وكيل محافظة تعز يبايع عبدالملك الحوثي من قلب المدينة المحررة اخبار_اليمن

كتب أدونيس الدخيني:

أكل عارف جامل من كل الموائد. تنقل من موقف إلى موقف، ولم يكن يرى ذلك مشكلة، سار إلى جوار المصلحة، واستخدم المؤتمر كطريق لمكافحة البطالة في صفوف اسرته، فوزع أفرادها على المكاتب التنفيذية في المحافظة على حصة المؤتمر.

مئات الكوادر المؤتمرية والكفؤة لم تجد منصباً واحداً، بعد أن باتت حصة الحزب حصراً على آل جامل. واستخدم المؤتمر من أجل ذلك فقط.

نهب إيرادات العديد من المؤسسات الحكومية، واقتحم بلاطجته مؤسسات أخرى يطالبون بدفع الخوة. عبث، وراكم الثروة، وكان أحد رعاه الفوضى الكبار.  

من يتذكر, الموظف الذي نُشر له مقطع فيديو هنا وهو يذرف الدموع بعد أن تعرض للضرب والإهانة من قبل بلطجي وصل يطالب بمبلغ مالي تنفيذاً لتوجيه جامل، وعندما رفض تعرض للضرب. تصرف جامل مراراً كأن المؤسسات الحكومية ملك جده يصرف من إيراداتها لمن يشاء.

أمس بايع جامل ضمنياً الأجير عبدالملك الحوثي. أشاد بموقفه مما اسماه الدفاع عن فلسطين. تحدث بهذه الحماسة وهو يتبوء منصب حكومي. هذا الموقف لا يمكن اعتباره اعتباطياً أو ناجم عن غباء مترسخ في ذهن جامل.

قال إنه يجتمع مع الأجير الحوثي في القضية الفلسطينية. للحوثي تعريف خاص بالقضية الفلسطينية وجامل يوافقه على هذا. يستخدم الحوثي القضية الفلسطينية كمحاولة لتحسين صورته المشوهة والتغلغل في صفوف المجتمع بتقديم نفسه بطلاً.

كم عدد الإسرائيليين الذين قتلهم الحوثي؟ وكم عدد الامريكيين؟ والبريطانيين ايضا ياجامل.

في الوقت الذي كانت منظمة هيومن رايتس ووتش تقارن بين حصار الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وحصار ميليشيات الحوثي الإرهابية على مدينة تعز، كان وكيل المحافظة ذاتها عارف جامل، يشيد بمن ينفذ الإرهاب على مدينته ويحاصرها تحت عنوان وقوفه إلى جوار القضية الفلسطينية.

تعيش تعز المعاناة ذاتها الذي يعيشه قطاع غزة. قالت هيومن رايتس، وطالبت برفع الحصار على المدينتين. وذاك هو الموقف الطبيعي.

الإرهابي في اليمن لا يمكن أن يكن إنساني في من أجل فلسطين. هو كما باقي الجماعات الدينية يستخدم القضية الفلسطينية كورقة يرسخ بها وجوده في اليمن، ويحاول تكوين حاضنة شعبية له.

كان على السلطة في تعز أن تحشد جهودها لتذكر العالم بإرهاب ميليشيا الحوثي على تعز. لم ترق هذه المهمة لوكلاؤها العشرة تقريباً، وبادر واحد منهم والحديث هنا عن عارف جامل، يشيد بموقف ميليشيا الحوثي ويدعو إلى تأجيل المعركة معها.

الدم الذي سفكه الأجير عبدالملك الحوثي وميليشياته في تعز ليس أرخص من الدم الذي يسفكه الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

الآلاف من المدنيين سقطوا بقصف وألغام قنص ميليشيا الحوثي في ريف ومدينة تعز، وضعفهم قضوا وهم يخضون أقدس المعارك في خطوط التماس، ويدافعون عن ثوابت بلادهم الوطنية.

في تعز قضى تقريبا ذات العدد الذي قتله الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. هذا في محافظة واحدة، فما الفرق اذا بين الاحتلال الإسرائيلي وميليشيا الحوثي؟

كلاهما يهدم المنازل على رؤوس ساكنيها، ويقنص الابرياء، ويحاصر المدن، ويزرع الألغام، ويفجر المنازل، ويحول كل منطقة يصل إليها إلى دمار ومأساة كبيرة.

ولم يوافق عارف جامل في موقفة زعيم ميليشيا الحوثي. هو كما الرحبي والبحسني والحزمي وانيس منصور وجد القضية فلسطينية مبرراً لمبايعة الأجير عبدالملك الحوثي.