيدليات طبيعية على سبيل المثال، حيث تظهر المركبات المشتقة من كائنات الشعاب المرجانية أنواعا واعدة في علاج أمراض مثل السرطان والزهايمر.

ويفتح الاستثمار في الحفاظ على النظام البيئي للشعاب المرجانية، الأبواب أمام السياحة المستدامة والبحوث الطبية الرائدة.

وبدأت صناعة التأمين في إدراك قيمة الشعاب المرجانية لهذه الأسباب.

على سبيل المثال، طور صندوق MAR ، برنامج تأمين الشعاب المرجانية في أمريكا الوسطى (MAR)، بالتعاون مع تحالف العمل من أجل مخاطر المحيطات والمرونة (ORRAA) وWTW ، آلية دعم لجهود التعافي السريع للشعاب المرجانية بعد أضرار العواصف.

وبرنامج التأمين MAR وحده يحمي الآن 10000 هكتار من الشعاب المرجانية ويؤمن أصولاً تزيد قيمتها على 3.3 مليار دولار في المنطقة كل عام.

وفي خضم التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ، يكمن التحدي في جعل التمويل المناخي يعمل في المناطق التي تشتد فيها الحاجة إلى استثمارات المرونة المناخية، فبين عامي 2009 و2018، فقد العالم 14% من الشعاب المرجانية، والآن 90% من الشعاب المرجانية المتبقية مهددة بالانهيار المحتمل بحلول عام 2050 إذا لم يتم تسريع العمل على حمايتها.

وبفضل تفويض رأسمالي فريد من نوعه داخل منظومة الأمم المتحدة، يعمل صندوق الأمم المتحدة لتنمية رأس المال (UNCDF) كممكِّن للتمويل ومزيل للمخاطر خارج الميزانية العمومية، مع التركيز بشكل خاص على الأسواق عالية المخاطر.

وباعتبارها وكالة غير مصنفة ائتمانياً، فإنها تؤدي وظيفة فريدة من نوعها داخل نظام التمويل الدولي، باستخدام المنح من الجهات المانحة لتوفير الضمانات وأدوات التمويل المبتكرة التي تعمل على تحرير رأس المال المحلي وخلق أسواق جديدة، ووضع الأساس لتدفقات إضافية من الاستثمار لحماية النظم البيئية المهددة كما هو الحال بالنسبة للشعاب المرجانية.