الشهيد هنية في رحاب الخالدين

بعد يومين من اغتيال الشهيد هنية بدأت المؤشرات والمعطيات تظهر رويدا رويدا وتشي إلى إن الرد عن تلك الجريمة لن يذهب هباء وأن الثأر الإيراني سيكون مؤلم وعلينا أن ننتظر وربما يطول صبرنا وهذا أمر طبيعي فلكل دولة سياستها الخاصة بالصبر الاستراتيجي .

قد نختلف فكريا وسياسيا مع نهج الشهيد أبو العبد لكننا نرفض أن يكون دمه رخيصا بل ودم كل عربي ولهذا نغضب ونحزن حين نسمع ونشاهد سواء عن قرب أو بعد إهدار دماء أبناء الأمة الإسلامية والعربية تنهار ومن دون رد فعل أو قيمة تذكر ونقولها بكل صراحة دماء أبو العبد لن تطفئه قذيفة صاروخية أو مسيرة في مبنى سكني أو تجاري وبحق مدنيين بل في سقوط كوكبة كبيرة من رموز المجرمين الصهاينة ساسة وعسكر ومثقفين ،ومن يعتقد إننا سنفرح بسقوط الشهيد أبو العبد وغيره فهو لا يفهم معنى غضبنا حتى لو تكلمنا عن مكامن الاختراقات الصهيونية لبلاد العرب والمسلمين وغضبنا كثيرآ كون طهران معنية بهذا الأمر فكل مره تطالعنا الاختراقات الصهيونية لطهران وكل مره يتحدث ساسة إيران إن الأوضاع تحت السيطرة ومن لا يحب رؤية الأوضاع تحت السيطرة و رأية لا اله إلا الله محمد رسول الله هي العالية والمنتصرة للحق وللمظلومية وما في مظلومية أكثر من مظلومية شعب فلسطين . كفاية عبث بحقوق الشعب الفلسطيني وينبغي أن لا نسكت عن ما يحدث لقضية فلسطين ومن تدمير لمدن فلسطين ومنها قطاع غزة الصامدة المرابطة منذ عشرة أشهر وأصبحت تواجه الغطرسة الصهيونية والعالمية وسط التزييف المستمر والمتوهج لحق شعب فلسطين في الدفاع عن نفسه الذي يتنكر له العالم مقابل حق الدفاع لإسرائيل وكأنه حق رباني ووجودي وهنا تنعكس المعايير بل لنقل سقطت كل القيم والتقاليد والأعراف الإنسانية والقانونية... ولا ينبغي أن نستسلم للأمر الواقع في قطاع غزة ونعتبر ما يجري لأهله وبنيته أمر طبيعي ومستحق ومتعودين عليه ومن يقبل بذلك فقد فقد رجولته و إنسانينته وضميره وهذا هو حكم الأمر الواقع ،ما يتم في غزه وما تتساقط فيه من تضحيات صدقوني لا تقدر بثمن ولا بقيمة غير التحرير التام .