• دليل المواقع

  • عربي ودولي

    كيف «خدعت» إسرائيل حزب الله طيلة سنوات؟ مفاجآت في تفجيرات بيجر لبنان


    830 قراءه

    2024-10-06 02:56:24
    160

    تم تحديثه الأحد 2024/10/6 03:56 ص بتوقيت أبوظبي

    رغم مرور قرابة شهر على حوادث التفجير المتزامنة لأجهزة الاتصال من طراز «بيجر» التي استهدفت حامليها من عناصر حزب الله في لبنان، إلا أن تفاصيل جديدة حول هذا «الهجوم المعقد»، بدأت تتكشف الآن شيئا فشيئا.

    وبحسب مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، فقد أسفرت العملية التي نفذها جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» عندما قام بتفجير هذه الأجهزة عن بعد في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، عن مقتل أو تشويه ما يصل إلى 3,000 من ضباط وأعضاء حزب الله، معظمهم من الشخصيات الخلفية، بالإضافة إلى عدد غير معروف من المدنيين.

    ويستخدم عناصر الجماعة المدعومة من إيران، هذه الأجهزة لبث رسائل صغيرة مشفّرة حتى في ظل انقطاع الكهرباء شريطة توفر أبراج بث خاصة. كما ترفع أجهزة بيجر من مستوى الأمان لعدم اتصالها بشبكة الإنترنت ما يجنب حاملها أي اختراق سيبراني أو تجسس.

    فماذا نعرف عن تفاصيل الهجوم؟

    كشفت صحيفة «واشنطن بوست» تفاصيل جديدة حول خطة إسرائيل المعقدة لـ«تخريب أجهزة الاتصالات الخاصة بحزب الله وقتل أو تشويه آلاف من عناصره».

    بحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه رغم أن أجهزة بيجر كانت ضخمة بعض الشيء، إلا أنها كانت مصممة لتحمل ظروف ساحة المعركة، لتميزها بتصميم تايواني مقاوم للماء وبطارية كبيرة يمكنها العمل لأشهر دون شحن، والأهم من ذلك، عدم وجود أي خطر بأن تتمكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من تتبعها.

    ميزات جعلت قادة حزب الله معجبين للغاية بها، للدرجة التي دفعتهم لشراء 5 آلاف جهاز، وبدؤوا في فبراير/شباط الماضي، توزيعها على المقاتلين في المستويات المتوسطة والموظفين الداعمين.


    ولم يشك أي من المستخدمين في أنهم كانوا يحملون قنبلة إسرائيلية مصممة بذكاء. وحتى بعد أن انفجرت الآلاف من هذه الأجهزة في لبنان وسوريا، لم يدرك الكثيرون أخطر ميزة في هذه الأجهزة: إجراء فك التشفير المكون من خطوتين، والذي كان يضمن أن معظم المستخدمين سيحملون الجهاز بكلتا اليدين عند انفجاره.

    وتقول الصحيفة الأمريكية، إن التفاصيل الرئيسية لهذه العملية—بما في ذلك كيفية التخطيط لها وتنفيذها، والجدل الذي أثارته داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وبين الحلفاء—بدأت تظهر الآن فقط.

    الرواية الجديدة عن تفاصيل التفجيرات، تتحدث عن خطة استمرت لسنوات بدأت في مقر الموساد في تل أبيب وشارك فيها مجموعة من العملاء والمتواطئين غير المدركين في عدة دول.

    وبحسب «واشنطن بوست»، فإن ذلك الحادث يكشف كيف لم يؤدِ إلى تدمير قيادات حزب الله فحسب، بل شجع أيضًا إسرائيل على استهداف وقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، مما رفع من خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع في الشرق الأوسط.


    وأطلقت إيران حوالي 180 صاروخًا ضد إسرائيل يوم الثلاثاء انتقامًا من الهجمات الإسرائيلية على قيادات حزب الله، وحذرت من عواقب أشد إذا تصاعد الصراع.

    لكن في إسرائيل، أقنعت الضربة القادة السياسيين بأن حزب الله يمكن أن يُهزم، وأنه قابل للتفكيك بشكل منهجي باستخدام الضربات الجوية، ثم في النهاية غزو بري. ومع ذلك، رغم الإعجاب بنجاح المخطط، لا يزال بعض المسؤولين قلقين من التداعيات الأوسع للعملية في نزاع يستمر في التصاعد.

