”سلطنة عمان تنقذ الحوثيين من حافة الهاوية: تفاصيل وساطة خلف الكواليس”

خلال الأيام القليلة الماضية، تمكنت سلطنة عمان من إنقاذ مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني من ورطة كبيرة، حيث كانت الجماعة عاجزة عن تنفيذ وعودها، مما وضعها في موقف حرج. السلطنة، التي تدعم المليشيات الحوثية في صنعاء على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري، لعبت دوراً محورياً في هذا التدخل الأخير.

دعم عمان المستمر للحوثيين

تعد سلطنة عمان داعماً رئيسياً للمليشيات الحوثية منذ سنوات، حيث تحتضن الوفد المفاوض بإسم الجماعة منذ 2016م، وتقدم لهم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري.

في هذا السياق، أوضح الخبير العسكري العميد محمد عبدالله الكميم أن عمان، من خلال وساطتها الأخيرة، أنقذت مليشيا الحوثي من المهلة التي أعلنها وحددها بثلاثة أيام، والتي تورطت فيها بسبب عدم قدرتها على تنفيذ تهديدها.

تفاصيل الوساطة العمانية

أوضح العميد الكميم أن سلطنة عمان تدخلت لإنقاذ مليشيا الحوثي من خلال التوسط لدى الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، للسماح بنقل بقية الحجاج العالقين في السعودية عبر طائرات اليمنية، مقابل السماح بعودة طائرات اليمنية المختطفة إلى العاصمة عدن.

وأكد الكميم أن هذا التدخل العماني مكن الحوثي من الخروج من الموقف بماء الوجه، حيث نجحت الوساطة الأولى في إنقاذ الحوثي من ورطة مهلة الثلاثة أيام، وهو ما اعتبره الموالون لمليشيا الحوثي نصراً.

عجز عمان عن تنفيذ بعض الشروط

رغم النجاح النسبي للوساطة، لفت الكميم إلى أن سلطنة عمان عجزت عن إرغام مليشيا الحوثي على تنفيذ الشق الخاص بها، وهو إنهاء احتجاز الطائرات الأربع وإطلاقها من مطار صنعاء الدولي إلى مطار عدن الدولي.

وأكد أن عمان في كل مرة تتدخل لإنقاذ مليشيا الحوثي وتنفذ وساطتها عندما تكون في صالح الجماعة، لكنها تفشل عندما يكون الأمر لصالح الحكومة الشرعية.

دلالات التدخلات العمانية

استشهد العميد الكميم بما حدث في مفاوضات مسقط الأخيرة لتبادل الأسرى، مشيراً إلى أن العمانيين عجزوا عن إجبار مليشيا الحوثي على الكشف عن مصير السياسي محمد قحطان.

وفي ختام منشوره في موقع "إكس"، استذكر الكميم وساطات عمان وقطر السابقة، والوساطات الأممية، بما في ذلك اتفاق استوكهولم والهدنة الأممية الأخيرة التي أعلنتها الأمم المتحدة أواخر عهد الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.

من الواضح أن سلطنة عمان تواصل لعب دور بارز في الساحة اليمنية من خلال تدخلاتها السياسية والعسكرية، لكن هذه التدخلات تثير العديد من التساؤلات حول مدى تأثيرها على الأطراف المختلفة والصراع الدائر في اليمن.