سيدة الأعمال البحرينية ناهد إسحاق:التوازن بين التصميم والبيئة أمر جوهري

تمثِّل الزهورُ وسيلةَ تعبيرٍ راقيةً لرائدةِ الأعمال البحرينيَّة ناهد إسحاق، تتجاوزُ بتأثيرها الكلمات، كما تعكسُ جوانبَ من شخصيَّتها مثل الإبداعِ، والإحساسِ بالجمالِ والتفاصيل. هي أيضاً حافزٌ لها على الابتكار، وإيجادِ طرقٍ جديدةٍ للتعبيرِ عن المشاعرِ من خلال الطبيعة. من هنا جاء تأسيسها شركةَ Fleurologist، إذ تقدِّم عبرها مفهوماً رائداً لتنسيقِ الأزهار، يعيد تخيُّل الحدودِ بين الطبيعةِ والفن.
كذلك، تملكُ ناهد، التي التقيناها في حوارٍ، رؤى في تخصُّصاتٍ شتَّى، منها الأعمالُ، والفنُّ، والتصميمُ، والهندسةُ المعماريَّة، ما يجعلها إحدى ركائز المشهدِ الفنِّي المعاصرِ في البحرين، وتسهمُ في رفعِ سقفِ الحدود الإبداعيَّة، والقيمِ الجماليَّة.

شركة Fleurologist وليدةُ نزعةٍ شخصيَّةٍ للارتقاء بفنِّ تنسيق الأزهار عبر المزجِ بين التصميمِ الحديث، وجمالِ الطبيعة. كلُّ تنسيقٍ مزيجٌ من الأناقةِ والابتكار، وهذا يعكسُ الرعايةَ والاهتمامَ بالتفاصيل اللذين نطبِّقهما على تصميمِ الأثاثِ في D.Haus، إذ نقومُ بإنشاءِ مساحاتِ معيشةٍ، تلهم الحياةَ اليوميَّة للفرد وتثريها.

في المتجرِ لا نوفِّرُ الزهورَ المميَّزة فقط، بل ونباتاتٍ متنوِّعة أيضاً. هذه النباتاتُ، إضافةً إلى الزهور، تضيفُ لمسةً فريدةً إلى أي مساحةٍ. كذلك نقدِّم الإرشاداتِ الدقيقةَ للعناية بها فكلُّ نوعٍ يتطلَّبُ اهتماماً خاصاً لضمانِ بقائه فترةً أطول، بما في ذلك الحفاظُ على نظافةِ المياه، وقصُّ السيقان بانتظامٍ لتنمو وتُزهر بشكلٍ مثالي.

الزهورُ تمثِّل لي وسيلةَ تعبيرٍ راقيةً، تتجاوزُ الكلمات. هي تعكسُ جوانبَ من شخصيَّتي مثل الإبداعِ، والإحساسِ بالجمال والتفاصيل. تأثيرها علي، يكمنُ في تحفيزي على الابتكارِ، وإيجادِ طرقٍ جديدةٍ للتعبيرِ عن المشاعر من خلال الطبيعة.
بالنسبة إلى الآخرين، تسهم لغةُ الزهورِ في خلقِ تواصلٍ عميقٍ بين الناس، إذ تساعدُ في نقلِ مشاعر الحبِّ، والرومانسيَّة، والبهجةِ بطريقةٍ هادئةٍ ورقيقةٍ. الزهورُ تجمع بين الثقافاتِ المختلفة، وتوحِّدها بلغةٍ، يفهمها الجميع، ما يعزِّزُ من الروابطِ الإنسانيَّة، ويضفي لمسةً من الدفءِ والتفاؤلِ على الحياة اليوميَّة.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

تلعبُ الطبيعةُ عامَّةً، والزهورُ بشكلٍ خاصٍّ دوراً أساسياً في حياتنا، لأنها تمثِّل ارتباطاً أصيلاً بين الإنسانِ، والبيئةِ المحيطة. الطبيعةُ، بما فيها الزهور، توفِّرُ لنا شعوراً بالسلامِ والهدوء، ما يساعدُ في التخفيفِ من الضغوطِ اليوميَّة، وإعادةِ التوازن النفسي. كذلك تعكس الزهورُ جمالَ الحياةِ، وتجدُّدها المستمر، ما يلهمنا الأملَ والتفاؤل، لذا هي ليست مجرَّد عناصرَ جماليَّةٍ تزيينيَّةٍ. هي وسيلةٌ للتعبيرِ عن المشاعرِ والأفكار التي قد يعسرُ التعبيرُ عنها بالكلمات، كما أن تأثيرها الإيجابي في المزاجِ، والصحَّة النفسيَّة، يجعلها جزءاً لا يتجزَّأ من حياتنا اليوميَّة حيث تمنحنا شعوراً بالسعادةِ والاتِّصال بالطبيعة، وتُجدِّد إحساسنا بالحياة.