    وعبر أحد المسؤولين السياسيين الإسرائيليين، في إشارة إلى مخطط أجهزة النداء، عن المخاوف في تعليق ساخر خلال اجتماع مع مسؤولي الموساد، قائلا: «لا يمكننا اتخاذ قرار استراتيجي مثل التصعيد في لبنان بناءً على لعبة».

    ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، فإن أصل الفكرة يعود إلى العام 2022، حيث بدأت أجزاء من الخطة تتبلور قبل أكثر من عام من هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي وضع المنطقة على طريق الحرب.


    وعمل الموساد، جهاز المخابرات الإسرائيلي المسؤول عن مكافحة التهديدات الخارجية للدولة اليهودية، لسنوات على اختراق المجموعة عبر المراقبة الإلكترونية والمخبرين. ومع مرور الوقت، تعلم قادة حزب الله الحذر من تعرضهم لاختراقات إسرائيلية في مجال الاتصالات، حتى إنهم خشوا من أن الهواتف المحمولة العادية يمكن أن تُحوَّل إلى أجهزة تنصت وتعقب من قبل إسرائيل.

    كيف «خدع» الموساد حزب الله؟

    وهكذا وُلدت فكرة إنشاء «حصان طروادة» في مجال الاتصالات، كما قال المسؤولون، فكان حزب الله يبحث عن شبكات إلكترونية غير قابلة للاختراق لنقل الرسائل، وجاء الموساد بفكرتين خادعتين تدفعان المجموعة لشراء أجهزة بدت مثالية لهذا الغرض—أجهزة صممها الموساد وتم تجميعها في إسرائيل.

    الجزء الأول من الخطة بدأ في عام 2015 بإدخال أجهزة اتصال لاسلكية مفخخة إلى لبنان. كانت هذه الأجهزة تحتوي على بطاريات كبيرة الحجم، ومتفجرات مخفية، ونظام إرسال يمنح إسرائيل وصولاً كاملاً إلى اتصالات حزب الله.

    ولمدة تسع سنوات، اكتفى الإسرائيليون بالتنصت على حزب الله، كما قال المسؤولون، بينما احتفظوا بخيار تحويل أجهزة اللاسلكي إلى قنابل في أزمة مستقبلية.

    لكن بعد ذلك جاءت فرصة جديدة: جهاز نداء صغير مزود بمتفجرات قوية. وفي مفارقة لن تتضح إلا بعد أشهر، سينتهي الأمر بحزب الله بدفع تكاليف القنابل الصغيرة التي ستقتل أو تصيب العديد من عناصره.


    ونظرًا لأن قادة حزب الله كانوا حذرين من احتمالات التخريب، لم يكن بالإمكان أن تأتي أجهزة النداء من إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أي حليف إسرائيلي آخر. لذلك، في عام 2023، بدأت المجموعة تتلقى عروضًا لشراء أجهزة نداء «أبولو» التي تحمل علامة تايوانية مشهورة، وهي منتجات تتمتع بتوزيع عالمي ولا تربطها أي صلات واضحة بإسرائيل أو المصالح اليهودية. وأفادت المصادر أن الشركة التايوانية لم تكن على علم بالمخطط.

    جاء العرض من مسؤولة تسويق موثوقة لدى حزب الله تربطها علاقات بشركة أبولو. مسؤولة التسويق، وهي امرأة رفض المسؤولون الكشف عن هويتها أو جنسيتها، كانت ممثلة مبيعات سابقة للشرق الأوسط لدى الشركة التايوانية، وأسست شركتها الخاصة وحصلت على ترخيص لبيع خط من أجهزة النداء التي تحمل علامة أبولو. في وقت ما من عام 2023، عرضت على حزب الله صفقة لأحد المنتجات التي كانت شركتها تبيعها: الجهاز الصلب والموثوق AR924.


    وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على تفاصيل العملية: «كانت هي المسؤولة عن التواصل مع حزب الله، وشرحت لهم لماذا الجهاز الأكبر ببطارية أطول عمرًا كان أفضل من النموذج الأصلي». وكان أحد أبرز مزايا جهاز AR924 أنه «يمكن شحنه عبر كابل. وكانت البطاريات تدوم لفترة أطول».

