اخبار اليمن ردي على ماكتبه صديقي الدكتور مصطفى محمود عن قضية الدكتور عادل الشجاع!

تحياتي الوطنية لك!

لقد طرقت موضوعاً حساسا جدا، بل إنه شديد الحساسية لأن يمثل الشعرة الفاصلة بين الوطنية والهوى الشخصي، بين الوطنية والدعاية المغرضة، بين الوطنية والمناكفات الحزبية، بين الوطنية وبين الدجل والكذب بدعوى الوطنية.

ولا أدري من أين أبدأ ، لأن الموضوع الذي طرحته يادكتور مصطفى مثير وشيق وهام جداً جدا.. ومثير للشفقة في نفس الوقت.
يثير الشفقة نحو كل أولئك المتدثرين برداء الوطنية أو ببردة المصداقية والشفافية والحقيقة، أو أولئك الخونة والعملاء والمرتزقة من الكتاب وأصحاب الأقلام المأجورة والأبواق مكسورة الناموس.

يادكتور مصطفى! أوافقك القول بأن الكثيرين من الذي كتب في قضية الدكتور عادل الشجاع هم ممن ذكرت أنت وذكرت أنا، ولكن لاحظ أني قلت أن الكثيرين منهم وليسوا جميعهم.
وإنطلاقا من هنا أقول أنك بمنشورك هذا اتهمت الجميع، الصالح والطالح، الوطني الغيور والبوق والقلم المرتزق المأفون على السواء.

فهل معنى كلامك هذا أن كل من كتب في هذه القضية أو تكلم، وهاجم الحكومة بمعين مخبازتها، والرئاسة بدكتورها العليمي أصبح بوقاً وقلماً مأجوراً، أو أنه مغرض ذو مطامع شخصية أو حزبية.. أو أنه صار لايفقه ولايفهم في أمور السياسة والوطنية شيئا؟

لا ياعزيزي الدكتور مصطفى محمود.. لا ومليون لا!
إن من الوطنية الحرص على الصف، وفي نفس الوقت انتقاد ومهاجمة هذا الصف الجمهوري حين يفلس، أو يخطئ ، أو يتمادى في الخيانة للشعب والانبطاح للدول الراعية.
إن من السياسة انتقاد ومهاجمة الشرعية حين تخرج عن الخط الوطني، وتسفف في تمزيق الوطن وبيعه قطعة قطعة بالجملة والمفرق.

قضية الدكتور عادل الشجاع قضية رأي عام، وهي قضية وطنية وإنسانية مائة بالمائة.
المتهم فيها معين مخبازة رئيس سمسرة الوزراء على حد قول النيابة المصرية بأنه هو من رفع الدعوة ضد الدكتور عادل.

الرئاسة ممثلة برئيسها لم تقدم في الموضوع شيئا، وكادوا أن ينجحوا في ترحيله من مصر إلى المقصلة في  ساحات مليشيات الإمارات في عدن، لولا الهبة الجماهيرية والإعلامية والحقوقية اليمنية والعربية.

فعن ماذا تتحدث يادكتور؟
عن أي دور قدمته الرئاسة في القضية الفضيحة هذه؟
بل أنهم هرعوا لإلقاء اللوم على السلطات المصرية بأنها هي صاحبة الدعوى ، وأنها مسألة مصرية.

يالحبيب د مصطفى!
إن مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء هم هم المتهمون وأصحاب الوزر في هذه الفضيحة المنكرة وبالخصوص معين مخبازة.. وقد كان هذا مطلب السعودية والإمارات لإسكات صوت الدكتور عادل الشجاع، وما هم سوى أدوات لتنفيذ الأوامر، كما ينفذ الحوثيون أوامر طهران.

عزيزي الدكتور مصطفى!
منشورك دليل على حزبيتك حتى النخاع، وهو إدانة كاملة لك بأنك غير منصف ومتحيز  وساكر حتى الثمالة في الدفاع عن الشرعية الهزيلة المائعة المتاجرة بالوطن.

كلامي هذا لا يعني إطلاقا أني أقف في صف الأعداء حين أهاجم الشرعية الهشة، وإنما يعني أن حسي الوطني لا يزال حياً، وقلبي اليمني لا يزال ينبض بحب الوطن ولم يمت.

نقول الحق ولو على أنفسنا.. شرعيتنا خائنة كما أن الحوثيين خونة سواء بسواء، لا فرق بينهم، اللهم إلا أن الشرعية ليست متشيعة لطهران الرافضية الكافرة، وإنما منبطحة للسعودية والإمارات.

كن بخير ياصديقي.. وهارد لك في جولة أخرى.

خالص التحية لك