• دليل المواقع

  • اقتصاد

    الخبز وطقس الجحيم.. هل تنجح سياسية قمح الفوضى في إنقاذ العالم؟


    803 قراءه

    2024-10-21 12:09:45
    164

    كانت المزارع في الماضي تتمتع بالتنوع البيولوجي وقابلية زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل فقد كان من الممكن أن يحتوي الحقل الواحد على 5 أنواع مختلفة من الذرة

     أو مزيج من الشوفان والشعير، أو أي خليط من الحبوب يناسب المزارعين من فرنسا إلى إثيوبيا.

    تدشين منصة بيانات الزراعة والأمن الغذائي لإمارة أبوظبي

    وكانت الخلطات النباتية المزروعة في نفس الحقل تتغير مع الطقس.

    ففي عام ما، تزداد كمية الجاودار، وفي عام آخر تقل كمية القمح، حتى أن الفرنسيين أطلقوا أسماء على مثل هذه الأنواع من الدقيق التي تتسم بنسب متغيرة من الحبوب، من "grande meteil" إلى "ble ramé"، حيث يتحول كل نوع إلى خبز لذيذ خاص به.

    ولكن عندما وصلت مطاحن الأسطوانة الصناعية في أواخر القرن التاسع عشر، اندمجت سلسلة التوريد حول الخبز الأبيض بين عشية وضحاها ، كما كتب ستيفن جونز، مؤسس Breadlab في جامعة ولاية واشنطن.

    وكانت المطاحن الجديدة تعني أنه يمكن إنتاج الدقيق الأبيض على نطاق واسع بتكلفة منخفضة.

    وبحسب واشنطن بوست، طور مزارعوا القمح المحترفون سلالات من الدقيق الأبيض المكرر، الخالي من جرثومته الغنية بالمغذيات، والتي يمكن تخزينها لفترة أطول.

    وفي عام 1890، كان 90% من الأسر الأمريكية تخبز خبزها في المنزل، وبعد أربعين عامًا، أصبح 90% منهم يشترون الخبز الأبيض المنتج بكميات كبيرة بدلاً من ذلك.

    مع الوقت، بسبب زيادة الاقبال اتجه المزارعين للتحول للزراعة الأحادية، محصول وحيد للحصاد، لانتاج كميات أكبر من القمح.

    والتحول إلى الزراعة الأحادية للقمح، ساهم في دفع زيادة إنتاج الولايات المتحدة من القمح أربعة أضعاف، لكنه على الجانب الآخر خلق نظامًا غذائيًا عُرضة لصدمات المناخ ويعتمد على مدخلات هائلة من المواد الكيميائية الزراعية.

    واليوم، ينبعث من إنتاج الحبوب العالمي غازات دفيئة أكثر من روسيا والبرازيل وألمانيا مجتمعة، في حين يقدر الباحثون في مجلة Nature أن غلة القمح في أمريكا الشمالية قد تنخفض بنسبة 1 إلى 10% لكل درجة من الاحترار دون التكيف.


    شراء الخبز في طقس الجحيم

    وبحسب "واشنطن بوست"، فإن الخبير الأمريكي ستيفن جونز مؤسس مختبر تطوير حبوب القمح من جامعة ولاية واشنطن، Breadlab، قدم بذور القمح عبر شركته، وهي بذور مؤهله للتكيف مع المناخ بشكل أكبر، وأطلق عليها جونز اسم حبوب "قمح الفوضى".

    ولقد أمضى جونز سنوات في تربية سلالات القمح التجارية لصناعة الحبوب.

    وكان كل عمله تقريبًا يركز على تعزيز الجزء الداخلي الأبيض النشوي من القمح، الذي يطلق عليه ايضا اسم السويداء.

    وبسبب خيبة أمله في الزراعة السلعية، بدأ مختبره الخاص للخبز Breadlab في جامعة ولاية واشنطن في عام 2009 للتركيز على المزارعين الأصغر حجمًا.

    وهو يطلق على نهجه في الزراعة اسم قمح الفوضى، وهو مقامرة وراثية بنشر التنوع في زراعة القمح في عالم متقلب.

    ويتلخص دور هذه السياسة، عن طريق توازن أصناف المختبر، التي تم تطويرها من خلال تهجين نوع نبات قمح بآخر بصعوبة، بين الغلة والنكهة والمرونة.

    ولا تنتج النتائج نفس كمية الدقيق الأبيض التي تنتجها الأصناف التقليدية، لكن الاختبارات الميدانية تظهر أن النباتات توفر مزيجًا من المقاومة للجفاف والآفات والطقس المتقلب، في حين تتطلب كمية أقل من الماء والأسمدة والمواد الكيميائية الزراعية.

