• اخبار محلية

    هل هي بداية لأن يدرك فاضل الربيعي ومن يتعصب له بأن تزييفاته المتصهينة عن تاريخ اليمن وفلسطين هي مجرد هراء؟!


    865 قراءه

    2024-07-12 22:48:27
    81

    في مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية في حلقة الأسبوع المنصرم 9 يوليو 2024 من برنامج (السؤال الصعب) عرضت المذيعة على الأستاذ فاضل الربيعي بعض الردود المفندة لطروحاته التي يزعم فيها أن أحداث التوراة دارت في اليمن القديم وليس في فلسطين، وكان منها مقطع قصير من محاضرة لي على اليوتيوب فندت فيه قوله بأن منطقة قَدَس في محافظة تعز اليمنية هي مدينة القدس الفلسطينية وقوله أن مدينة صعدة في اليمن هي جبل الصعود المطل عليها، وكنت أحاول أن أضع المشاهد في الصورة وأنا أوضح له المسافة الجغرافية الكبيرة بين قدس وصعدة.. الظريف أن الربيعي علق بقوله: (أنه لم يقل ذلك الهراء)! وبإمكان المتابع لطروحاته المكتوبة والمتلفزة تتبع هل بالفعل قال ذلك (الهراء) وغيره مما تم الرد عليه في تلك المحاضرة أم لم يقله؟ وفي حال ثبوت قوله تكفينا شهادته على هراء ما يقوله بعد ما طالع التفنيدات العلمية له.

     

    وكان المضحك وصفه في الحلقة نفسها لأحد الردود التي طرحها باحث مصري بقوله أن من يردون عليه هم مجرد هواة وليسوا مؤرخين، وطبعا ينطبق عليه هنا قول المثل العربي الشائع (رمتني بدائها وانسلت)، ونود منه أن يخبرنا من أي أقسام التاريخ في الجامعات العربية والعالمية تخرج ودرس منهج البحث العلمي التاريخي؟! طبعا لن تجدون إجابة لديه، فهو ليس بمؤرخ منهجي أكاديمي بل مجرد هاوٍ يحشر نفسه في التاريخ وينطبق عليه المثل القائل (حاطب ليل)، ومن يكذب على متابعيه في تخصصه وشهاداته فلن يتورع أن يكذب بما سواهما.

    سيقول البعض إن الرجل (عالم) في اللغات القديمة كما يزعم لنفسه، فهو مثلا يحدثنا عن عشرات ومئات وآلاف النقوش المسندية القديمة التي طالعها وتؤيد طروحاته، مع أنه لا وجود لها في أرض الواقع، وما على المغترين به وبنقوشه الوهمية التي يتحدث عنها إلا أن يطلبوا منه أن يدلهم فقط على بعض من تلك النقوش التي يتحدث عنها موضحا الاسم العلمي للنقش والسطور التي وردت فيها العبارة التي تؤكد كلامه ومضمون تلك العبارة باليمني القديم ثم قراءته لها، فتلك هي الطريقة العلمية المتعارف عليها للاستدلال بالنقوش القديمة.. طبعا مرة أخرى أيضا لن تجدوا لديه أية إجابة فهو يهرف بما لا يعرف!

    وبالمناسبة وما دامت قناة سكاي نيوز قد فتحت له حق الرد على مقتطفات لمنتقديه في الحلقة المشار إليها ندعوها هنا أن تعطي حق الرد لهم أيضا وتفتح أبوابها لمناظرات علميه معه، ولثقتنا أنه سيرفض تلك المناظرات كونه يفضل دائما الهروب من المواجهات العلمية المباشرة حتى في المؤتمرات التي يحضرها ويلوذ بدلا عن ذلك بالمقابلات التلفزيونية المنفردة التي تتيح له أن يهرف بتضليلاته التي يسميها تاريخا دون رقيب، فندعوا القناة على الأقل هي وبقية القنوات التي تفتح له أبوابها على مصراعيها أن تفتح أبوابها أيضا لمنتقدي طروحاته، ومادامت قد اجتزأت مقطعا من محاضرتي المسجلة التي رددت فيها عليه فأنا أدعوها أن تبث المحاضرة كاملة وتدع المشاهد يطالع وجهة النظر بكل جوانبها، لا أن تقتطع منها ما يريده الربيعي فقط، وسوف أنزل عنوان المحاضرة على اليوتيوب آخر هذه المقالة لمن يريد متابعتها، مع عنوان مقالة علمية أخرى فندت فيها طروحاته وتتوفر على النت أيضا.

     

    ويمكن لمن سيطالع المحاضرة متابعة التعليقات التي يقول بعض أصحابها أنهم متابعين عاديين، وسيلاحظ حجم الشتائم التي وجهها مؤيدو الربيعي لصاحب المحاضرة، وسيفهم القارئ اللبيب والحصيف بسهولة أن تلك التعليقات تكاد تكرر مضمون واحد رغم تعدد أسماء أصحابها، وهو ما يدل على أنها تكتب في مكان واحد ومن قبل جهة واحدة هي من تتولى تلك العملية، وتتكرر نفس المصطلحات ضد أي يوتيوب ينزل لنقد ما يطرحه الربيعي ويقوم بتوضيح عدم صحته!

