مركز مكافحة الأمراض الأمريكي: ارتفاع حالات «حمى الأرانب» بين البشر

حالات مرض "حمى الأرانب"، أو "التولاريميا"، ارتفعت بشكل ملحوظ في الولايات المتحدة الأمريكية خلال العقد الأخير، حسبما أفادت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) في تقرير جديد لها.

يُسبب هذا المرض بكتيريا فرانسيسيلا تولارينسيس، ويمكن أن ينتقل إلى البشر بطرق عديدة. من أبرز هذه الطرق، لدغات القراد والذباب الأبيض، بالإضافة إلى التلامس المباشر مع الأرانب أو الأرانب البرية أو القوارض المصابة، حيث تعتبر هذه الحيوانات أكثر عرضة للإصابة بالمرض. ولكن هناك طرق انتقال أخرى أكثر غرابة.

فقد أظهرت بعض الحالات أنه عند جز الأعشاب في مناطق تحتوي على أعشاش لحيوانات مصابة، يمكن أن يتم تنشيط البكتيريا في الهواء، مما يعرض العاملين في الحدائق للإصابة.

هذه الظاهرة تم تسجيلها لأول مرة في مزرعة في ولاية ماساتشوستس عام 2000، حيث استمر التفشي لمدة ستة أشهر وأدى إلى تسجيل 15 حالة إصابة وحالة وفاة واحدة.

وفقاً لتقرير CDC، تم تسجيل 2462 حالة إصابة بالتولاريميا في الولايات المتحدة بين عامي 2011 و2022، وهو ما يعكس زيادة بنسبة 56% مقارنة بالفترة بين 2001 و2010. ومع أن هذا الرقم قد يبدو صغيراً مقارنة بإصابات السالمونيلا التي تقدر بحوالي 1.35 مليون حالة سنوياً في الولايات المتحدة، إلا أن الزيادة في الحالات قد تعكس تطوراً في طرق تسجيل الإصابات أو تحسناً في الكشف المبكر عن المرض.

من بين الحالات المسجلة في الفترة الأخيرة، تم تأكيد 984 حالة، في حين تم تصنيف 1475 حالة على أنها "محتملة". وقد ساهمت تحليلات جديدة وتقنيات الكشف مثل استخدام تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) في زيادة عدد الحالات التي تم تصنيفها كمحتملة.

سجلت مراكز مكافحة الأمراض معدلات إصابة أعلى بخمس مرات بين السكان الأصليين في الولايات المتحدة، مقارنة بالسكان البيض. ويرجع ذلك إلى عوامل متعددة، بما في ذلك التركيز الجغرافي لهذه الفئة السكانية في الولايات المركزية، فضلاً عن الأنشطة الاجتماعية أو المهنية التي قد تزيد من تعرضهم للحيوانات المصابة.

وأظهرت البيانات أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و9 سنوات، والرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و84 سنة، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعيشون في وسط الولايات المتحدة، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.

يعتبر تشخيص التولاريميا تحدياً نظراً لتنوع الأعراض التي قد تظهر بناءً على طريقة انتقال العدوى. ومع ذلك، فإن زيادة الوعي حول طرق العدوى المتعددة قد يساعد في تجنب التعرض للمرض، كما أن التشخيص المبكر باستخدام المضادات الحيوية يمكن أن يؤدي إلى شفاء سريع.