كيفية التعامل مع الزوج السلبي

تعَد شخصية الزوج السلبي من أصعب الشخصيات التي من الممكن أن تواجهها أيّة زوجة؛ فالتعامل مع هذا النوع من الرجال، ليس بالأمر السهل؛ فهو يميل إلى التفكير والتصرف بطرق سلبية، ويركز على الجوانب السيئة والسلبية في كافة الأمور الحياتية. ويميل إلى توقع النتائج السيئة في جميع المواقف؛ بل ويعكس هذا في تصرفاته وتفاعلاته مع الآخرين. لذلك فهو يتطلب اتباع أسلوب معين للتعامل معه.

تقول استشاري العلاقات الأسرية، نرمين فؤاد لـ«سيدتي»:«الزوج السلبي يُعتبر أحد أكثر الرجال تعقيداً في تعاملاته الحياتية والزوجية. هذا الأمرالذى يؤثر سلباً على الحالة المزاجية للمرأة، ونجد هذا الزوج دائم التهرُّب من مسؤولياته الزوجية، ويتعمَّد تجاهل الشريك الآخر، ودائماً ما ينظر إلى الحياة بطريقة متشائمة، وينعكس أثر ذلك في تصرفاته وتفاعلاته مع زوجته، ويتناسى تماماً احتياجات زوجته وأطفاله منه، ولا يشاركهم أبسط تفاصيل حياتهم؛ مما يجعل الأمور بينه وشريكته في تأزُّم جراء معاناة الزوجة من سلبيته».
هل الزوج السلبي من نوعية الأزواج الصعبة بالتعامل؟ ستعرفين الإجابة إذا تابعتِ السياق: فن التعامل مع الزوج الصعب

يشعر الزوج السلبي بعدم الارتياح في الحياة الزوجية دائماً؛ فيشعر دائماَ بالتعاسة مع زوجته، ولا يشعر بالأمان في الحياة الزوجية. ويجعل من زوجته سبباً يعلّق عليها أسباب مواقفه السلبية ومآسيه في الحياة، ولا حتى يستطيع فهم السعادة أو الوصول إليها.

قد يشعر الزوج السلبي بأن الخطأ مصدره شريكته؛ لذلك يجعل شريكته تتعرض للوم على أخطاء لم ترتكبها، ومطالب تدفع ثمنها لأنه يرفض تحمُّل مسؤولية أخطائه. ويلوم شريكته عليها، وفى المقابل يستخدم الحجج والأعذار لنفسه. ومن الصعب أن يجعل من نفسه مخطئاً؛ فيتصرف مثل الضحية؛ لعدم مسؤوليته وإنكاره وشعوره بالذنب، وهذا يمكن أن يؤدي إلى سلوك مدمر للذات ومشاكل أخرى.

عنيد ودائم الشكوى وقابل للجدال؛ أيْ أنه يتذمر بشكل مستمر، ويشتكي من الحياة بشكل عام من دون سبب وجيه. وقد يشعر كثيراً بعدم التقدير، ويسيء فهم كافة الأمور، وهذا الذي يجعله مستاءً، وبشكل كبير من الذين يعتقد أنهم أكثر حظاً.

وهذا السلوك سببه عدم قدرته على التحكم في مشاعره والسيطرة عليها، وهو يبحث دائماً عما يشتته؛ خاصة ما لا يتطلّب الكثير من المجهود والالتزام؛ حيث يتجنب هذا الشخص الوفاء بالوعود أوالاتفاقات أو المسؤوليات.

فهو ينسى الكثير من الأشياء، ويقل تركيزه وتحفيزه لأداء أيّة مهمة، ولديه فقدان في التركيز، يظهر عليه في كل موعد تخططان له، وقد تكون هذه محاولات متعمدة من جانب هذا الزوج بسبب سلوكه العدواني السلبي.