     

    والسؤال الذي يفرض نفسه: من هي تلك الجهة؟ ولماذا تفعل ذلك؟ ومن الذي يوفر له الإمكانيات؟ ومن الذي يفتح له أبواب كل القنوات العربية ليطرح تشويهاته للتاريخ اليمني والفلسطيني والعربي بشكل عام؟ وما هو الهدف من كل ذلك؟! ولن يجد القارئ الفطن صعوبة في معرفة بأن الأمر لا يبعد كثيرا عن خطط المشروع الصهيو ني التوسعي في اليمن والمنطقة العربية!

     

    طبعا العنوان الزائف والخادع الذي يسوقه الربيعي ومن يدعمه بأنه يقوم بتفنيد الروايات اليهود ية عن فلسطين، لكنه مع الأسف يدس السم في العسل ليسوق عكس ذلك، فشغله الشاغل في الواقع هو نفي تاريخ شعب كنعان على أرض فلسطين، لأن التاريخ الكنعاني يقف حجر عثرة أمام روايات تهويد التاريخ الفلسطيني، فهو دائما يصف شعب كنعان وتاريخه في فلسطين وبقية بلاد الشام بأنه مجرد أكذوبة! ولنا أن نتوقف كثيرا عند تلك (الأكذوبة) التي يزعمها ويروج لها؟ وخصوصا أهلنا في فلسطين الذين ينخدع بعضهم بتزييفات الربيعي ويعتقدون أنه يخدم قضيتهم ويريد إبعاد الروايات الصهيونية عن وطنهم السليب.

     

    أما حملته الشرسة لتهويد التاريخ اليمني القديم فهو لا يقصد منها نفي مزاعم الصهاينة في يهودية التاريخ الفلسطني كما يروج هو ومن خدع بطرحه ذاك، بدليل ما ذكرناه أعلاه، لكنه مع الأسف يريد أن يوجد مجالا جغرافيا جديدا لهم في اليمن بموقعها الاستراتيجي ليكتمل مشروعهم الاستعماري الذي يزعمون أنه يمتد من الفرات إلى النيل وصولا إلى جزيرة العرب، وستوصله تزييفات الربيعي إلى أقصى جنوبها في باب المندب، وذلك قد يكشف سر تركيزه على محافظة تعز اليمنية المطلة على ذلك المضيق وتسويقها باعتبارها موطن مملكة اليهودية أو يهوذا التي ذكرتها التوراة.

     

    ومع الأسف يجد بين صفوف اليمنيين من يصدق ترهاته تلك ويسعى لتسويقها بل والدفاع عنها، إما جهلا، وإما لأنه يخلط لهم الإثارة بالتاريخ ليدس لهم السم بالعسل، ولا نريد أن نستبعد بأن هناك من يعمل معه ضمن اللوبي الذي يحتشد من أجل تسويق أفكاره لشيء في نفس يعقوب ويتقاضى ثمن فعله ذاك، فالصهاينة يخترقون اليمن كما يخترقون غيرها من البلدان العربية.

     

    والغريب أننا كلما بدأنا مشروعا مع بعض الجهات الرسمية في اليمن لتولي عملية الرد الجماعي العلمي على طروحات الربيعي وغيره بخصوص التاريخ اليمني نجد اقتناعا بالفكرة في بداية الأمر وأحيانا يتم السير بخطوات البداية، لكن فجأة تموت الفكرة ويتم تجاهل المشروع ووأده، وهو ما يضع أكثر من علامة استفهام؟؟

     

    ولا يقتصر الأمر على اليمن فقط ففي مصر مثلا وعلى الرغم من أن الربيعي ينسف جزءا كبيرا من تاريخها الفرعوني القديم، إلا أننا لم نلاحظ أي جهود رسمية جادة للرد عليه سواء عبر الجامعات أو المؤسسات الثقافية والإعلامية، بل إن كتبه يتم توزيعها بأريحية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو ما يجعلنا نكرر التساؤول الملح عمن يقف وراء الربيعي ويدعمه ويفتح أمامه كل الأبواب المغلقة؟ بل ويعرقل كل مشاريع الرد العلمي عليه هو ومن سار على نهجه!

