اخبار اليمن برائحة كربونية.. الحوثيون يغرقون سوق صنعاء بجمبري مجمَّد

تشهد أسعار "الجمبري" في أسواق صنعاء انخفاضاً كبيراً في أسعارها، وسط اتهامات لشركات بحرية تابعة لقيادات حوثية بتصريف كميات فاسدة ومجمدة للسوق المحلية وبيعها بأسعار مخفضة جداً.

وبلغ سعر الكيلو الجمبري، في صنعاء أقل من ألفي ريال للكيلو الجرام الواحد، ولأول مرة منذ عشرين عاماً؛ بعد أن كان هذا النوع من الأسماك بعيدا عن تناول المواطنين منذ سنوات طويلة، بسبب أسعاره الباهظة التي تتجاوز العشرة آلاف ريال.

وأفاد مواطنون في صنعاء بأنهم شروا كمية من الجمبري من بائعة في أسواق بيع الأسماك، وبسعر الكيلو نحو 1800 ريال يمني، إلا أنهم وبعد وصولهم للمنزل تفاجأوا بوجود رائحة كربونية تنبعث من الجمبري.

وبحسب المصادر في القطاع السمكي فإن الكمية المباعة مجمدة وليست طازجة كما تروج لها ميليشيات الحوثي عبر وزارة الثروة السمكية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين. 

وأشارت المصادر إلى أن شركات بحرية ومقرها في الحديدة أغرقت خلال الأيام الماضية السوق المحلي بكميات كبيرة من الجمبري المجمد الذي جرى تخزينه لفترات طويلة، موضحة أن الرائحة الكربونية تنبعث من الأسماك المخزنة بشكل خاطئ، وليس من الأسماك الطازجة المجمدة بشكل صحيح.

وسعت الميليشيات الحوثية المسيطرة على قطاع خدمات الانتاج والتسويق بوزارة الثروة السمكية إلى تبرير الانخفاض المفاجئ بأسعار الجمبري لهذا العام، وضخه للسوق بكمية كبيرة جدا، موضحة أن السبب يعود لحظر اصطياد هذا النوع خلال موسم التكاثر.

وسارعت إلى نفي البلاغات التي تقدم بها مواطنون في اسواق بيع الأسماك في صنعاء حول فساد الجمبري ووجود رائحة كربونية تنبعث منه، مجددة التأكيد على لسان كيل الوزارة لقطاع خدمات الإنتاج والتسويق عبدالغني الولي، أن الكمية المباعة طازجة وذات جودة عالية.

وكان قطاع كبير من الصيادين في محافظة الحديدة، أكدوا أنهم باعوا كميات كبيرة من أسماك الجمبري الطازجة لشركات تصدير بحرية حديثة قادمة من صنعاء. وأن هذه الشركات ومنذ سنوات تقوم بعملية شراء هذا النوع من الأسماك تمهيدا لتصديره للخارج وبيعه بالعملة الصعبة.

وأشارت مصادر عاملة في الجمعية السمكية بالحديدة، إلى أن مندوبين لشركات عاملة في دول عربية وأجنبية متواجدين في الحديدة قاموا بمعاينة كمية الجمبري المخزن تمهيدا لشرائها واستيرادها لبلدانهم؛ إلا أن المندوبين أعلنوا رفضهم شراء الكمية المخزنة بسبب قرب فسادها جراء سوء التخزين والتجميد. الأمر الذي دفع بالقيادات الحوثية إلى تسويق الكمية المخزنة بشكل سريع للسوق المحلية وبيعها بسعر مخفض تفادياً للخسارة.

وبحسب المصادر، فإن هناك تواطؤاً بين الشركات ووزارة الثروة السمكية التي أعلنت عن توجه لتوسيع نقاط بيع الجمبري في مختلف مناطق صنعاء وضواحيها، بالتعاون مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا التابعة للميليشيات التي تشرف على عمليات بيع الأسماك.