بلغاريا تنفي علاقتها بتفجيرات لبنان ومورد “البيجر” مختفٍ بالنرويج

كريتر نت – متابعات

بعد نفي تايوان والمجر واليابان علاقتها بتفجيرات لبنان، نفت السلطات البلغارية، الجمعة، علاقة بلادها بتفجيرات “البيجر” التي وقعت في لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، والتي أدت إلى مقتل 37 قتيلا وآلاف الجرحى من عناصر “حزب الله” والمدنيين.

في الأثناء كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن خبيرا تكنولوجيا نرويجيا، يدعى، رينسون يوسي، ساعد إسرائيل عن غير قصد في الحصول على أجهزة الاستدعاء المستخدمة لشن هجوم على عناصر “حزب الله”، منوّهة إلى أن الخبير قد اختفى في يوم الانفجارات ولم يسمع عنه أحد منذ ذلك الحين.

وطبقا لمعلومات الصحيفة البريطانية، غادر يوسي في يوم الثلاثاء، 17 أيلول/سبتمبر، شقته في إحدى ضواحي أوسلو وتوجه في رحلة عمل مخطط لها. ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن إدارة المجموعة الإعلامية النرويجية “NHST”، صاحبة عمله الرئيسية من الاتصال به.

مورد أجهزة “البيجر” مفقود

وأشارت إلى أنه في اليوم التالي أبلغ ممثلي “NHST” جهاز أمن الشرطة النرويجية، فيما أعلنت شرطة مقاطعة أوسلو يوم أمس الخميس، أنها بدأت تحقيقا أوليا في موضوع اختفاء يوسي.

وحسب صحيفة “ديلي ميل” فإن النرويجي رينسون يوسي (39 عاما) ولد في الهند، وهو مدرج على أنه مالك شركة وهمية بلغارية “Norta Global Ltd”، يقال إنها دفعت للوسيطة كريستيانا أركيدياكونو-بارسوني، 1.3 مليون جنيه إسترليني كجزء من صفقة معقدة دبرها “الموساد” الإسرائيلي للحصول على أجهزة الاستدعاء “البيجر”.

وتقول الصحيفة البريطانية إنه لا يوجد سبب حتى الآن، للاعتقاد بأن يوسي كان على علم بأي عمليات لزرع متفجرات في أجهزة الاستدعاء.

وأشارت “ديلي ميل” إلى أنه في عام 2016، أسس يوسي شركة NortaLink، وهي شركة توصف بأنها “شركة مبتكرة في مجال الاستشارات والاستعانة بمصادر خارجية والتوظيف وخدمات التكنولوجيا”.

وتحدث موقع “Telex” الهنغاري، بدوره عن احتمالية قيام الشركة البلغارية “Norta Global Ltd” بشراء أجهزة “البيجر”، التي انفجرت في لبنان، من شركة “Gold Apollo” التايوانية.

وأوضحت أن شركة “BAC Consulting” المسجلة في بودابست، عملت فقط كوسيط وأبرمت اتفاقية مع شركة تايوانية، فيما مارست شركة بلغارية من صوفيا بشكل مباشر عملية شراء أجهزة الاستدعاء.

ولفت الموقع إلى أن الشركة البلغارية، التي “قامت بترتيب تسليم وبيع” أجهزة الاستدعاء لعناصر “حزب الله” اللبنانية، تأسست في عام 2022، وهي مملوكة لمواطن نرويجي.

بلغاريا تتبرأ من أجهزة “البيجر”

في المقابل، قال جهاز الأمن البلغاري إنه لم يتم استيراد أو تصدير أو تصنيع أي أجهزة “بيجر” في بلغاريا من تلك التي استخدمت في هجوم لبنان.

وقالت السلطات البلغارية، الخميس، إن وزارة الداخلية وأجهزة الأمن فتحت تحقيقا في احتمال وجود صلة لإحدى الشركات ببيع أجهزة “البيجر” للحزب اللبناني، والتي انفجرت هذا الأسبوع في هجوم متزامن.

وقالت وكالة الأمن القومي البلغارية في بيان، الخميس، “تجري عمليات تدقيق مع سلطات الضرائب ووزارة الداخلية لتحديد الدور المحتمل لشركة مسجلة في بلغاريا في توريد معدات اتصالات لحزب الله”، وفق ما نقلته “الحرة“.