تلعب الأزهارُ دوراً أساسياً في الارتقاءِ بالتصميمِ الداخلي. يمكن للتنسيقِ الجيِّد للأزهارِ أن يبعثَ الحياةَ والطاقةَ في أي مساحةٍ، تماماً مثل قطعةِ الأثاثِ المختارة بعنايةٍ. أنصحُ دوماً بالموازنةِ بين اللونِ والحجم سواءً كان ذلك في قطعةٍ مركزيَّةٍ من الأزهار، أو قطعةٍ مميَّزةٍ في الغرفة من أجل خلقِ تناغمٍ في التصميم.

المنافسةُ في تصميمِ الأزهار، تتزايدُ مع تزايدِ اهتمامِ روَّاد الأعمالِ بهذا القطاع، لكنْ ما نقدِّمه ليس مجرَّد زهورٍ. إنها تجربةٌ فنيَّةٌ مميَّزةٌ، تزاوجُ بين الإبداعِ والطبيعة، وتصاميمُ فريدةٌ، تحمل بصمتنا الخاصَّةَ التي لا يمكن أن تُقارَن بالمنافسين. الإقبالُ المتزايدُ على هذا النوعِ من المشروعات، يؤكِّد أهميَّة الزهورِ بوصفها وسيلةً للتعبيرِ عن الجمال والمشاعر، لكنَّ التميُّز الحقيقي، يأتي من تقديمِ رؤيةٍ مختلفةٍ، وخدمةٍ استثنائيَّةٍ، وهو ما نحرصُ على تحقيقه دائماً.

فلسفتي في التصميم، تعتمدُ على المزجِ بين الأناقةِ العصريَّة، والوظيفيَّة، مع التركيزِ على التفاصيلِ التي تضيفُ لمسةً فريدةً لكلِّ قطعةٍ. أمَّا ما يميِّزُ تصاميمي، فهو القدرةُ على تحويلِ الأفكار إلى واقعٍ مادي، يجمع بين الجمالِ والراحة، مع الحفاظِ على هويَّةٍ تصميميَّةٍ مبتكرةٍ، تعكس الذوقَ الرفيع، والفخامة. نحن نمزجُ بين التصاميمِ الحديثةِ والعمليَّة، والموادِّ الخالدة مثل الخشبِ، والمعادنِ، والرخام، ونلتزمُ بالاستدامة فكلُّ قطعةٍ مصنوعةٌ من موادَّ صديقةٍ للبيئة، ومصمَّمةٌ لتدوم، ما يضمن استثمار عملائنا في قطعٍ، ترتقي بمساحاتِ معيشتهم لأعوامٍ عدة.

أستوحي أعمالي من مزيجٍ من الطبيعةِ، والفنِّ، والهندسةِ المعماريَّة، إلى جانبِ تراثي الثقافي، وأهدفُ إلى التقاطِ جوهرِ الجمال والوظيفة في كلِّ مشروعٍ. أمَّا عن تحقيقِ التوازنِ بين الإبداعِ والنجاح التجاري، فهذا يتعلَّقُ بالحفاظِ على الجودة، مع تلبيةِ احتياجاتِ السوق. في D.Haus، على سبيلِ المثال، نركِّزُ على إنشاءِ تصاميمَ فاخرةٍ ومستدامةٍ، تتناسبُ مع أنماطِ الحياةِ الحديثة، وضمانِ الربحيَّة في الوقتِ نفسه من خلال الإنتاجِ المدروس، واستراتيجياتِ الأعمالِ الذكيَّة.

الاستدامةُ جوهرُ كلِّ ما نقوم به. نحن نختارُ بعنايةٍ موادَّ صديقةً للبيئة مثل الخشبِ من مصادرَ مسؤولةٍ، إضافةً إلى المعادنِ المعادِ تدويرها، ما يضمن أن يكون أثاثنا فاخراً، وصديقاً للبيئة أيضاً. من الضروري تحقيقُ التوازنِ بين التصميمِ والمسؤوليَّة البيئيَّة من خلال الابتكارِ في الممارساتِ المستدامة، وتقليلِ النفايات، والتركيزِ على المتانة حتى تتمكَّن منتجاتنا من الخدمةِ لأجيالٍ عدة.

تتمتَّع السعوديَّة بوضعٍ استثماري ديناميكي، لا سيما في قطاعَي التصميمِ والرفاهيَّة، ومع الالتزامِ بـ "رؤية 2030"، تتوافرُ فرصُ النموِّ في التصميمِ، والجماليَّات الداخليَّة، والرفاهيَّة المستدامة. لقد شكَّل افتتاحُ فروعٍ لشركةِ D.Haus في السعوديَّة، اثنان في الرياض وواحدٌ في جدة، خطوةً مثيرةً، وقد شهدنا اهتماماً كبيراً من العملاءِ الذين يتوقون إلى مزجِ التصميمِ الحديث مع التراثِ الثقافي في منازلهم وشركاتهم.

