• دليل المواقع

  • اخبار محلية

    شروط المنقذ الوطني الذي ينتظره الشعب اليمني


    838 قراءه

    2024-04-02 15:46:55
    81

    هناك شروط لكل من سيقدم نفسه على أنه المنقذ للوطن اليمني من حالة التشظي والصراعات ومتاهة الجوع والأوجاع التي تردى فيها، فليس كل من زعم لنفسه أنه وطني ويعمل من أجل الوطن سيتوجب على الناس تصديقه، سواء كان فردا أو حزبا أو جماعة.

    وبالتالي فهذه الشروط يمكن أن تكون بمثابة الفلتر الذي يحدد من يعمل من أجل الوطن صادقا مخلصا، ومن يتخذ الوطن مجرد مادة للمزايدة لتحقيق مصالحه الأنانية والضية، بغض النظر عن الجهة التي سيأتي منها هذا أو ذاك.

    ويمكن للقارئ المتابع والحصيف المتنزه عن الأغراض غير الوطنية أن يضيف عليها، فالقائمة يمكن أن تطول إذا تعمقنا في التفاصيل وتعددت الزوايا التي ينظر من خلالها كل واحد منا، ولا نزعم لأنفسنا هنا الإلمام بكل تفاصيل هذا الأمر أو الإمساك بكل تلابيبه فنحن نقدم عناويناً عريضة من أجل إطلاق عنان التفكر والمبادرة لدى الجميع.

    وهذه الشروط يمكن إيجازها على النحو التالي:

    أولا: أن لا يكون عنصريا في مواقفه أو يتعصب لأفراد أو لفئة ويزعم لها حقوقا فوق الحقوق التي يتمتع بها بقية أبناء الشعب، سواء انطلق في ذلك من معيار جهوي أو مناطقي أو سلالي أو قبلي أو أسري أو مذهبي أو إيديولوجي...الخ.

    ثانيا: أن يكون عادلا محقا للحق دون محاباة لأحد أو استنقاص لغيره، بحيث تكون خدمة المواطنين بكل فئاتهم ومكوناتهم هدفه الأسمى، ويعمل مخلصا على استرجاع ما تم مصادرته من حقوق أو التهاون في صرفه لهم، وفي مقدمة ذلك المرتبات، وكذلك رفع كل المظلوميات التي لحقت بهم في أملاكهم سواء بسبب الحرب أو بسبب أعمال الفيد والنهب والفساد، وتبني كل ماله علاقة بتحقيق حياة حرة وكريمة لهم.

    ثالثا: أن يكون مؤمنا إيمانا مطلقا بأن الوطن اليمني هو ملك لكل أبنائه، وأن لا نجاة للوطن إلا بشراكة وطنية تضمن حقوق كل مكوناته على قاعدة المواطنة المتساوية، وأن كل من سيتوهم أن بمقدوره تنفيذ مشروعه خارج ذلك الإطار لن يكون إلا مغردا خارج السرب وسيكون مصيره إلى زوال طال الزمن أو قصر.

    رابعا: أن لا يحتكر الحقيقة ويحصرها في رؤاه الخاصة ويصبغ عليها نوع من القداسة ويعتبرها الطريق الوحيد صوب الخلاص، فالحياة وجهة نظر وعلى الجميع طرح رؤاهم في ذلك السياق، فما تراه أنت الحقيقة والصواب من حق غيرك أن لا يراه كذلك، والعكس صحيح أيضا.

    خامسا: أن ينطلق من مبدأ قوة الحق وليس من حق القوة، ويكون مؤمنا بأن الطرق السلمية والديمقراطية والدستورية هي الطريق الأنسب للحكم، وليس بتراكم مصادر القوة والتسلح لديه أو بإرهابه لمخالفيه والبطش بهم أو بالاستحواذ على مقدرات الوطن.

    سادسا: أن لا تتناقض أفعاله مع أقواله، فتجده فيما يقول وكأنه ملاك هبط من السماء، بينما عندما تنظر لأفعاله تجده يفوق إبليس في شيطنته وسوئه وجرائمه وعبثه وفساده.

    سابعا: أن يحترم دستور الدولة وقوانينها ومؤسساتها، وأن يحترم الأملاك العامة والخاصة ولا يتعدى عليها في ظل مبررات يسوغها لنفسه، ولا يقدم نفسه بصفته دولة داخل الدولة أو يجعل من خياراته ورؤاه بديلا لها.

    ثامنا: أن يقدس سيادة الوطن اليمني ويعتبر مصلحته فوق كل مصلحة، بحيث لا يقدم نفسه باعتباره مجرد ذيل لطرف خارجي تنحصر مهماته بتنفيذ أجنداته ورغباته ومصالحه، أو يخون وطنه ويفرط بقضاياه العادلة ويصبح معولا يهدم بنيته الوطنية لصالح الخارج.

    تاسعا: أن لا يكون انتهازيا في مواقفه، بحيث تصبح مصالحه هي معيارا لتك المواقف حتى لو علت فوق سقف المصلحة الوطنية العليا، وأن لا تتماهى مواقفه ويصفق لكل طرف بما تهواه نفسه ويصبح كل هدفه ضمان مصالحه لدى كل الأطراف.

    عاشرا: أن يمثل أبناء الشعب اليمني حق تمثيل في كل همومهم وطموحاتهم، بحيث يكونون حاضرين في كل خططه الحالية والمستقبلية، وأن لا يعمل من أجل التمثيل عليهم أو التمثيل بهم، بمعنى أن يتنافس الجميع من أجل خدمة شعبهم والنهوض بوطنهم بدلا من التنافس على تدمير الوطن وتكريس مآسي الشعب.

    ختاما: نقول أن من سيعمل وفق هذه الشروط وغيرها من الشروط الوطنية التي لا خلاف عليها هو من سينظر إليه الناس كمنقذ وسيلتفون من حوله متوقعين على يديه الخلاص، ومن لا يشعر أن هذه الشروط لا تتوفر فيه لا ضير أن يعدل من مواقفه وسياساته بالفعل قبل القول ليقنع الناس بأنه يمكن أن يتغير فالجبال وحدها هي التي لا تتزحزح من أماكنها، أما من لا تتوفر فيه هذه الشروط وسيعجز عن التحول صوبها فليجهز نفسه لأن يكون من ضمن مكونات مزبلة التاريخ فتلك سنة الحياة.

    أخيرا: قد يقول قائل بأننا نطرح أحلاما يثبت الواقع صعوبة تجسيدها على الأرض بشكل عملي.. وسنقول بأن ما نطرحه قد تحقق لدى كثير من الشعوب التي هي أقل منا وعيا وحجما وامكانيات، وكانت مشاكلها أكثر من المشاكل التي نعاني منها، وذلك عندما توفرت النيات والإرادات الصادقة والمخلصة، وبالتالي علينا أن لا نتوقف عن برنامج الوعي وطرح الآمال التي يحلم بها الشعب للخروج من متاهته التي تردى فيها والانطلاق صوب مستقبل آمن وزاهر وجامع، فيوماً ما سيتحقق ما اعتقد البعض أنه كان مجرد أحلام، خصوصا إن تحرك الشعب صوب ذلك الهدف ولم يكتفي بالفرجة رغبة أو رهبة.



    مشاهدة شروط المنقذ الوطني الذي ينتظره الشعب اليمني

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ شروط المنقذ الوطني الذي ينتظره الشعب اليمني قد تم نشرة ومتواجد على التغيير نت وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24