دائماً لا يثق الزوج بشريكته، وتنتابه الشكوك في أقوالها وأفعالها؛ فهو دائم القلب للحقائق وتغييرها، ولا يتحمل لوم شريكته على أيّة أخطاء منه.

الزوج السلبي إنسان يميل أكثر للخصوصية والاستقلالية، وغالباً ما يحب الهدوء وعدم الظهور أمام الملأ. حركته تبدو ساكنة وكذلك حديثه. بسبب انعدام شعوره بالأمان، قد يتوقف عن الانفتاح مع زوجته، وهو لا يشاركها أيّة تفاصيل في الحياة الزوجية، كالتخطيط المالي للأسرة.

بسبب انعدام شعوره بالأمان، لا يوجد لديه تواصل صحيح وفعّال؛ حتى في أمور الحياة العادية؛ مما قد يؤدي إلى زيادة المشاكل. وعادةً ما يرفض هذا الزوج السلبي نمط التواصل الفعال؛ لأنه يتخذ موقفاً سلبياً مسبقاً من هذا التواصل.

التعامل مع الزوج السلبي يحتاج إلى الكثير من الصبر والحنكة والذكاء في التعامل؛ لتفادي حدوث الخلافات والمشكلات الزوجية، وللتمتع بحياة زوجية هادئة.

الزوج السلبي يمكن أن يتسبب بأذى نفسي وعاطفي لزوجته؛ لذلك يجب أن تتفهّمي الظروف المسببة لحالته؛ فربما هناك تاريخ مَرضي منذ الطفولة جعله بهذه الحالة رغماً عنه. لذا ينبغي عليك اكتشاف قدراته الإيجابية وركزي عليها، وحتى تحصدي النتائج لتُخرجي منه الطاقة الإيجابية.

لا بد من التقرب للزوج ومعاملته معاملة حسنة والصبر عليه قدْر المستطاع، والسعي من أجل إرضاءئه.

المشاركة وفتح المجال للحديث مع الزوج السلبي، يَزيد من الود والشعور بالانسجام، ويكسر من الحاجز النفسي، ويُبعد الجفاء الموجود.

اكسبي تعاطفه، واجعليه يشعر بتعبك وإرهاقك. وبالصبر ستستطيعين تغييره تدريجياً، وابحثي عن الجانب الإيجابي؛ بل كوني إيجابية أيضاً عند توجيه أيّة ملاحظة أو شكوى له.

ينبغي عليكِ مشاركة زوجكِ في النقاش الجاد والمثمر، عن بعض الموضوعات التي تهمه، وتبادل وجهات النظر معاً، وممارسة الألعاب والنشاطات الترفيهية؛ حتي يضفي على الحياة الزوجية جوّاً من الألفة والانسجام والمتعة المتبادَلة بينكما.

عبّري لزوجك عن شكركِ وامتنانك له على كل ما يبذله لكِ من تعب، كرري هذا التقدير دائماً؛ فذلك مهم جداً لجعل زوجك يقلع عن سلبيته هذه بالتدريج. وسيبني ذلك عنده الإحساس بالألفة العاطفية.

بالنهاية؛ فالتعامل مع الزوج السلبي لا بد أن يكون برقّة وحنان بالغ؛ خاصة لو كانت هناك مشاعر رومانسية جميلة تربط قلبيكما. الزوج يحتاج من زوجته الاهتمام وبعض التدليل؛ لكي ينسى بلحظات كلَّ ما يعانيه بطول يومه. ومهما كان الزوج سلبياً؛ فمن المؤكد أن بشخصيته إيجابيات قرّبتك منه وربطت قلبيكما برباط المودة والزواج. ولذلك لا بد من احتواء الزوجة وتفهمها حتى تنير شخصيته ولو على المدى الطويل.
وإذا كانت هذه طريقة التعامل مع الزوج السلبي، يمكنك التعرف إلى نوعيات أخرى من الأزواج وكيفية التعامل معهم.