اختبار زراعة جهاز ذكاء اصطناعي في المخ لمساعدة مرضى الشلل الرعاش

كشفت دراسة علمية جديدة، عن إمكانية زراعة جهاز يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي بالدماغ لمساعدة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون "الشلل الرعاش" للعناية الشخصية بأنفسهم.

وأوضحت الدراسة أن الجهاز يستخدم لمراقبة نشاط دماغ مريض باركنسون للكشف عن مشاكل الحركة أثناء النهار والشعور بالأرق خلال الليل، وفي حال رصده تغييرات، فإن الجهاز يطلق نبضات كهربائية تؤثر في نشاط الدماغ بهدف علاج الأعراض المرصودة، وهو ما يسمى بـ"التحفيز العميق للدماغ" (DBS).

ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة "نيتشر" البريطانية، أنه بعد إجراء عملية الزرع في 4 أشخاص، شاركوا في تجارب سريرية بمرحلة مبكرة، تقلصت أكثر أعراض المرض إزعاجًا لديهم بنسبة 50%.

وقالت الدكتورة كارينا أوهرن من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، الباحثة الرئيسية للدراسة، إنه "يمكن لهذا الجهاز استشعار نشاط الدماغ وتوفير التحفيز في نفس الوقت"، موضحة: "كانت مهمتنا إنشاء الخوارزميات للبرنامج الذي يعمل على هذا الجهاز".

وتابعت، "خوارزميات البرنامج راقبت باستمرار إشارات دماغ المرضى، وتم تعديل التحفيز الكهربائي تلقائيًا استجابة لاحتياجاتهم".

من جهته، قال الدكتور فيليب ستار، المدير المشارك لعيادة اضطرابات الحركة والأعصاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن "هذا هو مستقبل التحفيز العميق للدماغ لمرض باركنسون".

وأضاف ستار، "كان هناك قدر كبير من الاهتمام بتحسين علاج التحفيز العميق للدماغ من خلال جعله متكيفًا ومنظمًا ذاتيًا، ولكن لم تتوفر الأدوات والأساليب المناسبة للسماح للمرضى باستخدامه على المدى الطويل في المنازل إلا مؤخرًا".

ومع ذلك، أكد الباحثون أن الأدوية مطلوبة جنبًا إلى جنب مع هذا النهج الجديد في العلاج.

وأوضح الدكتور سيمون ليتل، أحد المشاركين بالدراسة، أنه "غالبًا ما تكون الأدوية ضرورية لدعم الحالة المزاجية وكذلك الحركة لدى مرضى باركنسون، وبالتالي لا ينبغي إيقافها تمامًا".

يذكر أن مرض باركنسون هو داء مزمن تزداد شدته مع الوقت ويصيب الملايين في أنحاء العالم، ويسبب الارتجاف اللاإرادي ومشكلات في المشي والتحدث بسبب تلف خلايا المخ المنتجة للدوبامين.