     

    وعلى ذكر مصر فهو ينفي وجود الفراعنة في مصر ويجعلهم في اليمن لتستقيم روايته في تهويد التاريخ اليمني، ويستدل بملك حكم دولة أوسان اليمنية القديمة في القرن الأول قبل الميلاد اسمه الشخصي (فرعم)، ليجعل منه فرعون، مع أن فرعم وفق قواعد اللغه اليمنية القديمة هو اسم علم ينطق (فارع) وما يزال الاسم مستخدما لأشخاص في اليمن حتى يوم الناس هذا، فالميم آخر الإسم في الكتابة اليمنية القديمة للتنكير، وتم حذف حرف الألف في وسط الاسم لأن كتابة المسند كانت تسقط حروف الحركة من الكتابة وتثبتها نطقا على طريقة كتابة المصحف الشريف اليوم، علما بأن المدة التي تفصل بين الملك الأوساني هذا المسمى فارع والنبي موسى المعاصر لفرعون في القرن الثالث عشر قبل الميلاد تزيد على ألف ومأتين سنة، فكيف يصبح هذا هو ذاك؟ اسألوا الربيعي فعله يجيب!!

     

    وذلك مع الأسف ما يجعل بعض اليمنيين يروجون لطروحات الربيعي لأنه يجعل تاريخ كل العالم في اليمن حسب قولهم ويجعلها أرض الانبياء بحديثة عن أن كل الأنبياء المرتبطين ببني إسرائيل كانوا في اليمن، وهو ما يجعلنا ننبه وندعو لليقظة والحذر وقراءة ما بين السطور، مع تأمل الغاية التي يريد الربيعي وأمثاله الوصول إليها من خلال ذلك.

     

    فاليمن لديها من تاريخها المجيد ما يكفيها وليست بحاجة لمبالغات إضافية ننسبها إليها دون إدراك للأهداف الخبيثة التي يتوخاها الربيعي وغيره واللوبي الخبيث الذي يقف من خلفهم، خصوصا وقد ظهرت طروحات موازية لطروحات الربيعي يتبناها البعض، أشهرهم الدكتور خزعل الماجدي وتقوم بنفي عروبة اليمن قبل الإسلام، ولا يخفى أن هذا الطرح يتكامل مع الطرح الذي يريد تهويد التاريخ اليمني القديم، فنفي عروبة اليمن يدعم القول بيهوديتها، فهل نفيق ونوقف عبث التصفيق؟!

     

    ونعود بعد ذلك لنكرر السؤال الذي طرحناه مرارا: لماذا تمتنع القنوات العربية التي تروج لطروحات الربيعي عن استضافة الأكاديميين المتخصصين الذين يردون عليه؟ وهل بإمكان أي قناة من تلك القنوات أو غيرها من القنوات الناطقة بالعربية أن تتبنى ندوة علمية تستضيف فيها الربيعي مع ثلاثة من أساتذة الجامعات المتخصصين في التاريخ القديم لفلسطين واليمن ومصر المفندين لطروحاته، كون ما يطرحه يرتبط بهذه الأقطار أكثر من غيرها، رغم امتداد طرحه ليشمل بدرجة أقل دول الهلال الخصيب والجزيرة العربية والقرن الأفريقي.

     

     وفي حال عدم حدوث ذلك وهو المتوقع، وإن كان السبب هو رفض الربيعي لدخول تلك المواجهة العلمية فعليهم إعلان ذلك لمتابعيهم من أجل أن يدركوا السبب ويكتشفوا زيف ما يطرحه ولا يملك القدرة على الدفاع عنه في مواجهة مباشرة أمام أساتذة متخصصين، وفي هذه الحالة سيتوجب عليهم من باب المهنية والموقف الأخلاقي إيقاف استضافتهم المتكررة للربيعي أو على الأقل إعطاء مساحة في قنواتهم لمن يعارضون طروحاته ويفندونها، ذلك طبعا إن سُمح لهم بفعل ذلك، أما إن كان (المُخرج عاوز كده) وهم فقط ينفذون الأوامر التي تأتيهم فتلك قضية أخرى!

     

    أخير: أذكّر قارئ هذا المقال بعناوين مقالة علمية تتوفر على النت، ومحاضرة مرئية تتوفر على اليتيوب، فندت عبرهما الكثير من طروحات الربيعي، لمن يرغب بالعودة إليهما: عنوان المقالة (إسرائيل التوراتية كانت في اليمن.. تاريخ تلفيقي يصنعه الربيعي!)، وعنوان المحاضرة (تفنيد ادعاءات فاضل الربيعي الساعي لتهويد التاريخ اليمني)، ومن الله نسأل التوفيق والسداد لكل من يسعى من أجل كشف التزييفات التاريخية وغيرها في أي اتجاه كانت.

     

    *أستاذ تاريخ اليمن والجزيرة العربية القديم في جامعة صنعاء



    مشاهدة هل هي بداية لأن يدرك فاضل الربيعي ومن يتعصب له بأن تزييفاته المتصهينة عن تاريخ اليمن وفلسطين هي مجرد هراء؟!

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ هل هي بداية لأن يدرك فاضل الربيعي ومن يتعصب له بأن تزييفاته المتصهينة عن تاريخ اليمن وفلسطين هي مجرد هراء؟! قد تم نشرة ومتواجد على التغيير نت وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24