منظمو ومشاركو وام 2024: سرعة النمو في السعودية لا مثيل لها

"لا توجد مدينة أو دولة أخرى في العالم تتحرك بهذه السرعة من التغيير والاهتمام بالتعاون مع العالم للتقدم وخاصة في مجال التصنيع"، بهذه العبارة وصفت تريكسي لوه ميرماند، الرئيسة التنفيذية لشركة كون العالمية المنظمة للمؤتمر العالمي للتصنيع والخدمات اللوجستية المتقدمة "وام" 2024، مسيرة التطور السريعة في المملكة العربية السعودية.
هذا التصريح أتى متوافقاً مع عدد من الانطباعات التي رصدتها سيدتي خلال تواجدها لتغطية النسخة الأولية من المؤتمر والذي يقام بالشراكة مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن"، في العاصمة الرياض، تحت شعار "الوصول إلى مستقبل التصنيع"، وبمشاركة قادة عالميين في مجال التصنيع المتقدم، وعدد كبير من المستثمرين والشركات الضخمة والناشئة ورواد الأعمال.

في الحفل الافتتاحي للمؤتمر العالمي للتصنيع والخدمات اللوجستية المتقدمة، والذي أقيم في فندق فيرمونت الرياض، كان للرئيس التنفيذي لـ الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" المهندس ماجد العرقوبي، كلمة تحدث فيها عما تشهده المملكة من نمو في القطاعات المقصودة بهذا المؤتمر قائلاً: "إن التطور نحو اقتصاد قائم على المعرفة مدعوم بالابتكار المستمر والتقدم التكنولوجي أصبح سريعاً عاملاً رئيسياً للاستدامة والنمو، وفي هذا السياق، عملت رؤية السعودية 2030 على رسم خارطة طريق بعيدة المدى للمملكة تطلق العنان لإمكانات رأس المال الفكري والتقدم التكنولوجي، ومن خلال هذه الرؤية الطموحة، حددت المملكة مساراً ديناميكياً نحو التنوع الاقتصادي والتنمية".
كما أشار للدور الذي تلعبه "مدن" في دفع التحول الرقمي في القطاعات الصناعية واللوجستية، وقال: "نحن نقف في طليعة هذا التحول الرقمي في القطاعات الصناعية واللوجستية، ونقوم بدور قيادي نشط داخل شبكتنا المكونة من 37 مدينة صناعية وأكثر من 8000 مصنع ومركز لوجستي، ونظراً لأهمية البيانات في الوقت الحاضر، فإننا قادرون على جذب أكثر من 15 مركز بيانات داخل مدننا الصناعية بسعة تتجاوز 300 ميجاوات والتي تمثل 20٪ من رؤية السعودية 2030".

وأكد المهندس ماجد العرقوبي: "هذا عرض مبسط لاستراتيجية شاملة لمدن نحو الابتكار الحضري، والتي تهدف ليس فقط إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية، ولكن أيضاً إظهار طموحات مدن والتزامها بتحسين جودة الحياة والاستدامة البيئية".
وتحدث العرقوبي عن ركيزة مهمة ضمن الاستراتيجية وهو برنامج يسمى مصانع المستقبل، والذي يركز على رفع النضج الرقمي للمصانع، وأضاف: "إن الحصول على شهادة مؤشر جاهزية الصناعة الذكية (SIRI)عبر مصانع مدن يمثل الالتزام الواضح بالتميز التشغيلي وتحسين الإنتاجية".

"التغيير في السعودية سريع إلى درجة أنك قد تسمع عن معلومة ما وأنت تصعد إلى الطائرة للسفر وعندما تصل تكون المعلومة قد تغيرت كلياً"، لعل هذه العبارة تصف فعلياً ما هو عليه مسار التطور في المملكة، وهو ما قالته تريكسي لوه ميرماند عندما اعتلت منصة المؤتمر للحديث عن دوافع تنظيم الحدث.
وفي لقائنا معها سألناها عن ذلك فقالت: "إذا نظرنا إلى عدد المصانع التي يتم إنشاؤها والأهداف المراد تحقيقها وكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجديدة للأتمتة لدفع التميز في التصنيع، ندرك أن الطموح هنا في المملكة العربية السعودية أكبر من أي مكان في العالم".
وأضافت: "بالنسبة لنا في WAM ما نريد فعله هو أن نظهر كل ذلك بشكل جيد وأن نكون صلة وصل بين أصحاب المصلحة والجهات الفاعلة في النظام البيئي من المنظمين إلى مستخدمي التكنولوجيا وشركات التكنولوجيا الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة، ونتطلع طبعاً لمشاركة الشركات الناشئة والمستثمرين لتوحيد الجهود لدفع صناعة التصنيع والتأكد من تقدمها بالتوازي مع التقدم العالمي، ولكن الأهم من ذلك أننا نريد التركيز على نقل التكنولوجيا كما وعلى نقل المعرفة إلى القوى العاملة وتدريب الجيل الجديد في قطاعات العمل وفي الجامعات ومختلف المؤسسات".