    وبحسب «واشنطن بوست»، فإنه اتضح أن إنتاج الأجهزة الفعلي تم الاستعانة بمصادر خارجية فيه، وأن مسؤولة التسويق لم تكن على علم بالعملية، ولم تكن تعلم أن أجهزة النداء تم تجميعها فعليًا في إسرائيل تحت إشراف الموساد، وفقًا للمسؤولين.

    وتضمنت أجهزة النداء التي صممها الموساد، والتي تزن أقل من ثلاثة أونصات، ميزة فريدة: بطارية تحتوي على كمية صغيرة جدًا من المتفجرات القوية، وفقًا للمسؤولين المطلعين على الخطة.

    ويقول المسؤولون الإسرائيليون، إن المكون المتفجر كان مخفيًا بعناية فائقة بحيث لا يمكن اكتشافه تقريبًا، حتى لو تم تفكيك الجهاز. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن حزب الله قد قام بتفكيك بعض أجهزة النداء، وربما حتى فحصها بالأشعة السينية.

    لكن ما كان غير مرئي أيضًا هو قدرة الموساد على التحكم في الأجهزة عن بعد؛ إذ يمكن للإشارة الإلكترونية من جهاز الاستخبارات أن تفجر الآلاف من هذه الأجهزة في وقت واحد.

    ولضمان إلحاق أكبر قدر من الضرر، يمكن أيضًا تفجير الأجهزة باستخدام إجراء خاص يتطلب خطوتين لقراءة الرسائل المشفرة، بحسب المسؤولين الذين قالوا إنه «كان عليك الضغط على زرين لقراءة الرسالة، مما يعني عمليًا استخدام كلتا اليدين». وفي الانفجار الناتج، من شبه المؤكد أن يُصاب المستخدم في كلتا يديه، وبالتالي لن يكون قادرًا على القتال».

    رسالة مشفرة

    في خطاب أمام الأمم المتحدة في 27 سبتمبر، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حديثه إلى حزب الله قائلاً: «كفى هو كفى».

    ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فإن معظم كبار المسؤولين المنتخبين في إسرائيل لم يكونوا على علم بهذه العملية حتى 12 سبتمبر/أيلول الماضي، وهو اليوم الذي استدعى فيه نتنياهو مستشاريه الاستخباراتيين لمناقشة إمكانية التحرك ضد حزب الله.

    وفي اجتماع نوقش لاحقًا، كشف مسؤولو الموساد لأول مرة عن تفاصيل إحدى أكثر العمليات سرية في الوكالة. بحلول ذلك الوقت، كانت أجهزة النداء المفخخة قد وُضعت في أيدي آلاف من عناصر حزب الله.


    وأعرب مسؤولو الاستخبارات -أيضًا- عن قلق طويل الأمد: مع تصاعد الأزمة في جنوب لبنان، كان هناك خطر متزايد من اكتشاف المتفجرات، ما يعني أن «سنوات من التخطيط الدقيق والخداع قد تنتهي سريعًا بالفشل».

    واندلع نقاش مكثف داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، كما قال المسؤولون، الذين أشاروا إلى أن الجميع، بمن فيهم نتنياهو، أدركوا أن آلاف أجهزة النداء المتفجرة يمكن أن تلحق أضرارًا هائلة بحزب الله، لكنها قد تؤدي -أيضًا- إلى رد عنيف، بما في ذلك هجوم صاروخي انتقامي ضخم من قادة حزب الله الناجين، وربما بمشاركة إيران.

    وقال مسؤول إسرائيلي: «كان من الواضح أن هناك بعض المخاطر». وحذر بعض كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي من إمكانية التصعيد الكامل مع حزب الله، حتى في الوقت الذي كانت القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها ضد حماس في غزة. لكن آخرين، وخاصة الموساد، رأوا فرصة لزعزعة الوضع القائم بشيء «أكثر شدة».

    ولم يتم إبلاغ الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، بأجهزة النداء المفخخة أو بالنقاش الداخلي حول ما إذا كان يجب تفجيرها، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

    في النهاية، وافق نتنياهو على تفجير الأجهزة في الوقت الذي يمكن أن تسبب فيه أكبر قدر من الضرر. على مدى الأسبوع التالي، بدأ الموساد التحضيرات لتفجير كل من أجهزة النداء وأجهزة اللاسلكي المنتشرة بالفعل.

