بوتين يغيب عن قمة العشرين في البرازيل.. «لا يريد تدمير المؤتمر»

قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلميحا واضحا إلى أنه لن يذهب إلى مجموعة العشرين في البرازيل الشهر المقبل، قائلا إن حضوره سيعطل القمة بعد مذكرات اعتقال أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضده.

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أنه لن يحضر قمة مجموعة العشرين المقررة في البرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني لأن وصوله "سيدمر" المؤتمر.

وأصر الرئيس الروسي، على أن مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية لم تكن عاملا، قائلا "إن أحكاما من هذا النوع يمكن الالتفاف عليها بسهولة بالغة".

وقال مسؤولون برازيليون لم يذكر اسمهم لرويترز إن بلادهم أرسلت لبوتين دعوة عادية لحضور اجتماع مجموعة العشرين الذي سيعقد في ريو دي جانيرو يومي 18 و19 نوفمبر/تشرين الثاني.

وردا على سؤال من أحد الصحفيين في موسكو قبل قمة بريكس في روسيا، أكد الرئيس الروسي أنه لن يحضر قمة مجموعة العشرين.

وقال: "وماذا في ذلك، هل سأذهب إلى هناك خصيصًا لتعطيل العمل الطبيعي لهذا المنتدى؟" وقال بوتين، مضيفا أنه إذا وصل فإن “المحادثات ستكون حول هذا الأمر فقط”.

وأكد بوتين: "سوف ندمر عمل مجموعة العشرين، لماذا؟"، وفقا لوكالة "فرانس برس".

وأضاف: "نحن بالغون، لذا سنجد شخصا في روسيا سيمثل بجدارة مصالح بلادنا في البرازيل".

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بوتين العام الماضي بسبب الترحيل غير القانوني المزعوم لأطفال أوكرانيين بعد أن بدأت الحرب في عام 2022.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال المدعي العام الأوكراني إنه تلقى معلومات استخباراتية تشير إلى أن بوتين قد يحضر قمة مجموعة العشرين في البرازيل الشهر المقبل، ودعا السلطات هناك إلى تنفيذ مذكرة اعتقال بحقه إذا حضر.

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرة اعتقال بحق بوتين في مارس/آذار 2023، بعد عام تقريبا من الحرب الروسية في أوكرانيا.

لكن بوتين نفى خطر اعتقاله إذا ذهب إلى البرازيل. وقال إن روسيا والبرازيل تربطهما "علاقات دافئة وجيدة للغاية".

واضاف: "وبالتالي، عندما يتعلق الأمر بالأمر، يكفي كتابة اتفاقية حكومية دولية ولا يوضع أحد في موقف صعب".

وتوجه بوتين إلى منغوليا في سبتمبر/أيلول دون أي مشكلة على الرغم من أن البلاد عضو في المحكمة الجنائية الدولية وملزمة باحتجاز المطلوبين من قبل المحكمة.

ومع ذلك، فقد تغيب عن اجتماع مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) في جوهانسرغ.

يواجه الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا صورة معقدة للأزمات العالمية المتنافسة، بينما يتوجه زعماء العالم إلى ريو دي جانيرو لحضور قمة مجموعة العشرين.

وسوف تتراوح القضايا الرئيسية قيد المناقشة من التمويل الأخضر وفرض ضريبة على المليارديرات، إلى محاولات إصلاح المؤسسات العالمية والجهود الرامية إلى ضمان قدر أكبر من التنسيق بشأن التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره.

ويتوقع المحللون أنه يمكن إحراز تقدم مهم في تخفيف ديون دول الجنوب الأفريقي التي لا تزال تتعافى من تكلفة كوفيد، بالإضافة إلى الاتفاقيات المتعلقة بإعادة استخدام دعم الوقود الأحفوري لتحقيق تحول أكثر إنصافا في مجال الطاقة.

ومن المتوقع أن يحضر مجموعة العشرين هذا العام الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بالإضافة إلى شخصيات بارزة من مجموعة السبع بما في ذلك المستشار الألماني أولاف شولز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفي الوقت نفسه، من غير الواضح ما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن سينضم إلى قمة 18 نوفمبر/تشرين الثاني. وإذا خسر الديمقراطيون الانتخابات، يشير الخبراء إلى أن العملية المطولة لإفساح المجال أمام إدارة جمهورية ستجعل ظهوره غير مرجح.