وأشارت الرئيسة التنفيذية للشركة المنظمة للمؤتمر أن "ذلك كله مهم جداً للنظام البيئي لهذا القطاع، للتقارب أو التعلم وفهم التقنيات الجديدة التي تتغير في مثل هذا الفضاء الهائل وخاصة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وكذلك مهم للتأكد من أن الشركات الصغيرة والمتوسطة والقوى العاملة سوف تتحرك في نفس الوقت وبسرعة جيدة أيضاً".

وعبرت تريكسي لوه ميرماند عن تقديرها للشراكة مع "مدن"، قائلة: "مدن هي الوصي على الخطة الصناعية الوطنية ولديها طموحات كبيرة لدعوة المستثمرين من العالم وأيضاً بالطبع لتمكين رواد الأعمال المحليين، وللتركيز بشكل كبير على توطين المحتوى السعودي"، وأضافت: "أعتقد أن الشراكة بين "كون" المنظم الدولي للأحداث التكنولوجية و"مدن" سيكون رأس الحربة للتحول الضخم في التصنيع، وهذا سيخلق تأثيراً قوياً في ربط الناس والتكنولوجيا معاً لإنشاء مقر للتصنيع العالمي الكبير هنا في السعودية".
ميرماند المعروفة ببصماتها المميزة في مجال ريادة الأعمال وجهت من خلال سيدتي بعض النصائح لرواد الأعمال في هذا القطاع قائلة: "أعتقد أنه من المهم جداً وضع معايير لفهم ومواكبة ما يفعله بقية العالم والقدرة على المشاركة في خلق حلول جديدة وإيجاد نماذج جديدة للتعاون وبالطبع الاستمرار في التعلم والتطور والتدريب لأن التكنولوجيا تتطور، ولا يمكن القيام بذلك بمعزل عن الآخرين"، وختمت بالقول: "هذا ما يجعل خلق الشراكات المتماسكة وتعزيز الإبداع المشترك أمراً بالغ الأهمية".
اقرأوا المزيد عن الحدث هنا: تنظيم معرض المؤتمر العالمي للتصنيع والخدمات اللوجستية المتقدمة في السعودية 2025

وفي سياق النصائح الاحترافية أيضاً، توجه فيليكس واس، الرئيس التنفيذي لشركة DETASAD المشاركة في الحدث، لرواد الأعمال بالقول: "لا تخافوا من الذكاء الاصطناعي".
وأضاف: "كونوا جريئين ولا تخافوا من الذكاء الاصطناعي، واتركوا خدمات البنية التحتية في الخدمات السحابية للخبراء، وركزوا على عروض البيع الفريدة في السعودية، لديكم الموهبة المناسبة، لذا حاولوا أن تكونوا جريئين ومقدامين في السعودية والقطاع".
وأشار واس في حديثه عن تطور قطاعات التقنية والتصنيع في المملكة إلى أن: "هذه القطاعات مثار للاهتمام ليس فقط لتحقيق الطموح الاجتماعي والتكنولوجي للمملكة، ولكنها أيضاً محرك للنمو وهي في طريقها لجعل القطاع الخاص يقود الاقتصاد السعودي"، وأضاف: "نحن فخورون جداً بأن شركتنا والشركة الشقيقة لنا تلعبان دوراً رئيسياً في هذا الجهد. شركتناDETASAD هي مزود محلي للأقمار الصناعية والبنية الأساسية السحابية، وما نقدمه اليوم في WAM مع شركتنا الشقيقة من T Systems هو توائم رقمية متقدمة وحلول صناعية مستضافة على سحابة سعودية تتمتع بالسيدة الكاملة على البيانات، لذا فهي تحقق طموحات DETASAD وتوجهات المملكة العربية السعودية كجزء من برامج رؤية 2030".
وأضاف: "سيتحدث أحد زملائنا في حلقة نقاشية حول مؤشر جاهزية الصناعة الذكية وهو عرض نقدمه للكيانات المحلية للمساعدة في التحول لجعل التصنيع أكثر رقمنة وجاهزية لقطاع جريء اليوم في المملكة العربية السعودية".