    ويقول جونز، "نحن نقدم فوضى وراثية في الحقل، حتى تتمكن النباتات من التعامل مع الأحداث الفوضوية للمناخ".

    وكان إقناع المزارعين على نطاق واسع لتبني هذه التجربة مسألة أخرى.

     فمن بين 47 مليون فدان من القمح المزروعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، قال الخبراء الذين أجريت معهم مقابلات إن القليل جدًا منها قد زرع بأصناف مثل تلك التي ينتجها مختبر Breadlab.

    ويعترف جونز، الذي عمل مديرًا لمختبر Breadlab حتى وقت سابق من هذا العام، "لقد حاولت تغيير نظام السلع الأساسية، لم يكن الأمر بسيطا أبدا ".

    لذلك لجأ إلى المزارعين الأصغر حجمًا الذين يبحثون عن طرق لزراعة الحبوب، والعلامات التجارية المتميزة التي يمكن أن تحول الدقيق إلى منتجات أعلى سعرًا، كبديل "قابل للتكرار، وليس قابل للتطوير".

    وفي حين أن هذا النهج يتطلب عمالة أكثر كثافة، حيث يتطلب أحيانًا سنوات لضبط مخاليط القمح لبيئات محددة ، فإن عددًا متزايدًا من الناس يتبنون هذا النهج كجزء من حركة الزراعة التجديدية التي تسعى إلى تحسين صحة التربة وخفض الانبعاثات الكربونية.

    ربما تكون شركة المخبوزات King Arthur Baking Company، والتي أطلقت دقيق Climate Blend Flour العام الماضي، هي الأكثر شهرة في أسلوب تقديم منتجات أكثر تكيفا مع التغير المناخي.

    ويشكل مزيج أصناف القمح الذي تقدمه الشركة، بما في ذلك القمح المعمر القادر على النمو لسنوات بدلاً من إعادة زراعته كل موسم، جزءًا من جهود شركة King Arthur ليكون مصدر انتاجها بنسبة 100% من الدقيق المطحون من القمح المزروع بشكل متجدد بحلول عام 2030.

    وتقول King Arthur إن النتيجة هي دقيق غني بالجوز يمكن استخدامه في أي وصفة قمح كامل.


    هل تنجح سياسة "قمح الفوضى" ؟

    ويرى كينيث كاسمان، وهو خبير زراعي بجامعة نبراسكا، أن أي حل للمناخ في الزراعة لابد أن يشمل إمكانية تطبيقه على المساحات الزراعية بجميع أنحاء العالم في غضون عقدين إلى ثلاثة عقود.

    ويضيف، "أي شيء آخر، فأنت تتحدث في الواقع عن العمل على نظام غذائي للأثرياء القادرين على التفكير في هذه التفاصيل المتعلقة بالطعام الذي يتناولونه".

    ويزعم كاسمان أن القمح المخلوط الذي يلائم المناخ اليوم، على الأقل في الوقت الحالي مثل الذي تستخدمه شركة King Arthur ، لا يمكن يحقق هذا الهدف.

    ويزعم أن المزائج المخصصة التي تستغرق سنوات لضبطها حسب المنطقة لا يمكن زراعتها بسرعة كافية لخفض الانبعاثات العالمية.

    وبدلاً من ذلك، يتوقع أن يأتي معظم التقدم من خلال نفس العملية التي أدت إلى معظم التطورات الزراعية الرائعة في القرن الماضي، مثل التحسين المستمر التدريجي للمحاصيل الحالية والأساليب والقرارات التي تدخل في كل خطوة من خطوات الزراعة الحديثة، وخاصة مع ترسيخ جيل جديد من الزراعة الدقيقة القائمة على البيانات.

    وظائف للمصريين في اليونان.. 5 آلاف عامل بقطاعات الزراعة والإنشاءات والسياحة

    ويقول: "نحن ممتازون في تجميع الكثير من الابتكارات الصغيرة للحصول على التغيير الذي نحتاجه".

    وأضاف "هل يمكن أن تصبح حقول القمح المتنوعة والصديقة للمناخ يومًا ما واحدة من تلك الابتكارات؟ ربما، إذا تمكنت من التقدم بسرعة كافية".

    جزيرة ام اند امز US


    مشاهدة الخبز وطقس الجحيم.. هل تنجح سياسية قمح الفوضى في إنقاذ العالم؟

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الخبز وطقس الجحيم.. هل تنجح سياسية قمح الفوضى في إنقاذ العالم؟ قد تم نشرة ومتواجد على العين وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24