حقَّقت النساءُ على مستوى العالم عامَّةً، وفي البحرين بشكلٍ خاصٍّ خطواتٍ مذهلةً في ريادةِ الأعمالِ والتصميمِ والقيادة، مع ذلك، لا تزالُ أمامهن تحدِّياتٌ كثيرةٌ مثل الحصولِ على رأسِ المال، والتوقُّعاتِ المجتمعيَّة، واقتحامِ الصناعات التي يهيمن عليها الرجال. من خلال منصَّة المرأةِ البحرينيَّة المبدعة، شهدتُ عن كثبٍ مرونةَ النساء، وإبداعهن في مختلفِ القطاعات، وهدفنا تزويدهن بالدعمِ، والمواردِ التي يحتجن إليها للتغلُّبِ على هذه العوائق، وتعزيز مجموعةٍ من النساءِ المبدعات، والمؤثِّرات اللاتي يمكنهن إحداثُ تغييرٍ إيجابي في محيطهن.

كان أحدُ أهمِّ إنجازاتنا تأثيراً إطلاقُ مبادراتٍ، قدَّمت برامجَ الإرشادِ والتثقيفِ المالي لرائداتِ الأعمال الطموحات. لقد عملنا بجدٍّ مع المؤسَّسات لضمانِ حصولِ هؤلاء النساء على التمويلِ، والمعرفةِ اللازمة لتنميةِ أعمالهن الأمرُ الذي شكَّل محرِّكاً رئيساً في تعزيزِ بيئةِ أعمالٍ أكثر شمولاً في البحرين.

شرفٌ عظيمٌ حصولي عليها. لم يُثمِّن ذلك عملي فحسب، بل وجهودَ فريقي بأكمله أيضاً. لقد فتح هذا الاعترافُ الأبوابَ أمام مزيدٍ من التعاونِ العالمي، وسلَّط الضوءَ بشكلٍ أكبر على أهميَّة الجمع بين الابتكارِ، والاستدامةِ، وريادةِ الأعمال. هذه الجائزةُ، لم تعزِّز التزامي تجاه أعمالي فقط، بل وتجاه عائلتي أيضاً.

يُعَدُّ هذا الترشيحُ بمنزلةِ شهادةٍ على الدعمِ والتشجيعِ المذهلَين اللذين تلقَّيتهما من فريقي ومجتمعي. إنه يحفِّزني على مواصلةِ رفع سقفِ الحدود في التصميمِ، والاستدامةِ، وريادةِ الأعمال. آملُ أن يسلِّط هذا الترشيحُ الضوءَ على إسهاماتِ المرأةِ في منطقةِ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأن يلهم الجيلَ القادمَ من القائداتِ ورائداتِ الأعمال.

عبر تشجيعهن على الابتكارِ، ومتابعةِ شغفهن. أؤمنُ بأن المثابرةَ، والإبداعَ، هما مفتاحُ النجاح، وأتمنَّى أن أكون قدوةً لهن في تجاوزِ التحدِّيات، وتحقيقِ التميُّز في مجالاتهن، مع تعزيزِ ثقافةِ الثقة بالنفسِ والتفرُّد في كلِّ ما يقمن به.

كُلِّي فخرٌ بالتأثيرِ الذي أحدثته من خلال مشروعاتي، والطريقةِ التي تمكَّنا بها من دمجِ الاستدامةِ مع الرفاهيَّة. هذه الطريقةُ، عكست قيمي، وتردَّد صداها أيضاً عند العملاءِ في جميعِ أنحاء العالم، وهذا أمرٌ مُرضٍ للغاية، إضافةً إلى دعمِ النساء عبر الإرشاد، ودوري في منصَّة المرأةِ البحرينيَّة المبدعة.

الخروجُ من منطقةِ الراحة، يتطلَّبُ التحدِّي الذاتي، والالتزامَ بخوضِ تجاربَ جديدةٍ، ومواجهةَ المخاوف. المفتاحُ هو البدءُ بخطواتٍ صغيرةٍ، ثم التوسُّع تدريجياً في مواجهةِ التحدِّيات، وتطويرُ عقليَّةٍ مرنةٍ، والقدرةُ على التكيُّف مع التغيير. أمَّا التوفيقُ بين العملِ والحياةِ الاجتماعيَّة، فيتطلَّبُ تحديدَ أولوياتٍ واضحةٍ، وتخصيصَ وقتٍ لكلِّ جانبٍ من الحياة. من المهمِّ وضعُ حدودٍ صحيَّةٍ، والتأكُّد من تخصيصِ وقتٍ للجوانب الشخصيَّة والاجتماعيَّة، ما يسهم في الحفاظِ على التوازن، وتحقيقِ النجاح المهني والشخصي معاً.

أخطِّطُ لتوسيعِ نطاق D.Haus في مزيدٍ من الأسواق لمواصلةِ مهمَّتنا المتمثِّلة في توفيرِ أثاثٍ فاخرٍ ومستدامٍ للمنازلِ والشركات في كلِّ أنحاءِ المنطقة. أيضاً أسعى إلى تنميةِ Fleurologist، ومواصلةِ تطويرِ دورها في مزج فنِّ تنسيقِ الزهور مع التصميمِ الداخلي. كذلك ستبقى بوصلتي متَّجهةً إلى الاستدامةِ، وتمكينِ مزيدٍ من النساء في مجالَي التصميم وريادة الأعمال من خلال الإرشادِ والتعاون.
اقرأ المزيد : الفارسة المغربيَّة نور السلاوي: الخيل يتهادى على نبضات القلب