في المقابل استبعدت أن تكون الأجهزة دخلت بشكل قانوني إلى “الاتحاد الأوروبي” عبر بلغاريا لأن الوكلاء “لم يسجلوا أي رقابة جمركية على البضائع المذكورة”.

التايوان والمجر ينفيان

في ضوء ذلك، استجوب ممثلو الادعاء في تايوان في وقت متأخر من مساء الخميس رئيس ومؤسس شركة أجهزة الاتصالات اللاسلكية “البيجر” المرتبطة بتفجير آلاف من تلك الأجهزة في هجوم استهدف عناصر “حزب الله” في لبنان، ثم أطلق سراحه في وقت لاحق.

وقال رئيس شركة “غولد أبولو” ومؤسسها شو تشينج كوانج، ومقرها تايوان، إن الشركة لم تصنع الأجهزة المستخدمة في الهجوم بل صنعتها شركة (BAC) “بي.إيه.سي”، ومقرها بودابست، والتي لديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية.

وأظهرت صور لأجهزة الاتصال المدمرة حللتها وكالة “رويترز” تصميما وملصقات على ظهرها تتطابق مع الأجهزة التي تصنعها “غولد أبوللو”.

وأحجم شو عن الرد على أسئلة الصحفيين أثناء مغادرته أحد مكاتب الادعاء العام في تايبيه في وقت متأخر أمس الخميس. فيما قال مكتب المدعي العام لمنطقة شيلين في تايبيه “طلبنا من مكتب التحقيق مواصلة الجلسة أمس (الخميس) للاستماع لإفادة شخصين مرتبطين بشركتين تايوانيتين” من دون ذكر اسميهما.

من جانبه، قال ناطق باسم الحكومة المجرية إن “شركة BAC وسيط تجاري ولا تملك موقع إنتاج أو تشغيل في المجر”.

وشاهد صحفي من “وكالة فرانس برس”، الخميس، هسو يدخل مقر المحققين بصحبة امرأة. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن المرأة ممثلة لشركة “أبولو سيستمز” التي تتخذ في تايبيه مقرا والمرتبطة بشركة BAC.

وقالت النيابة العامة التايوانية، الجمعة، إنها تأخذ القضية “على محمل الجد” وأضافت “سنوضح الحقائق في أقرب وقت ممكن، خصوصا في ما يتعلق بتورط الشركات التايوانية من عدمه”.

وأشارت إلى أن الشاهدين سُمح لهما بمغادرة موقع التحقيق بعد استجوابهما. وقد، أكد رئيس الوزراء، تشو جونغ-تاي، الجمعة، أن “الشركة وتايوان لم تصدرا أجهزة بيجر مباشرة إلى لبنان”.

اليابان تنفي أيضا

أما بخصوص أجهزة اللاسلكي التي انفجرت، الأربعاء، قالت شركة “آيكوم” اليابانية، الخميس، إنها أوقفت قبل حوالى عشر سنوات، تصنيع طراز أجهزة اللاسلكي التي انفجرت في لبنان.

وأوضحت الشركة في بيان، وفق ما نقلته “الحرة”، أن طراز “آي سي-في82 هو جهاز لاسلكي محمول كان يُنتج ويُصدر إلى مناطق منها الشرق الأوسط من 2004 إلى 2014. وقد أوقف إنتاجه قبل عشر سنوات تقريبا. ومنذ ذلك الحين لم يتم شحنه من جانب شركتنا”.

وأضافت “إنتاج البطاريات الضرورية لتشغيل الوحدة الرئيسية توقف أيضا. ولم يُحدد وجود الدمغة المجسمة المستخدمة لتمييزها عن تلك المزورة لذا لا يمكن الجزم إن كان المنتج شُحن من جانبنا”.

وتابعت أن المنتجات الموجهة إلى الأسواق الخارجية تباع حصرا من جانب موزعين معتمدين وأن برنامجها للتصدير يستند إلى الضوابط الأمنية والتجارية في اليابان.

وأضافت بأن “كل أجهزتنا اللاسلكية تصنع في فرعنا للإنتاج واكاياما آيكوم إنكوربورترايد في منطقة واكاياما في ظل نظام إدارة صارم… لذا لا تستخدم في المنتج أي قطع أخرى غير تلك المحددة من جانب شركتنا”، وأن “كل أجهزتنا اللاسلكية تنتج في المصنع نفسه ولا نصنعها في الخارج”.