    استهداف حسن نصر الله

    في القدس وتل أبيب، توسع النقاش حول حملة حزب الله ليشمل هدفًا آخر بالغ الأهمية: حسن نصر الله نفسه.

    ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، فإن «الموساد» كان يعرف موقع زعيم حزب الله في لبنان منذ سنوات، وتابع تحركاته عن كثب.

    لكن الإسرائيليين ترددوا في اغتياله، لأنهم كانوا متأكدين من أن ذلك سيؤدي إلى حرب شاملة مع المجموعة ومع إيران ربما. وضغط الدبلوماسيون الأمريكيون على نصر الله للقبول بوقف إطلاق نار منفصل مع إسرائيل، دون ربطه بالقتال في غزة، على أمل التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى سحب مقاتلي حزب الله من قواعدهم في جنوب لبنان التي تهدد المواطنين الإسرائيليين القريبين من الحدود.


    وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إنهم أعربوا عن دعمهم لمقترح وقف إطلاق النار، لكن نصر الله رفض إعطاء موافقته، مُصرًا على وقف إطلاق النار في غزة أولاً.

    ظل بعض كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في إسرائيل غير متأكدين من استهداف نصر الله، خوفًا من التداعيات الإقليمية.

    وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي، حتى مع استمرار النقاش في الدوائر الأمنية العليا في إسرائيل حول ما إذا كان يجب ضرب زعيم حزب الله، رنّت أو اهتزت آلاف أجهزة النداء التي تحمل علامة أبولو التجارية في آنٍ واحد في جميع أنحاء لبنان وسوريا. وظهرت جملة قصيرة باللغة العربية على الشاشة: «لقد استلمت رسالة مشفرة».

    وقام عناصر حزب الله باتباع التعليمات لفتح الرسائل المشفرة، وضغطوا على الزرين. وفي المنازل والمحلات التجارية، في السيارات وعلى الأرصفة، تمزقت الأيدي وتطايرت الأصابع بسبب الانفجارات. وبعد أقل من دقيقة، انفجرت آلاف الأجهزة الأخرى بأوامر عن بعد، بغض النظر عما إذا كان المستخدم قد لمس الجهاز أم لا.

    وفي اليوم التالي، في 18 سبتمبر/أيلول الماضي، انفجرت مئات أجهزة اللاسلكي بالطريقة نفسها، ما أسفر عن مقتل وإصابة المستخدمين والمارة.


    كانت هذه أول ضربة في سلسلة من الهجمات الموجهة إلى قلب حزب الله الذي يعتبر «أحد ألد أعداء إسرائيل». وبينما كان حزب الله يتخبط، هاجمت إسرائيل مرة أخرى، مستهدفة مقرات المجموعة ومستودعات الأسلحة والمراكز اللوجستية بقنابل وزنها 2000 رطل.

    وفي 27 سبتمبر/أيلول الماضي، أي بعد 10 أيام من تفجير أجهزة بيجر، وقعت أكبر سلسلة من الضربات الجوية على بيروت، مستهدفة مركز قيادة تحت الأرض. وأمر نتنياهو بتنفيذها وهو في طريقه إلى نيويورك لإلقاء كلمة في الأمم المتحدة أعلن فيها، موجهًا حديثه إلى حزب الله: «كفى هو كفى».

    وفي خطابه، قال نتنياهو: «لن نقبل بجيش إرهابي رابض على حدودنا الشمالية، قادر على تنفيذ مذبحة أخرى على غرار ما حدث في 7 أكتوبر».

    وفي اليوم التالي، 28 سبتمبر، أكد حزب الله ما كان معظم العالم يعرفه بالفعل: أن نصر الله، زعيم الجماعة اللبنانية والخَصم اللدود لإسرائيل، قد قُتل.

    aXA6IDIwOC4xMDkuMzIuMjEg جزيرة ام اند امز US


    مشاهدة كيف «خدعت» إسرائيل حزب الله طيلة سنوات؟ مفاجآت في تفجيرات بيجر لبنان

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ كيف «خدعت» إسرائيل حزب الله طيلة سنوات؟ مفاجآت في تفجيرات بيجر لبنان قد تم نشرة ومتواجد على العين وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24