هنا نقف قليلاً عند الأهمية التي يمثلها هذا المؤتمر في تعزيز استيعاب التقنية المتقدمة ضمن القطاعات الصناعية الحديثة واستقطاب المستثمرين والشركات الضخمة وتنمية المشاريع المحلية المبتكرة وتعزيز تنافسية المملكة عالمياً.
في هذ السياق قال محمد الحجري، مدير الاتصال الحكومي وتطوير الأعمال في شركة "كون العالمية": "هذا المؤتمر يأتي هذا العام كنسخة تجريبية تمهد للانطلاقة الكبرى إن شاء الله في العام المقبل، وسيتبع بمعرض كبير يقام في واجهة الرياض في الرابع والعشرين من نوفمبر الحالي". وأضاف: "الهدف من إقامة المؤتمر هذه السنة هو أن نربط جميع رواد الصناعة والخدمات اللوجستية في المنطقة ونتعرف إليهم أكثر بشكل شخصي وندمجهم في المنظومة في السنة المقبلة".
وأشار الحجري إلى أن: "الشراكة الاستراتيجية مع مدن مثلت إضافة قوية للمؤتمر هذه السنة، ونحن نسعى لأن نكون طرفاً في توفير فرص جديدة للشباب السعودي، وجذب الاستثمارات والتكنولوجيا الحديثة للمملكة ".

ولتسليط الضوء على المشاريع الشبابية السعودية كان لنا لقاء مع عبد الله السبيعي رئيس مجلس إدارة شركة VEGO GROUP الراعية للمؤتمر ليعرفنا إلى شركته المشاركة في المؤتمر، وقال السبيعي: "نحن أول شركة سعودية متخصصة في الطاقة النظيفة وصناعة الدبابات والسيارات الكهربائية" ، وأضاف: "نتميز بعدد من المنتجات منها الدباب الكهربائي المزود بأنظمة تتبع وحوكمة سائقي الدبابات لقطاع الشركات المشغلة، ومزود أيضاً بصندوق إعلاني فيه ثلاث مزايا وهي وجود شاشات إعلانية والقدرة على حفظ الطعام بداخله، وبنفس الوقت فيه خاصية التبريد".
وأضاف: "مواصفات الدباب أنه يقطع 150 كيلو للشحنة الواحدة وهناك طريقتان للشحن، إما عن طريق تبديل البطارية والتي هي بطارية كبائن الشحن مزودة برمز أو من خلال الشاحن، ولدينا أيضاً منتجات أخرى منها الروبوتات وكذلك السيارات الكهربائية التي سنطلقها إن شاء الله في بداية سنة 2025".

هذا ويذكر أن المؤتمر العالمي للتصنيع والخدمات اللوجستية المتقدمة، يوفر منصة ديناميكية لمناقشة الصناعات، وعرض الابتكارات التكنولوجية التي ستشكل مستقبل التقدم الصناعي، تماشياً مع رؤية السعودية 2030، كما يسلط المؤتمر والمعرض المصاحب له الضوء على أحدث التطورات في قطاعات مثل: الصيدلة، والتكنولوجيا الحيوية، وسلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية، والدفاع، وصناعة الأغذية، والتعدين والمعادن، والسيارات، والبتروكيماويات، والبناء. ويعرض كيفية إعادة تعريف المشهد الصناعي وتمكين المشاركين من الحفاظ على الريادة في السوق العالمية، وسيحظى الحاضرون بفرص مميزة لبناء شراكات جديدة ومعايير جديدة في مختلف القطاعات.
قد تودون أيضاً أن تقرأوا: رواد أعمال بيبان 2024: السعودية من أقوى بيئات ريادة الأعمال في العالم